منتجات العطارة تنافس من جديد.. رغم التجديد
عقيلة آل حريز - القطيف
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي منتجات العطارة تجد اقبالا شديدا
عطور وبخور واعشاب وتحاويج ووصفات مختلفة كلها تستخدم منذ الأزل للجمال والصحة وللروحانيات واحيانا للدجل.. هذه الامور كلها نجدها لدى العطارين, ورغم ما تتسم به طبيعة حياتنا العصرية من سرعة ونمطية متغيرة لمواكبة الجدة والحداثة دوما فانها ما زالت تعتمد على الطبيعة ومنتجاتها بل ان البعض يبحث عن القديم في صورة الجديد سعيا منه لاحداث توازن ومعادلة بين القدامة التي يدرك فوائدها وانعدام اضرارها على كل حال وبين الحداثة التي ترضي ذوقه وتؤمن له مناسبة اكثر لطبيعة ما يحتاج وفق اساليب العلم الحديثة.
التقيت (اليوم) ببعض الاشخاص الذين لهم اهتمامات خاصة بمجال العطارة والمنتجات الشعبية واستطلعت بعض آرائهم حولها وحول اسباب الاقبال عليها من واقع تجاربهم الشخصية.
تؤكد (ام زكي 53 سنة) ان الناس لم تترك بعض المنتجات الشعبية رغم كثرة وتعدد وجوه الحديث عنها فالطين المعروف بـ (الطين الخويلدي) مازال عدد كبير من الناس يستخدمونه لانه جيد ينفع لحرارة الرأس ومشاكله ورغم انهم كانوا يعرفون أنواعا معينة من الشامبو الا انهم لم يتركوا استخدامه, كما انه مناسب لجميع انواع الشعر وقالت انهم كانوا يشترونه بالكيلو والـ (حقة) ايام زمان وذكرت لنا ان هناك أنواعا من الطين المحروق كانوا يستخدمونها لغسيل الملابس.
واضافت ان ورق السدر الذي يسحق بعد ان يجف يخلط بالماء يصبح شامبو برغوة تكون بديلا لهم عن منتجات هذا الجيل كما تحدثت عن الزيوت التي تستخدمها النساء من قبل كـ (الودج) الذي يخلط مع الياسمين لإضفاء رائحة طيبة عليه وهي تفضل العودة للطبيعة على المنتجات الحديثة.
وتضيف (ام فاطمة واختها ام ريان) انهما تفضلان استخدام الخلطات الشعبية على غيرها لكونها طبيعية وليس فيها اي نتائج سلبية واضرار كالكلف الذي تحدثه بعض المستحضرات الحديثة والصبغات المصاحبة لها لكونها مضرة بالبشرة والشعر غالبا, كما تؤكدان ان بعض المنتجات الشعبية اسعارها اكثر غلاء لكونها خلطات طبيعية تحضر للزبون حسب طلبه وتريان ايضا ان المنتجات الطبيعية والشعبية ليست قصرا على كبيرات السن فالكثير من الفتيات تتجه لها خاصة مع وجود الدعوة بالعودة للطبيعة.
اما (نرجس طالبة في كلية الآداب قسم لغة عربية السنة الثانية) فهي من المولعين بالمنتجات الشعبية وتفضلها على سواها وتقول ان بشرتها جدا حساسة وعانت الكثير في رحلتها للبحث عما يناسبها واخيرا دلتها احدى صديقاتها على خلطة عشبية جيدة يمكنها شراءها من العطارين وفعلا كان الامر كما تقول مختلفا, وحول رأيها في ان المنتجات الشعبية اصبحت حكرا على كبار السن نفت الامر بشدة وقالت انه توجد الآن اتجاهات للعودة لمصادر الطبيعة بدليل ظهور بعض المحلات الحديثة التي تحمل شعار الطبيعة والناس تقبل عليها بكثرة وشغف رغم غلاء اسعار بعضها احيانا بالنسبة لغيرها.
