مقال للاخ يحي الزهراني في جريدة الرياض بمناسبة هذا اليوم



يوم للإعاقة ولكننا نريده يوماً للإفاقة!


يحيى الزهراني
في البداية أود ان انتهز مناسبة اليوم العالمي للمعاقين بمناشدة مولاي خادم الحرمين بتفعيل المجلس الأعلى للمعاقين الذي صدر في 1421/9/23ه ولم يفعل حتى الآن بالرغم من مرور أكثر من ست أعوام على ذلك. وهنا أعود للتذكير أنه في كل عام وتحديداً يوم 3ديسمبر يحتفي العالم ويحتفل باليوم العالمي للاعاقة والمعاقين تحت شعار "تكافؤ الفرص للجميع"، ونحن في المملكة العربية السعودية نحتفي بهذا اليوم أيما احتفاء وان صح لي ان أقول إننا نختفي في هذه المناسبة من مواجهة ما قد يعترض هذه الفئة التي نسمع أنها "عزيزة على قلوب القائمين على خدمة هذه الفئة" وان كان واقع الحال يقول غير ذلك، بالرغم من إننا نعلم ان جهود حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين كانت ولا تزال تحت كافة المسؤولين على خدمة هذه الفئة، وذلك ببذل قصارى الجهد للرقي بتلك الخدمات لما يرقى لتطلعات قيادتنا الرشيدة. إلاّ أننا ومع شديد الأسف نجد تقاعساً وتخاذلاً من عدد كبير منهم فالكثير منهم لا يرى في المعاقين إلاّ أشخاص مشاغبين ليس لهم هم إلاّ مقارعة أولئك المسؤولين في وزارتهم وأماكن عملهم، بيد ان الحقيقة والواقع يشهد بأنهم يطلبون ويطالبون بالحد الأدنى الذي يحفظ لهم كرامتهم وحقهم للعيش في المستوى الذي ارتضاه ولاة الأمر للمواطن السعودي السليم فضلاً عن المعاق، عوضاً عن الاتفاقيات الدولية التي تحفظ للمعاق حقه والتي وقعت آخرها المملكة مع الجمعية العامة للأمم المتحدة بشهر أغسطس 2006م.
وعوداً على بدء فللاحتفال بهذه المناسبة مظاهر وفعاليات تراها في كافة بلدان العالم إلاّ في هذا البلد، فتجد ان المسؤولين في العالم الخارجي والجهات القائمة على هذه الفئة يشحذون الهمم ويجندون الطاقات للاحتفال بهذه المناسبة ويتبارون في تقديم أفضل الخدمات لهم، فما بين برامج توعوية وتثقيفية للمجتمع - عن طريق البرامج التلفزيونية والإذاعية والصحف والمجل ومراكز الإعلان - وانطلاقاً إلى توزيع مطبوعات ومنشورات تعريفية وكذا زيارات للجهات المعنية بخدمتهم لمطالبتها بمزيد من التسهيلات لهؤلاء المعاقين إيماناً منهم بحق العاق في العيش الكريم ونبذ للتحيز والعنصرية ضد هذه الفئة، أما نحن فلا نعرف من هذه المناسبة إلاّ عناوين بسيطة تنشر على استيحاء ي بعض صحفا ليوم واحد فقط ولولا انتقادات الرأي العالمي لهم لما نشرت، ولا أدل على ذلك حين رأينا تغطية بل تعمية وتخاذل كاف وسائل الإعلام بلا استثناء حين حقق أبطال الإرادة من ذوي الاحتياجات الخاصة كأس الخاصة كأس العالم فلقد كانت تغطيتهم للحدث كما لو كانوا حققوا كأس حواري وليس كأساً للعالم.

ومع ذلك كله فلا نزال نحن المعاقون نحمل الكثير من الأمل - بالرغم من كبير الألم - في الجهات والمسؤولين القائمين على خدمتنا في ان تكون هذه المناسبة يوماً للافاقة من تلك الغيبوبة الطويلة للتخفيف علينا من هذه الاعاقة وآثارها، وكذا تكثيف الجهود وتظافرها للرقى بكل ما يقدم لنا كما نناشد المسؤولين ان يضعوا ثقتهم فينا نحن المعاقين لنستطيع تجاوز هذه الاعاقة والإبداع حين يكون الإبداع، كما أننا نذكرهم بأن يجعلوا مخافة الله بين أعينهم لأن كل شخص منهم راع ومسؤول عن رعيته ومسؤولياته. ولأن كل يوم يمر على المعاق في ظل هذه الظروف الصعبة التي يعيشها معاقو هذه البلاد الكريمة هو بمثابة عائق من عوائق الإبداع لدى هذه الفئة مما قد يشكل لديها احباطاً كبيراً قد يصعب معه العلاج.

وأخيراً فإنني أرجو ان لكل مسؤول في هذه البلاد قدوة حسنة في قائد هذه الأمة وباني نهضتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي قالها في غيرة مرة "نحن مقصرون" اعتذر لكم على التقصير وعليه فليس عيباً ان يخطي الشخص ولكن العيب كل العيب الاستمرار في الخطأ والمكابرة عن الاعتراف بالخطأ والتقصير والسعي لتصحيح المسار واللحاق بركب التقدم والحضارة. ولا أنسى هنا ان أشيد بالقائمين على مؤسسة اليمامة الصحفية وجريدة "الرياض" حين عملوا معنا نحن المعاقين تحقيقاً صحفياً داخل مقرهم الذي لم يكن مجهزاً آنذاك لدخول المعاقين فحين شعروا بالتقصير في عدم تهيئة المباني للتتناسب مع ظروف المعاقين ما لبثوا ان قاموا بتعديله فوراً والاعتراف بذلك الخطأ علناً بنشره مع التحقيق المذكور أعلاه.

وفي الختام أقول لكل شخص مسؤول في هذه البلاد:

"نحن أبطال للإرادة.. فلا تجعلونا أسرى للاعاقة".


http://www.alriyadh.com/2006/11/30/article205303.html