وعندنا المصاب الجلل
...

لقد حرم رجال عصرنا الحالي ..
حرموا كثيراً من عمق الأثر الذي كان يتركه القرآن الكريم
في نفوس من يسمعه أو يقرؤه إبان عصر نزوله ..
وهذه والله مصيبة عظيمة لم يدر عنها الكثير منا ..
فقد حالت هذه المصيبة دون خطاب مباشر لكلام الله تعالى ..
يتغلغل في النفس ويداخل المشاعر بقوته البيانية ولغته المعجزة ..
فأضحى القاريء يقرأ أحرفاً إن فهم منها جملة
لم يعي ما احتوه من قوة فصاح وإعجاز بيان ..
فغاب أثر سورة فصلت الذي كان يجعل الكافر يسكت محمد صلى الله عليه وسلم ..
وأثر سورة النجم الذي كان يبهر الكافرين فيأخذ بعقولهم ويُسجدهم دون اختيار ..
وأثر الآيات التي أذرفت الدموع ، وأجهشت العبرات وأرعشت الشعور ..
وزاد في تعاظم المصاب أننا لم ندرك عظم البلاء ..
فلم نشمر لتدارك النقص و سد الثغرة .. بل حسبنا أننا عل شيء ..
وما نحن والله إلا على الغفلة ..
إنني لا أدعو أن نجعل قرائتنا القرآن بحثاً في الإعجاز اللغوي والبياني ..
ولكني أدعو لأن نرقى إلى لغة نؤسس أنفسنا فيها
علنا أن نجد في بعض الآيات شيئاً لم نعرفه من قبل ..
وهذا أمر يسهل لمن أراد الخروج فأعد العدة ..
وقد يكون للحديث بقية .