وفي احد محلات العطارة التقينا (بأم علي) وهي امرأة تتعامل مع المنتجات الشعبية منذ 45 سنة تقريبا ورغم كونها تستخدم بعض الاشياء الحديثة لكنها لم تتخل عن المنتجات الشعبية تقول ان بناتها كذلك جربن الوصفات الجديد منها والقديم وقد وجدن فرقا واضحا وحتى بالنسبة للاطفال فعندما اصيب احد احفادها بالمغص الشديد لم تفلح وصفات الطبيب في ازالته لكن بعض الاعشاب كانت سببا للفرج (كخيار شمبر وغيرها) كما قالت وهي تؤمن بانها ان لم تنفع فانها لا تضر.
وحول اتجاه بعض السيدات للاعتقاد بان المنتجات والخلطات الشعبية مرتبطة بالبيئة والحالة المادية المحدودة لبعض الاشخاص تقول (احلام 33 سنة) ان ذلك ليس صحيحا فهي والعديد من معارفها يتعاملن مع بعض العطارين ويشترين خلطات متعددة للرأس والبشرة كما انهن يدفعن تكلفة ليست قليلة في بعضها وهي شخصيا تحب غسل رأسها بالسدر والطين (الخويلدي) الذي تلمس آثار نعومته على شعرها كما تقول انها تتعامل مع بعض المحلات الحديثة (كزبادي شوب) والتي تعبئ هذا الطين في علب للبيع ولا تدري ماذا يحتوي بداخله فمن باب اولى ان تشتريه من هنا وتجهزه بنفسها في البيت.
وتقول (ام عبدالله 34 سنة) ان كل ما تحتاجه تجده عندالعطار لقد وثقت بالعطارة منذ ان وجدت امها تتعامل مع العطار في كل شيء من زينة للمرأة او مرض لاحد الاطفال او لدفع العين والحسد او لطرد الشياطين باشعال البخور في البيت وتقول بانه ما عليك الا ذكر مشكتلك للعطار وهو سيتكفل باعطائك ما يناسبك وتستطرد ام عبدالله على شرط ان يكون هذا العطار معروفا ومحل ثقة والا تحول الامر الى دجل ونصب لا فائدة من ورائه كما اضافت ان اسعار العطارة مناسبة جدا للناس بالنسبة لبعض الشركات المصنعة للمواد التجميلية او الطبية الباهظة الثمن.
وبدورها (سعاد - موظفة) تقول انها قد تستخدم بعض المنتجات الشعبية المتعارف عليها لكنها لا يمكن ان تثق ببعضها الذي لا تعرف مكوناته فهي تحمل تجربة جدا سيئة كما تقول عن احدى معارفها التي لجأت لاحد العطارين لحل مشكلة بشرة ابنتها فاعطاها خلطة ادت الى حدوث مضاعفات في وجهها ولولا ستر الله وتداركها بالعلاج في المستشفى ربما تشوه وجه الصبية, كما تضيف انها تفضل التعامل مع المواد التجميلية الطبية على المنتجات المباعة في الاسواق سواء كانت من عطارين او من شركات تجميل اما بالعلاج فهي تعود لاستشارة الطبيب قبل كل شيء.
(أبو هيثم) احد البائعين في محلات العطارة يقول ان الاقبال من النساء على مواد العطارة الشعبية ليس كثيرا كالسابق ما عدا الاشياء المعروفة كالطين وخلافه وهو يلاحظ انهن يتجهن الى خلطات الكريمات الجاهزة ويتدخل في ذلك الجنس والخبرة والمعرفة وايضا وسمعة ونوعية المنتج نفسه فبعض المنتجات الشعبية للشرب وبعضها كمرهم كما انه يرى اقبالا ملحوظا من قبل السيدات الشابات ويرى ان نسبة الاقبال من النساء للتعامل مع محلات العطارة تبلغ من 90- 95 بالمائة بينما تبلغ نسبة اقبال الرجال من 5 - 10 بالمائة.

http://www.alyaum.com.sa/issue/page....=11728&P=1&G=3