الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"(35)سورة الحج 0
يقول الشيخ السعدي في تفسيره لهذه
الآية الكريمة لوصف المُخبتـــــــــــين:
أي : ولكل أمة من الأمم السالفة ، جعلنا منسكا ، أي : فاستبقوا إلى الخيرات وسارعوا إليها ،ولننظر أيكم أحسن عملا ، والحكمة في جعل الله لكل أمة منسكا ، إقامة ذكره ، والالتفات لشكره .
ولهذا قــــــــــــــــــال :
" ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعامفإلهكم إله واحد "، وإن اختلفت أجناس الشرائع ، فكلها متفقة على هذا الأصل ، وهو : ألوهية الله ، وإفراده بالعبودية ،وترك الشرك به .
ولهـــــــــــذا قال :" فله أسلموا "أي : انقادوا واستسلموا له لا لغيره ، فإن الإسلام له ، طريق الوصول إلى دار السلام .
" وبشر المخبتـــــــــــين "بخير الدنيا والآخرة ،
والمخبت : الخاضع لربه ، المستسلم لأمره ، المتواضع لعباده .
ثم ذكر صفات المخبتـــــــــــــين فقال :
" الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم "
أي : خوفا وتعظيما ، فتركوا لذلك ، المحرمات ،لخوفهم ووجلهم من الله وحده .
" والصابرين على ما أصـــــــابهم "
من البأساء والضراء ، وأنواع الأذى فلا يجري منهم التسخط لشيء من ذلك ، بل صبروا ابتغاء وجه ربهم ، محتسبين ثوابه ، مرتقبين أجره .
" والمقيمي الصـــــــــــــــلاة "
أي : الذين جعلوها قائمة مستقيمة كاملة ،بأن أدوا اللازم فيها والمستحب ، وعبوديتها الظاهرة والباطنة .
" ومما رزقناهــــــــــــــم ينفقون "
وهذا يشمل جميع النفقات الواجبة ، كالزكاة ،والكفارة ، والنفقة على الزوجات والمماليك ، والأقارب . والنفقات المستحبة ،كالصدقات بجميع وجوهها .
وأتى بــــــــــــــــ" من "
المفيدة للتبعيض ، ليعلم سهولة ما أمر الله به ، ورغب فيه وأنه جزء يسير مما رزق الله ، ليس للعبد في تحصيله قدرة لولا تيسير الله ، ورزقه إياه . فيا أيها المرزوق من فضل الله ، أنفق مما رزقك الله ينفق الله عليك ،ويزدك من فضله .
م ن ق و ل
للفائدة
المفضلات