إلى الراحلين ،
ومن سيودعهم ..
.
.

.
.
..
هذه الأيام ..
أرى كلمات الوداع زادت على ألسنة من حولي !
فعرفت أننا في لحظات تعبر من خلالها
ذروة موجة افتراق وبين ،
تدهى وتطم من كان من قبل
قد التقى واقترب وأحب ..

فواعزائي لها تلك القلوب ..
أي حزن سيلبسها سرابيل شحوب وانكسار !
وأي هم سيجرعها كؤوس عناء وألم ..

فإليها هذه الأشياء
حروف تعزية علها تكون سلوة إلى حين
أو بأمل بالله تعالى سلوة لبقية الحياة ..

.
.
وعلى أطلال قلوبكم أصيحابي أقف لأُمْلي
بعض بوح ..

وهأنذا أرى ..

.
.
زفرة فيها تضجر ** مثل بركان تفجرْ
وجهه يحكي المآسي ** بشحوب يتكدرْ
..
.
وبوصف آخر :

بك القلب ضاق بصوت الأنين ..
ودمعة جفن ترقرق ماه

وزفرة صدر طوته الهموم ..
ووجهٌ سواد الكروب كساه !!

.
.
فمالنا بتنا أسارى لعبرة تترقرق لم تزل !!
وآه تتلجلج لم تبرح !!
أما سرور يحل ..؟
أما سعد يزور ؟!


ما لنا نهوى الأنينَ ؟
ندمن الحال الحزينَ ؟!!

ما لنا والله يدعو ؟
أن نعيش السعد دينا ؟!
.
.

فيا ..
أيها المحزون مهلاً ** واستمع نصحاً تدبر
أيها المحزون فاعلم ** أنت من دنياك أكبرْ


..
أنت من دنياك أكبر ..
أنت من دنياك أكبر ..

.
.
واقترب طيفاً يروق للوجود حولك ..
فيبتسم له ليبتسم ..
ويناغيه ليناديه ..
.
.


تعال تعال ستحلو الحياه
وتصفو المعيشة من بعد آه
.
.
تعال فثم بقايا سرور
تزين الوجود وتجلو رؤاه
..
.
.
فأجبه أيها القلب ..
ولتلبي له نداه الحنون ،

وانتفض
.
.

وانتفض من قيد حزنٍ ** وثبة فيها تكسرْ

وألهم حالك لسان مقال فيه تردد :
.
.

هكذا حتى صحوتُ ..
وارتأيت ما رأيتُ ..
أن أعيشَ ...!
.
.

ففككت القيد عني ..
وانطلقت .. ومضيتُ
لأعيشَ ..


..
واجعل بين عينيك ثلاثة لتحيى بشموخ ..
أمل ، وصبر ، ويقين ..
.
.
أمل يهديه لك الرجاء برب لطيف رؤوف ..
أمل .. بـ لِقاء ..

وصبر يعلمك إياه إيمان صادق ..
صبر .. على فراق ..

ويقين تفهمه من عقيدة متينة ..
يقين .. باجتماع في حياة أخرى .. إن شحت الأولى ..
..
.
فمهلا فكل الحياة فناء ** وأنت وجدت لتعلو الحياه !!
.
.


..

وانتبه لحياة استسلمت بها لموج هادر ..
فأغرقك .. هماً وحزناً ..
أبحرت فيك الليالي ** في تدابير الحزينِ

.
.
وغادر مركبك الهالك ..


وغادر مراكب يأس حزين
وأبحر بأفق علاه ضياه
.
.
ففي الكون لم يزل ضياء وسناء ..
وأفق متسع لمن يبغي المعيش ..
.
.
وقرب إليك طيف من أحببت وفارقك ..
واجعل لك منه حظاً يحث ولا يثبط ..
ويهدي ولا يحيّر ..
واستودعه ربك ..
فإنه به أرحم ،
وهو أقوى وأقدر ..

وناجه ليحميه ..
وناجه ليسدده ..
وناجه ليعيد لك به لقاء ..


لئن ضاقت علي كروب نأيٍ
.. ووارى ما أؤمله انحسارُ

وهاج الشوق والآهات حرّى
.. وأرّق عينيَ الحزنى افتقارُ

ففي نجوى الإله يذوب يأسي
.. وبالرب الرحيم ليَ انتظارُ

..

* كل الأبيات الشعرية الواردة هي من قصائد لي جلها لم ينشر بعد .