
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل بن صالح العصباني
أخي بشير حفظك الله
من يدخل النقاش وهو عازم على ان يصادق الجميع على رأيه بل ويبصمون عليه بالعشرة ويتبع قانون من معي فهو صديقي ومن ليس معي فهو عدوي
فهو جاهل حتى وان دخل في نقاش ثقافي فهو بعيد كل البعد عن الثقافة واهلها .
فالرأي اخي العزيز يفترضه صاحبه ولا يفرضه ولا يفرض عليه , اي ان الرأي عبارة عن قناعات شخصية .
انا معك بأن المثل المذكور(الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية ) اصبح في وقتنا الحاضر وكأنه في برج عاجي لعدم التقيد فيه في معظم النقاشات التي تدور خاصة في المجتمعات العربية .
ولكني اختلف معك بأنك لا تستثني احد بل مازال هناك بعض النخب الثقافية التي ما زالت تعتمد هذا المثل قاعدة اساسية ترتكز عليها جميع نقاشاتها
فليس بالضرورة ان يقع كل نقاش لنا في مستنقع مليء بالوحل كما وصفت ذلك في طرحك اذا ما اتفقنا قبل ان نبدأ على ان الاطار العام لنقاشنا هو اننا( في حال اختلافنا بالرأي يجب ان نتفق على ابقاء الود بيننا ).
شكرا اخي العزيز على طرحك الراقي وفكرك النير وتقبل مني هذا المرور.
أخي عادل حفظك الله
اثمن لك هذه المشاركة القيمة التي اعتز بها
ولكي اختصر الطريق في التعقيب والتعليق على ذلك المثل لا بد أن أهدف لمطلب هام جدا
وهو أنه من الحري بطبيعة الحال على من يتناقش ويجادل في مسألة ما ممثلا أحد قطبيها ويقف
في أحد طرفيها متخذا وجهة عكسية لمن هو في الضفة الآخرى
عليه أن يحرص أثناءالنقاش ألا يسرب من عقله المنفعل ذبذبات قوية حينما يكون متصلا بخط مباشر
مع شريان قلبه ويحاول قدر الإمكان ألا يرحل له شئيا من اكوام الركام اللفظي
ويبقي أعصابه في ثلاجة باردة ويحذر من الحرارة الزائدة الناتجة من صلو الجدال
الذي لايسلم منه أحد عادة وتراه باديا جليا على الوجوه يوم يخضبها باللون الأحمر
الذي كأنه جمر اللظى وهذا ما يجعل وجود المثل هنا شئا من ضرب الخيال..!!
ولعلي اختلف معك إن أذنت لي قليلا في مفهوم الرأي والقناعات
فالرأي يحتمل الخطأ والصواب ويمكن أن ييسط فيه المجال للأخذ والعطاء كما أنه يقوم صحتة وخطأ
ويمكن كذلك أن يتركه صاحبه لرأي آخر غيره أفضل منه
أما القناعات فهي أشياء راسخة في داخل القلب وتمثل قيما ومعتقدات لايحيد عنه الشخص
ولا يمكن أن تتغير إلا أن يشاء الله وهذه عند الإختلاف فيها فلا وجود للود ولا لقضيته في ظلها.
بالنسبة لقضية التعمييم في ظني ليس لها وجودهنا في ظل كلمة(( ربما)) التي سبقت العبارة
في نحو قولي : ((ربما أنك لا تستطيع أن تستثني أحدا...إلخ))
ولعلي حينما ألمحت بتلك الإشارة للمثقف ولوسطه الذي هو فيه تحديدا لكي اثبت أن تأكيد تطبيق هذا المثل
شئ عزيز وصعب ونادر الوجود حتى على خير من يلم بالأمثال لفظا ويعرف حرفها رسما
فإنه يصعب عليه غالبا أن يتمثلها خلقا وواقعا
أنظر على سبيل المثال إلى أهل المراتب العلمية المرموقة حينما يتناقشون
فليس هناك أكثر تجمعا يضم النخب الفكرية والعقول النيرة والطبقة المثقفة
من القبب البرلمانية بقاعاتها الكبيرة وانظر إليهم في التعاطي مع الأطروحات التي صار
من المعتاد أن يعقبها شد وحط وضرب وركل ولولا وجود السجاد ومن تحته البلاط لرأيت الوضع وحلا وطينا
وليس فقط مشاجرة فحسب لا تخلو من أن تكون مصارعة حرة على الهواء مباشرة
سرعان متتلقفها وسائل الإعلام لتنال بها سبقا إعلاميا يتصدر وسائلها المرئية والمقروءة والمسموعة.
لذا قد لايلام من كبر أربعا على الود حينما تصل الأمور لهذا الحد.
مع أطيب المنى.
المفضلات