حديث السحر لهذا اليوم سأتولى كتابته 00
من الذكريات التي لا تفارقني عندما كنت طفلاً وانا اسكن مع والدي ووالدتي في مدينة جدة
حيث أنني من مواليد تلك المدينة المبهره في زمن كانت البساطة هي عنوان واضح لحياة
الناس وخاصة عندما يقبل علينا هذا الشهر الفضيل يبدأ الأهل في تجهيز بعض الطلبات وكانت
مواد غذائية قليلة ولكنها غنية بما فيها من مواد يستفيد منها جسم الانسان 00نحن كأطفال
نبتهج كثيراً وخاصة قبل الافطار نجتمع مع بعض في بهو المسجد وهو صغير قياساً بالمساجد
في وقتنا الحاضر ثم نترقب صوت المدقع وهو قريب من حارتنا اكثر ما يجذبنا هو صوته القوي
لننطلق فرحين ومهللين ومرددين المدفع ضرب ضرب افطر يا صايم وحد الدايم اهازيج تراثية
جميلة في عصر كانت فيه العلاقات الاجتماعيه في قوية ومتينة والذي يزيد من جمال شهر
رمضان هي تلك الفوانيس التي يتم تعليقها في الأسواق والشوارع من قبل البلدية وعمدة
الحي وهناك روحانية كبيرة جداً عندما نصلي صلاة العشاء والتراويح ويؤمنا احياناً أمام من
خارج الحي واحياناً اخرى كان والدي غفر الله له هو من يؤم المصلين 00خشوع في الصلاة
رغم إننا كنا أطفال إلا أننا كنا ملتزمين بالهدوء وعدم احداث أي ضجيج ليس كما هو حاصل في
وقتنا الحاضر اطفال يثير الازعاج وليس هناك من يردعهم 00ثم نجتمع في بيت احد الجيران
لقضاء ليلة جميلة نتبادل فيها الاحاديث المفيدة وكنا نردد اناشيد اسلامية وحماسية بيننا
أما الكبار فكانت احاديثهم تنصب حول الاهتمام بالحي واهله وخاصة أن عمدة الحي هو من
يدير النقشات ويسأل عن كل صغيرة وكبيرة وماذا يريدون من خدمات صدقوني كان للعمدة
دور كبير ومهم في تنمية المجتمع 00 ثم يذهب كل لمنزله لينام ويصحى قبل وقت السحور
من كان يقوم بمهمة ابلاغ الناس بالسحور هو رجل لازال صوته يرقع اذني ولم اتناساه ألاوهو
المسحراتي الذي يضرب على الطبل ويردد معه (سحورك ياصايم وحد الدايم) وقد يتبعه في
بعض الاحيان شباب من الحارة وهم يحملون معهم فوانيس ويرددون ما يقوله المسحراتي
ومن ثم تصحى ربة المنزل لتبدأ في تجهيز طعام السحور والذي اغلب الاوقات يكون اكلة شعبية
مثل ( المرقوق, العصيد, الارز) ذكريات الماضي فيها من الجمال الشيء الكثير رغم شضف
العيش إلا أن الجميع كانوا مستمتعين ومقتنعين بما وهبهم الله من رزق
دمتم سالمين
محمد الثوعي
المفضلات