النتائج 1 إلى 6 من 57

الموضوع: سوالف ليلٍ (لايمحوها النهار).... والدعوة عامة

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #21
    (شاعر ) عضو اللجنة الإستشارية
    تاريخ التسجيل
    15 - 12 - 2005
    المشاركات
    832
    معدل تقييم المستوى
    709

    افتراضي

    قبل إحدى عشر سنه
    توجهت إلى رفحا بالنقل الجماعي كنت ملحقاً على مستشفى اللاجئن العراقيين كانت حالتي الماديه صعبه حديث عهد بزواج وطفلتي شهد عمرها شهرين وصلت رفحا يوم الجمعه الساعه السادسة صباحاً وكنت قد غادرت تبوك الساعه السادسه مساء يوم الخميس في الثاني من شهر صفر لعام 1416
    وصلت متعباً
    مرهقاً
    كان صديق الوفي(ثامر) قد أتصل علىّ من ينبع وأتفقنا على الألتقاء بالعلا عطلة نهاية الأسبوع ولكن ظروفي العمليه لم تسمح لي بذلك ولم أخبر صديقي بذلك لعدم وجود وسائل أتصال سوى الهاتف الثابت وهو ليس لديه هاتف ثابت
    وصلت متعباً كما قلت لأن المسافه من تبوك إلى رفح 1300كم وهي معاناه بالسيارة الصغيرة فما بالكم بالنقل الجماعي
    نمت وأستيقضت لصلاة الجمعه صليت وتوجهت إلى غرفتي أفكر بصديقي وبالعلا وملعب العريق والجيران وأبنتي شهد
    جاء أحد الزملاء يدعوني للغداء ..
    أعتذرت بكل أدب
    نمت وقمت لصلاة العصر
    صليت وتوجهت إلى غرفتي لوحدي فزميلى في الغرفه في إجازه
    نمت وقمت لصلاة المغرب صليت وعند الخروج أمسكني الزملاء
    يارجل نائم نائم ليست عادتك يا عبدالله!؟
    لم تأكل شيئا!
    هل تصّدقون أنني لم أستطع الكلام رغم ما أعطاني الله من فصاحة لسان
    سكت وسكت وهم ينظرون لي بعين الشفقه!
    تركتهم وعدت إلى غرفتي وسريري لم أنم جلست أفكر وأفكر وقررت أن أعود غداً السبت .
    لماذا؟
    لا أدري ولكني قررت المغادرة.
    صليت العشاء وعدت إلى غرفتي ونمت...
    ولا أدري كم مضى من الليل فرأيت رؤيا غريبه...
    رأيت فيما يرى النائم:
    جاءني رجلين يحملان طفل صغير جداً !!
    قلت من هذا؟
    قال أحد الرجلين هذة أبنتك شهد ماتت
    قلت أدفنوها
    قال الأخر : سنحفر لها وأنت أدفنها
    قلت لا بأس
    حفرا حفرة صغيرة ووضعا الطفله فيها....
    وبدأت أحثو التراب عليها وحين وصل التراب إلى صدرها الصغير التفتت
    وكانت المفاجاءة الكبرى أن عينها كانت عين (ثامر) صديقي وأخي والله الذي لا اله إلا هو أنها عين ثامر الذي أعرفها أكثر من معرفتي لعين شهد أبنتي!!!!!
    قمت مفزوعاً ...
    نظرت إلى الساعة كانت تشير إلى الخامسة صباح يوم السبت توجهت إلى الفرشه(مكان جلوس العسكريين) وجدت بعض الزملاء ناديت أحدهم
    قلت له: أنا عائد إلى تبوك خذني إلى النقل الجماعي أراد أن يسأل ولكني قلت له إن سألت تركتك إلى غيرك..
    وصلنا للنقل الجماعي وأخبرته أن يخبر المسؤلين أن لدي ظروف خاصة وعندما أعود سأشرحها لهم.
    تحرك النقل في السادسه صباحاً متوجهاً إلى تبوك ..
    كنت أحس بأنني انا الذي أنقل هذا الباص التعيس كانت رائحة الموت تملاء أنفي ولكن يبقى السؤال ..
    من الذي مات؟ أو من الذي سيموت!!؟
    أنا ؟
    ثامر ؟
    شهد؟
    عمي الكبير المسّن المريض؟
    والدي؟
    منيف؟
    الطريق طويل وممل والوقت يقتلني همومي تتلاطم في صدري كالموج الهادر ومن يجلس بجواري يضحك لا يعلم ما بداخلي
    نام معظم المسافرين إلا أنا.
    وكيف ينام من يشّم رائحة الموت ؟
    وصلنا إلى محطة أبو عجرم (مثلث التقاء خطوط تبوك الجوف القريات) كانت هناك كابينه للاتصالات....
    نزلت مسرعاً إليها ولسؤ الحظ وجدتها عطلانه
    عدت مسرعاً إلى السائق .
    قلت له: هيا لقد تأخرنا ضحك السائق التركي قائلاً
    بدري باقي من الزمن نصف ساعه تركته وذهبت إلى الطريق المؤدي إلى تبوك علني أجد من يحملني بدل هذا الباص المتعب
    لم تثمر هذة المحاوله إلا عن الفشل الذريع عدت مسرعاً إلى مقعدي وعاد الباص ليقطع هذة الصحراء القبيحه متوجهاً إلى تبوك
    كنت انظر لهذة الصحراء بكل كره لأنها تفصلني عن الخبر اليقين الذي لا أعرفه..
    وفي السادسه مساء يوم السبت وصل الباص بكل من فيه من المهمومين والفرحين والمستعجلين من الذكور وإلإناث إلى تبوك..
    اتجهت إلى كابينة الأتصالات أتصلت على منزلنا في العلا
    ردت خالتي(زوجة أبي) بأن الجميع بخير ..
    وسألتها عن منيف وقالت بخير كان هنا قبل قليل
    سألتها عن عمي وقالت بخير
    اما ثامر فلم أكن اعرف له رقم في ينبع ولكني أتصلت على أحد إصدقائنا في العلا وقال أنه بخير وتوجه إلى عمله في ينبع
    وقال أنه أخبرة انه سيعاقبني على عدم حضوري للعلا في موعدنا
    اقفلت الخط وقررت الذهاب للعلا ومنها إلى ينبع لصديقي ..
    توجهت فوراً إلى موقف سيارت الأجرة ولم يكتمل عدد الركاب إلا في العاشرة غادرنا تبوك إلى القليبه ومنها إلى تيماء وتوقفنا في منطقة الجهراء لمدة نصف ساعة خف ما بي نفسي ولكن رائحة الموت ما زالت تعبث بأنفي المسافة من الجهراء إلى العلا 113كم كانت هذة المسافة كافيه لأن أعود بذاكرتي وتخيلاتي الخاصه نعم كانت تلك المسافه كافيه لأعرف أنني بشر ضعيف وليس لي علم بالقدر
    مسكين أنا ضعيف أظنها تأتيني من هنا فتأتي من هنا ك
    ضعيف ولو استقبلت من أمري ما أستدبرت لغّيرت الكثير
    لن أكمل ليس لتشويقكم ولكني لا أستطيع هذة الليله على الأقل
    نعم عدت إحدى عشر سنه في لحظات فتعبت نعم تعبت
    أعذروني وللقصه بقيه وهذا الليل لن ينتهي وسالفته ستبقى ما بقي الماء سر الحياة
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله مناحي منقرة البلوي ; 05-22-2006 الساعة 05:18 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
هذا الموقع برعاية
شبكة الوتين
تابعونا