نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


عندما تُشرق الشمس,

وتُرسل خيوط أشعتها فوق رياض الزهر,

تستيقظ زهرة الياسمين,

لتستقبل الأشعة الدافئة,

فتجفف عن أوراقها ما أغرقها من قطرات الندى,

لا تعلم زهرة الياسمين,

أنه يوجد في الطبيعة من يفهم لغتها الصامتة,

من تبهجه إشراقتها,

ومن يحزنه ذبولها,

إنها "أرواحنا " فقط من تفهم هذه اللغة,

من تتقن الاستجابة لها ,

و تتفنن في حفظ مفرداتها,

لغة جعلت أيامنا زاهية الألوان,

ففهمناها وحفظناها,

و رددنا كلماتها نشيداً عذباً,

في كل مرة نرى فيها بريق الياسمين بين الزهور,

بلونها الأبيض النقي,

فيحملنا ,

إلى حيث تحيى روحها,

في عالم نقاء الزهور البيضاء,

* * * *

رسمنا معها الحلم الجميل,

من أحلام نسجنا أطيافها , في أفق الخيال,

وأحلام عشنا أيامها , على أرض الواقع,

ورسمنا لهذا الحلم طريقاً طويل,

افترشته حمرة الورود,

وعطرته نسمات البهجة والسعادة,

في النهار,

رماله تتلألأ وميضاً ,

مع خيوط الشمس,

تصافحه برقتها,

وتحضنه بدفئها,

وفي المساء,

هو عقد من اللؤلؤ اللامع المضيء,

ينير في السواد المظلم,

وفي كل يوم,

تتأمل زهرة الياسمين هذا الطريق,

تنتظر,

من سيحملها من الأضواء,

لتصل إلى هناك ,

إلى ذلك العالم,

العالم الذي لا يعرفه أحدا غيرها,

إلاٌ من يشبهها من الأضواء ,

ضياء له ذات الصفاء,

والنقاء,

و البريق الأبيض البهي,

لكن الأضواء المحيطة بها كثيرة,


تحاصر الزهرة في كل مكان,
ومن كل اتجاه,

أتعبتها الأماني,

أن ترويها الزهرة من طيب شذاها,

أن تنشر شيئاً من العبير,

أن تُسعدها ,

ببريق أوراق الزهور ,

لكن الزهرة لم تتحرك,

تجمدت حائرة في مكانها,

ففقدت كل حواسها,

لا تميل,

ولا تستجيب,

ظلت ببريقها السامي,

تتطلع نحو السماء,

إلى الأعلى,

حيث الارتقاء,

والعلو,

فهذه هي اللغة التي عرفتها,

وهذه هي المعاني التي تشربتها ,

منذ أن كانت بذرة صغيرة,

في أعماق التربة الطيبة,

ولأنها تعلم أنها تختلف ,

تختلف كثيراً,

عن بقية ا لأزهار,

يعلوها الفخر و يكسوها الشموخ,

حتى اقتربت أكثر,

نحو الأنس والنعيم,

يناديها طيف الأمل,

وتدعوها فراشات الفرح,

منثورة في الهواء,

فوق ذلك الطريق,

" سبيل الحلم",

الذي رسمته في لوحة عالمها ,

من صادق إحساسها,

ومن أعماق شعورها,

ومن أنفاس عبيرها,

فنشرت حولها كل النقاء,

و تطاير رذاذ العبير الساحر,

فسعدت الأضواء بعبير مختلف ,

لا يشبهه أي عبير,

ولا يحاكي شذاه الطيب أي شذى آخر,

من زهرة اختلفت عن باقي الزهور,

لتنتهي لوحتها المرسومة,

لوحتها التي اكتملت بالروعة,

وتزينت بالدقة والجمال,

معنى اللوحة:

النقاء والصفاء,

وعنوانها:

زهرةُ وضياء وسبيــلُ حلم,

...........

رياض الجنان