هي نفس بشريّة
تشعر أحيانا بالعجز أمام هياج يمّ الحياة المتلاطم
الذي يجب خوضه فتستكين تارة
وتثور وتعلن التحدي والمجابهة
للوصول إلى مرادها تارة أخرى
وفي حال كتلك كتبت هذه الأبيات :


.
.

دع القلب لا تـــــــأبه به فهو هالك=أطلت انتظــــــار الفجر والليل حالك
وخض في ســــراديب الدجى كل لجّة=لعل الأسى ينجــــــاب والليل بارك
تعفّر بنقع البيــــــــد حرّا مجاهدا=فتى لفجاج الخوف بالليل ســــــالك
ولا تستكن للذل في الذل قــــــاعدا=كما يستكين الصــــبح في الدير ناسك
ولا تتزعزع كلما دحـــــرج الردى =رؤوسا وما ينقض في الغــــاب فاتك
ولا تتمايل كلّما داعب الهــــــوى =غصونا وغنى الطير والزهــر ضاحك
كن النّار لم تُخلق لتزدان بالنـــــدى=ولكن لكي تُحمى عليها السبـــــائك
وإن لم تطـــق نفس الفتى مسلك الردى =إذاً فليقيدها إلى النار مــــــــالك
سأسلك درب الخـــوف والليل موحش=على مسلك وعر المســــارات شائك
وأقطع شرياني وأسقــــي به الثرى=وأصمد لو خرّت عليّ النيـــــازك
وأسقي أزاهير المنى من مدامــــعي =ولي من جراحــــات المآسي مناسك
وأحرق أحشائي لأحمــــــي كرامة=يغير عليها إن تغـــــــافلت هاتك
وأضرب في الأرض ابتغـــاءً لمأربي=جهادا ولو ضاقت عليّ المســـــالك
وأخرج من سرداب نفسي ســـبـاعها =فإن لها يوما تُخاض المعــــــارك
وأبني على أنقاض أحـــــلام شاعر =على ربوة ما لي بها من يشــــارك
مطرّزة تلك الفيافي زمـــــــرّدا=كما طرّز الجلبـــــاب بالدُرّ حائك
أحطّ بها رحل الأمـــــاني وأبتني =بها جنّة تحــــــلو عليها الأرائك
فمن دونها تهوي أمــاني ذوي النهى=ومن حولها بالحـــبّ تشدو الملائك
وأرنو لها والحـــور يلثمن زهرها =فطورا تناجيها وطـــــورا تبارك
وإن لم يُكرّمني إلهــــــي بمثلها=فإنّي لما دون الــــذي رُمت تارك

.
.