( صورة من الواقع )


* تنشد عن الحال .. هذا هو الحال : وجعاً ، و شجناً ، و ارتطاما . *

.. شكراً من الأعماق يا قناديل ( منتدى بلي ) ، يا ( عاصفة الشمال ) ، فما أحوجنا إليك .. في زمن قصرت به القامات و غابت الرموز . فأنت نفحة أمل في قلب بائس .. و حاله حميمة في القلب الإنساني ، يعبر عنها أو ، لا يعبر و أنت ( قناديل ) ، بمنتدى بلي ، و نحن دائماً نسمو إلي ما هو أسمى ( الأعمق في زمن التسطيح ) ، فمنتدى بلي العامر ، مدخل : نعبر منه بإذن الله تعالى لنستزيد الماماً بأساليب و فنيات المواجهة الحقيقية للمواقف و الأحداث و من ثم المشكلات و كأنها دعوه للفكر ، و دفعة لتنمية القدرات على قراءة ما بين سطور الظروف الحرجة .. فهيا بنا نفتح القلوب الموصدة ، و نتواعد على تبادل الرأى على موائد الحوار بيننا ، و التواصل الهادف إلى فهم أفضل و دراية أعمق لما يعتري حياة كل منا ( علي اختلاف العمر و الخبرة و المحتوى و النشأة ) من هموم و شجون و أنات .. فتعالوا معنا نفتش في دواخلنا و نغوص في عمق مشاكلنا لنخرج بما ينفعنا و يرضينا .. و نمد الأيادي إلى سواد الأمكنة و غياهب الضياع ، لتخرج حاملة أولئك القانطين الذين ينتظرون ان يهال فوقهم تراب النسيان ، و نحملهم إلي شاطئ الحياة الكريمة و القيمة الكريمة .. و نبادر على الدوام لكشف غير المدرج على جداول ( أولوياتنا ) الحكومية .. و نصل إلى هؤلاء الذين لا صوت لهم أو لأولئك الذين لا يسمع صوتهم أحد . حين ينهمكون بالبحث عن ( بارقة أمل ) و فسحة ضوء و عدالة اجتماعية ، و حين تلفهم اللامبالاة و يمضهم القهر و الفقر و الظلم و الإحباط ، و حين تنغلق أمامهم الأبواب و النوافذ و القلوب . ( فالأسباب كثيرة ، و العبور واحد ) ..آه كم تخبئ الحياة لنا من مفاجآت ..
إن اسوأ معناه يمر بها الانسان عندما يكون في حالة انكسار .. فحالات الانكسار التي تهز الناس أكثر من ان تعد او تحصى .. و لحكمه او لأخرى لا يوجد إنسان في منطقة تبوك و محافظاتها و قراها ( خام ) ، بلا شوائب من نقاط الفقر او مساحات الانكسار .. ففي هذا العصر المادي البشع تتسع الهوة بين الإنسان و أخيه الإنسان .. و تحل السيطرة المادية محل القيم ، لتصبح المعيار الذي تقاس به الروابط بين البشر ، فبؤر الاحتقان تتسع .. و الفقر يزيد ( الفقر اشد من الإرهاب )، و يوم أن ينهزم الإنسان داخل نفسه لا تقوى علي نجدته كل جنود الدنيا .. يا عاصفة الشمال ، أن الحقيقة مهما طال بها الأمر فلن تلبث أن تكشف عن نفسها بنفسها !
* عندها تختبر معادن الرجال .. !! و ينكشف لنا أصحاب الهمم العالية ..و المقاصد الحسنة .. فالنبلاء ، وحدهم هم الذين يمنحون فضاءات الإشراق في الحياة .. و هم الذين يحلقون بالآخرين إلى مدارات الشيم و جمال الحياة .. إن الذين يصنعوا الخير . كما يحبون لأنفسهم هم فئة نادرة أدركت المعني الحقيقي للسعادة في الحياة ، لقد أيقنت ان المطر عندما يفيض على نفسها دون ان يفيض على صحارى الآخرين ، إنما هو فرح لا ينبت زهرة هناء . و كم هم رائعون ، أولئك الذين يغرد طائر الفرح على شفاههم عندما يجدون طيور الفرح تملأ سماوات الآخرين ، و فضاءات نفوسهم .. !
