قصيدة ( أين السعادة )

.

كنّا في مجلس فسألنا أحدهم ما السعادة ؟؟
فكل ما جاء الدور إلى أحدهم أدلى بدلوه
وعندما جاءني الدور قلت أردّ غدا ..!!
وفي اليوم التالي كنت قد كتبت هذه الأبيات
وصدّقوني ربما لم تأخذ مني هذه الأبيات إلا وقت كتابتها
فقد كتبتها في حدود نصف ساعة .
( لاحظ أن القافية ساكنة )

.
.

لا تندبن حظّاً فإنك كالجمــــيع =تاهوا على درب التشرّد والفجوع
والدهر يكتب في سجـلا ت الأسى=سطرا على سطر بحبر من دموع
واليأس يقطف من أزاهير المـنى=والقلب من ألم تشــوّهه الصدوع
يا حسرتي فلك الكآبة مالــــها=في مرفأ الأحـزان مرسية القلوع
والدهر يتلو حولها انشـــــودة=ســـوداء قاتمةً له صوت هلوع
والمارد القهّار في إقدامـــــه =مترنح ٌ بين التقهقر والرجــوع
والمرء منشغل ويسعى جاهـــدا =في روضةالخسران تشغله الزروع
والموت لم يترك ذئابا كلـــــها =للذنب لابسة ولا حَمَــلا وديع
والويل يسحق أمنيات للهــــوى=تهتزّ كالأزهــار في أوج الربيع
يا روضة الريحان قلبي متـــرع =همّا ولكن لي لســـان لا يذيع
يا روضة الريحان أخشــى إن أنا=ناجيت زهرك أن يجفّفـه الفجوع
يا روضة الريحان تنقلب المــنى=كالجمـر والأشواك في ليل مريع
ونظل نبني فوق أنقـــاض المنى=والمــوت يسبقنا إلى هدم سريع
والحزن يعتصر القـــلوب وينثني=ليمزّق الأكبـاد يخترق الدروع
والناس كلٌ في طريق مـــوحش=يسعى إلى أمل وليس بمستطيع
يا خيبة الأحلام يخنقها الأســـى=والروح في صحراء قاحلة تضيع
كيف السعــادة في الحياة ولي دمٌ=يغلي ولي قلب حبيسٌ في الضلوع
كيف السعـــادة واليتامى بؤسهم=متلاطم يغتــالهم برد وجوع
كيف السعــادة والأرامل ترتوي=من مورد الآلام في أسف فظيع
والدهــر ملتهب وصيفٌ قائض=وشتاؤها العـاري يدثّره الصقيع
والأمهات تئن من آلامـها الســ=ـّـوداء والأكبـاد من كمد تميع
كل ٌ تتوق إلى المقابر روحـــها=حيث الردى يختال في تلك الربوع
يبكين في تلك الحفـــائر أعظما=شــوهاء بالية مشاهدها تريع
سكنوا قبـورا في سراديب الردى=في الليلة الظلماء مطفأة الشموع
ولكم تصوّر في الخــيال فقيدها=فتهبّ ثم يزول في حــلم شنيع
يا ذلّتي والكبرياء أغــتــــالها=الخسران في حفر التذلل والخنوع
وتظل تحترق القــــلوب كآبة=والنفس ظمأى تشرب السمّ النقيع
ويدوس قلبي في براثنه الأســــى=كالسبع في البيداء يفترس القطيع
في الغـاب يأتزر الجريمة كاسر=وأمــام ناظر أمّه افترس التبيع
ولكم سهرت الليل أشتدّ الخـ طى=لأرى السعـادة والليالي لا تطيع
ولكم ضربت السهم بعد السهـم لي=أمـل ٌ ولكن عدت مُنكسرا قنوع
ويلومني غرٌّ جهول فــــارغ=يزهو بحسـن ردائه النجس الخليع
لا بأس فالغربان يبقى شـأنها=مهما علت لا تبلغ النجم الرفيع