سلسلة تيسير المنان فى شرح أحكام تجويد القرءان


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة والأخوات الكرام
نتابع معا الجزء النظرى للدرس الثالث من سلسلة تيسير المنان فى شرح أحكام تجويد القرءان وسوف أتناول إن شاء الله الجزء العملى على رابط أخر حتى لا نمل من كثرة المعلومات
<div align="center">مبادىء علم التجويد </div>

ينبغي لكل من شرع في علم من العلوم أن يعرف مبادئه العشرة المشهورة ؛ ليكون على بصيرة في الشروع فيه . و حيث إن موضوعنا الآن هو علم التجويد فينبغي أن نتكلم على تلك المبادئ العشرة الخاصة به ، ليكون الطالب على علم بها التى نظمها أهل العلم فقالوا :
إن مبادىء كل فن عشرة ........................الحد والموضوع ثم الثمرة
فضله ونسبته والواضع .........................والاسم والاستمداد حكم الشارع
مسائله والبعض بالبعض اكتفى ............... ومن درى الجميع حاز الشرفا

مبادىء علم التجويد العشرة

الأول : حده : أى تعريفه أو حقيقته
وهو في اللغة التحسين يقال جود الرجل الشيء إذا أتى به جيدا و يستوي في ذلك القول و الفعل .
و يقال لقارئ القرآن الكريم المحسن لتلاوته " مجود " بكسر الواو إذا أتى بالقراءة مجودة - بفتح الواو- الألفاظ بريئة من الجور و التحريف حال النطق بها .
و في الاصطلاح

ينقسم التجويد لقسمين
قسم عملى أو تطبيقى
قسم علمى أو نظرى

أولا :القسم العملى وهو
إخراج كل حرف من مخرجه و إعطاؤه حقه و مستحقه - بفتح الحاء- من الصفات .
فحق الحرف من الصفات أي الصفات اللازمة الثابتة التي لا تنفك عنه بحال ، كالجهر و الشدة و الاستعلاء و الاستفال و الإطباق إلى غير ذلك مما سيرد مفصلا في موضعه .
و مستحقه أي الصفات العارضة التي تعرض له في بعض الأحوال و تنفك عنه في البعض الآخر لسبب من الأسباب كالترقيق و التفخيم فإن الأول ناشئ عن صفة الاستفال و الثاني ناشئ عن صفة الاستعلاء ، و كالإظهار و الإدغام و الإخفاء و القلب و المد و القصر إلى غير ذلك .
ولا يكفى مجرد العلم بالقواعد من الكتب بل لابد من الرجوع إلى الشيوخ المتقنين كما ذكرفى كتاب هداية القارىء ولله در القائل
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يكن عن الزيغ و التصحيف في حرم
و من يكن آخذا للعلم من صحف فعلمه عند أهل العلم كالعـــــــــــــدم


ثانيا :القسم العلمى أو النظرى
وهو القواعد والأحكام التى وضعها أهل العلم حتى لا يفسد اللفظ القرءانى فكان ذلك من أسباب حفظ القرءان على مر العصور
وقارىء القرءان لا يستغنى عن القسمين العملى والنظرى

الثانى :موضوعه:
هو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء حروفها حقها و مستحقها كما مر من غير تعسف ولا تكلف في النطق مما يخرج بها عن القواعد المجمع عليها.

الثالث : ثمرته :
قراءة القرءان كما أنزل وكما تلقاه النبى صللى الله عليه وسلم وكما قراه الصحابة والتابعون وتابعوالتابعين حتى يومنا هذا

الرابع : فضله :
هو من أشرف العلوم و أفضلها لتعلقه بكتاب بكلام الله تعالى .

