ضرب له مثلاً

روي أن رجلاً من العقلاء غصبه بعض الولاة ضيعة ، فأتى إلى المنصور فقال : أصلحك الله يا أمير المؤمنين ، أذكر لك حاجتي أم أضرب لك قبلها مثلاً ؟ فقال : بل اضرب المثل ، فقال : إن الطفل الصغير إذا انتابه أمر يكرهه فإنما يفزع إلى أمه إذ لا يعرف غيرها فإذا ترعرع و أشتد فكان فراره الى أبيه فإذا بلغ و صار رجلاً و حدث به أمر شكاه إلى الوالي لعلمه أن أقوى من أبيه فإذا زاد عقله شكاه الى السلطان و قد نزلت به نازلة و ليس أحد فوقك أقوى منك الإ الله فإن أنصفتني و إلا رفعت أمري الى الله فإني متوجه الى بيته و حرمه فقال المنصور : بل ننصفك ، و أمر أن يكتب إلى واليه برد ضيعته عليه .


أشعب ضيف

نزل أشعب بضيافة صديق له فقدم له صديقه أربعة أرغفه و ذهب ليحضر له لحماً و لما رجع وجده قد أكل الخبز فذهب و أتى بخبز جديد فوجده قد أكل اللحم ، فسأله صديقه الى أين أنت قاصد ؟
قال أشعب : ألى الشام ؟
قال الصديق : و ماذا في الشام ؟
قال أشعب : بلغني أن بها طبيباً حاذقاً في الأمعاء و أنا منذ وقت قليل الشهوة الى الطعام ، فقال الرجل : إن لي إليك حاجة ، قال أشعب : و ما هي ؟
قال : إذا ذهبت و أصلحت معدتك فلا تجعل رجوعك علينا .


أصول و فروع

قال الحسن : أصول الشر ثلاثة و فروعه ستة ، فالأصول الثلاثة : الحسد و الحرص و حب الدنيا ، و الفروع الستة : حب النوم و حب الشبع و حب الراحة و حب الرئاسة و حب الثناء و حب الفخر .