أخي الفايدي جهد مشكور يحمل اطروحة جادة ومطولة كل فقرة فيها تصلح أن تكون موضوعا مستقلا بحد ذاته وكنت أود لو كان مقالكم تحت تفقير مرتب ليخلص بفكرة عامة توحد موضوعه ومضمونه لكن لعلك تأذن لي بالتالي:
إن المجتمع أيا كان صلاحه لابد وأن يحدث فيه نقيض له فالخير والشر
ندان إلى قيام الساعة والصلاح والفساد واقعان ولم يخلو من ذلك عصر أو يستثنى مصر( والنسبة تتفاوت في ذلك ) ففي عهد النبوة مثلا صارت حوادث لقتل وسرقة وزنا (جانب الفعل الجنائي) وحصل كذلك فكر مضل من ادعاء للنبوة وردة ونفاق (بشقيه جانب الفعل والاعتقاد)0
أمر آخر هو أن الصلاح والهداية منحة الله لمن شاء من عبادة صحيح أن كل واحد منا راع وكل راع مسؤل عن رعيته لكن ليس مسؤلا بالضرورة عن هدايتهم ونوح عليه السلام وابنه ادل دليل على ذلك (فانحراف الابن ليس قادحا في صلاح الأب)0
وأمر آخر وهو أن تشخيص المرض والبوح بأثره المؤلم ليس علاج له بل هو مرحلة أولية قد يكون فيها الشفاء وقد تتردى الحال ولعل ذلك لا يخولنا أن نلوم الطبيب المعالج أو نشغله بهذا المرض رغم انه اقدر على علاج غيره وكذلك واقع مجتمعنا يصدق عليه هذا الأمر وإلقاء اللوم على( الطبيب والمصلح والقاضي وطالب العلم والأب)هنا ليس منصفا لهم 0
ختاما الموضوع كبير ويحتاج إلى تجزئة لكي تشبع كل محاوره بحثا وطرقا ينجم عنه استيعاب وتنتج عنه ثمار مجنية0
أخيرا آمل ألا يتسرب إلينا اليأس أو يتملكنا الإحباط ما دام أن منهجنا منهج رباني سيظهره الله بعز عزيز أو بذل ذليل0
المفضلات