المبالغــــــــــة هي فرع من فروع التحسين المعنوي في علم البديع للشعر



و يعدها الأدباء من جماليات اللغة العربية ..



و البعض يراها بأنها بلوغ الشاعر أقصى ما يمكن في وصف الشيء



و تنقسم إلى عدة أقســـــــام// مبالغة و إغراق و غلو




الأول و الثاني ربما يستسيغهما المُتلقي بينما الأخير يرفضه العقل و العادة



و بعض النقاد وقفوا منها موقف المعادي جملةً و تفصيلا و ينظرون لها بأنها



سمة العاجز و أنه لولا قصور همته عن إختراع المعاني ما لجأ إليها لأنها حسب



رأيهم إذا أعياه إيراد المعاني شغل الأسماع بما هو محال و تهويل ..



و الفريق الآخر حبذها و دعا إليها و يرون بأن فحول الأدباء من كُتّاب و شعراء


هم الذين يتعاطونها و يتسابقون إليهــــــــــا و يردون على المعادين لها بأنه لولا


سمو رتبتها ما وردت في القرآن الكريم و السنة النبوية ...



و من المبالغة قول أحد الشعراء //


أضاءت لهم أحسابهم و وجوههم

................................. دُجىَ الليل حتى نظم الجِزع ثاقِبُه


( يقصد الشاعر أن وجوههم و أنسابهم وضيئة مشرقة حتى ليضيء الليل من نورها


حتى أن الإنسان ليقدر على سَلْك الخرز في سِلْك مستضيئاً بنور و جوههم )



و من وجهة نظري أن المبالغة قد تخدم الشعر من باب التحسين اللغوي لا تهويل المعنى



أو شغل المتلقي ... المهم هنـــــــــــا أن لا يخرج المعنى عن المعقول و لا يصل حد الكذب..



و في هذه الأبيات تكون مرفوضة من الجميع لأن الشاعر تخلى عن العقل و الدين


إذ يقول الشاعر في ممدوحه //


ما شئت لا ما شاءت الأقدار


......................... فاحكم فأنت الواحد القهــــار



و أجدها غير مرغوبة في فن المديح الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يُثني على



شعر زهير بن أبي سلمى بأنه كان لا يمدح الرجل إلا بما فيـــــــــــــه ..



المبالغــــــــــــة تخدم الشعر و ترتقي به إذا أجاد الشاعر صياغتها بمعنى مناسب يتمازج



مع عقليــــــــــــــــة المُتلقي و يسمو به ..




أنتظــــــــــر أرائكم حول ذلكــــ ....




كل الود لكم .