الخامس : نسبته من العلوم :
هو أحد العلوم الشرعية الدينية وهو مستقلا بذاته عن باقى العلوم ليس مستمدا من واحد منها لأنه أقدم العلوم الشرعية لأن أول علم تعلمه الصحابة رضوان الله عليهم هو علم تجويد القرءان الكريم


السادس : واضعه :
أما الواضع له من الناحية العملية فهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم لأنه نزل عليه من عند الله تعالى مجودا و تلقاه صلوات الله عليه و سلامه من الأمين جبريل عليه السلام كذلك و تلقته عنه الصحابة و سمعته من فيه الشريف ، كذلك و تلقاه من الصحابة التابعون كذلك ،، و هكذا وصل إلينا عن طريق شيوخنا متواترا ،
و أما الواضع له من ناحية قواعده و قضاياه العلمية ففيه خلاف ، فقيل أبو الأسود الدؤلي و قيل أبوالقاسم عبيد بن سلام . و قيل الخليل بن أحمد ، وقيل غير هؤلاء من أئمة القراءة و اللغة .

السابع : اسمه :
هو علم التجويد .

الثامن : استمداده :
جاء من كيفية قراءة رسول الله صلى الله عليه و سلم

التاسع : حكم الشارع فيه :

حكم القسم العملى أو التطبيقى : هو الوجوب العينى على كل مسلم ومسلمة يقرأ القرءان ن؟را أو حفظا
لثبوت ذلك بالكتاب و السنة و إجماع الأمة .
أما الكتاب : فقوله تعالى : (( و رتل القرآن ترتيلا )) أي اتله على تؤدة و طمأنينة و خشوع و تدبر مع مراعاة قواعد التجويد من مد الممدود و قصر المقصور و إظهار المظهر إلى غير ذلك. و قد أخبر غير واحد من أئمة القراءة أنه صح عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى (( و رتل القرآن ترتيلا )) ( الترتيل هو تجويد الحروف و معرفة الوقوف ) . و لاحظ أن الأمر مؤكد بالمصدر ( ترتيلا).
وأما السنة أخرج الحافظ السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسير بالمأثور ،من حديث موسى بن يزيد الكندي رضي الله عنه قال : " كان ابن مسعود يقرئ رجلا . فقرأ الرجل (( إنما الصدقات للفقراء والمساكين )) مرسلة ، فقال ابن مسعود : ما هكذا أقرأنيها النبي صلى الله عليه و سلم ، فقال : كيف أقرأكها ؟ قال : أقرأنيها (( إنما الصدقات للفقراء و المساكين )) فمدها" ،، و هذا ابن مسعود و هو أشبه الناس سمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنكر على الرجل أن يقرأ ( الفقراء) من غير مد ولم يرخص له في تركه، مع أن فعله و تركه سواء في عدم اتأثير في دلالة الكلمة و معناها .
وأما إجماع الأمة ، فقد قال العلامة الشيخ محمد مكي نصر في نهاية القول المفيد ما نصه :" فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي صلى الله عليه و سلم إلى زماننا و لم يختلف فيه أحد منهم و هذا من أقوى الحجج ".

بالنسبة لعامة المسلمين مندوب وليس واجب لأن صحة القراءة ممكنة بالتلقى والمشافهة دون معرفة الأحكام النظرية
أما بالنسبة لأهل العلم والمتصدرين للإقراء فمعرفته واجبة على الكفاية
العاشر : مسائله : و هي قواعده، كقولنا كل نون ساكنة وقع بعدها حرف من حروف الحلق يجب إظهارها و يسمى إظهارا حلقيا .

فيا أيها القاري به متمسكا * مجلا له في كل حال مبجلا
هنيئا مريئا والداك عليهما * ملابس أنوار من التاج و الحلا
فما ظنكم بالنجل عند جزائه* أولائك أهل الله و الصفوة الملا
أولي البر و الإحسان و الصبر و التقى
حلاهم بها جاء القران مفصلا
* الشاطبي

وإلى لقاء أخر إن شاء الله لمتابعة الجزء العملى للدرس الثالث وهو شرح أحكام الميم الساكنة ومراجعة على ما سبق

وأذكركم بالدرس الأول والثانى على الرابط

http://www.bluwe.com/bluwe/index.php?showtopic=3216

تحيااااااااتى أم حبيبة البريكى البلوى