* ولا يخفى عليكم - وفقكم الله - ان حياة الإنسان في مجملها مجموعة من المشكلات التي تتطلب الحلول ، و مشاكل المرضى و الفقراء و المحتاجين ، كل هذا لا تحلها إلا العواطف الرقيقة و القلوب الرحيمة ، التي تستطيع ان تنفذ الي قلوب هؤلاء الذين حرموا شمس الحياة ، و قسى عليهم القدر و المجتمع .. و المؤمن تلقاه شريفاً نبيلاً في حبه و بغضه و في صداقته و عداوته و يأبى الأسلوب اللا أخلاقي القائل بأن الغاية تبرر الواسطة ، فالشريف حقاً تراه نظيفاً في أهدافه و غايته و في وسائله و طرقه . و هكذا يرى المسلم المؤمن ان المهم عنده كيف يعيش في هذه الحياة و ليس أن يعيش فقط ! فالعصر الذي تورطنا به استبدلنا بالأشياء و صار الفولاذ اعز و أبقى ، و ربما أغلى من الإنسان .. فالحكمة لم تعد تتقطر من التجارب ، بل هى مجرد أيقونات نتوارثها ، لا تشع ولا تنفذ إلى العمق .
* ( عن أبي مريم الازدي رضي الله عنه انه قال لمعاوية رضي الله عنه سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول : ( من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم و خلتهم و فقرهم احتجب الله دون حاجته و خلته و فقره يوم القيامة )) .. حديث شريف .
*إن النظام الأساسي للحكم في مادته 26 تنص على أن تحمي الدولة حقوق الإنسان وفق الشريعة الإسلامية و ما تتضمنه هذه المادة من معاني شامله لكل ما يتصل بحقوق الإنسان و من أهمها حقه في الحياة ( الكريمة و القيمة الكريمة ) و الذي يعتبر من الحقوق الأصلية و محاسبة كل من يتسبب في سلبه حقوقه الوطنية و الإنسانية ..من ( سارقين الرزق ) و بمحاكمتهم محاكمة عادلة تحقيقاً لما ذهبت إليه المادة 36 من ذات النظام .
* و اختم .. بتلك الكلمات الصادقة المعبرة / للملك الإنسان الصالح العادل عبد الله بن عبد العزيز .. عندما كان وليا للعهد حفظه الله و رعاه ** أعود اليوم لها بعد ازدياد القصور و التهاون و البيروقراطية التي تضرب أطنابها في كثير من الأجهزة الحكومية .. في منطقة تبوك ، فلا شيء يضخم المشاكل مثل التغاضي عنها و عدم التعاطي معها **
*و نعود إلى كلمات الوالد القائد أبا متعب ، مخاطباً الأمراء ( أمراء المناطق ) و الوزراء و المسؤولين في الدولة :

(( من ذمتنا إلي ذمتكم ))

( الضعفاء و المحتاجون ألزم علينا من الأقوياء فتلمسوا حاجتهم فهم الأولى بالرعاية و الأحق بالعناية ، حافظوا على المال العام ، و الممتلكات العامة ولا تأخذكم في الحق لومه لائم ، أحرصوا على أداء الأمانة بمنتهى النزاهة و الإخلاص والخوف من الله قبل البشر ، الضعفاء و المحتاجون هم من ذمتنا إلى ذمتكم ) .
* وكل عام و انتم بخير في رياض الوطن ووروده و رياحينه و كل عام و الوطن هو الوطن .. في ظل قيادتنا الرشيدة . هذا و الله من وراء القصد .


الشاعر و الكاتب الصحفي / حماد أبو شامه * *