بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله


لا أدري من أبدي سرد هذه القصة أو المعاناة

فعند سماعي لمثلها تنتابي حسرة و غصة

لم أقصد من روايتها هنا إلا العضة و التذكير

التاريخ / قبل شهر رمضان المبارك عام 1426هـ بأيام قليلة لا تتجاوز الخمسة أيام .

كنت قد ذهبت لصديقي ( ع ) الذي يعمل مديرا مناوباً في أحد المستشفيات لأمر هام جداً و رأيته متضايق جداً فقلت له خيراً إن شاء الله ما بك ..
فقال يا أبو نادر لم أكن أتوقع أن تصل في بعض الناس العقوق إلى هذا الحد ، و بدأ سرد القصة علي /

يقول : " كنت مناوباً في المستشفى و فجأة جاء رجل عليه علامة الارتباك و العجلة و معه امرأة مسنة في حالة يرثى لها من التعب و الإجهاد فقد كان الضغط مرتفعاً معها و تنفسها متسرعاً و مجهداً ، و قام الفريق الطبي باستقبال الحالة و طلب منه الموظف بيانات المريضة فأعطاهم الاسم و مجموعة من الأرقام الهاتفية و قال هي ليست قريبة لي و إنما جارتي و هذه الأرقام تخص ابنها و هذا رقم جوالي ( ... ) و أنا الآن في عجلة من أمري و هم بالذهاب فطلب منه الموظف معلوماته فأعطهم اسمه و هويته و غادر ، بقيت المرأة المسنة في المستشفى دون أن يزورها أحد و نقلت إلى قسم الملاحظة ثم أُدخِلت قسم الباطنية ، كل هذا و ليس هناك من يأتي للسؤال عنها أو الاطمئنان عليها و دام هذا الأمر ثلاثة أيام فقمت بالاتصال على الهواتف المسجلة فرد عليّ أبنها و أخبرته بالأمر و أن هناك أمر خروج للمريضة فيجب أن يأتي إلى المستشفى من يستلمها و يخرجها فكان رد ابنها و بمنتهى الفضاضة :

( خلوها عندكم ) ؟

قلت له : نعم !!

كررها :
( خلوها عنكم ، ستكون في عناية أكثر )

قلت له :
يا أخي اتق الله هذه أمك و قد كُتِبَ لها أمر خروج و يجب عليك استلامها و العناية بها فهي أمك !!!

قال ( بكل برود ) :
" خل اللي جابها للمستشفى يستلمها "

يقول صاحبي ( ع )
لقد صدمت من هول الإجابة
ثم اتصلت بجوال الرجل الذي أحضرها و لكنه لم يرد عليّ .

ثم حار فكري ، و هداني الله للاتصال بأحد الأحبة ممن أستشيره دائماً ببعض الأمور فأخذ مني جميع أرقام الهواتف و قام باتصالات مكثفة على ابنها ثم على جارهم ( الذي أحضرها ) و قد عدت في نوبتي للمستشفى و لم أجدها و سألت عنها فقالوا جاء أحد الأشخاص و أخذها ، و لا أعلم من هو ؟

انتهت قصة صاحبي .


و إنني لأعجب لمثل هذا الرجل ، هل يعقل أن يكن هناك من هو بمثل هذه العقوق ؟!!

هل يعقل أن يقابل تعب الأم و سهرها و خوفها عليه بمثل هذا الجفاء و النكران و العقوق ؟ !!

رحماك يا رباه
رحماك