
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالمنعم جابر البلوي
بدايتي الفعلية مع شهر رمضان المبارك منذ مايقارب الثلاثين سنة في رفحاء
لم تكن الحياة آن ذاك بهذا الصخب وهذه الفوضى والتعقيدات التى نراه اليوم
كانت حياة بسيطة ومجتمع بسيط
لكم أن تتخيلوا كيف يكون رمضان بلا فضائيات ولامسلسلات حتما سيكون رمضان له نكهة خاصة
إذا اخذنا بعين الاعتبار بأن الناس تقضي الوقت الذي يهدر أمام التلفاز الآن إما في العبادة أو في تبادل الزيارات وتلك الأخيرة لها نكهة خاصة
من ذكرياتي في هذا الشهر
كنا قبل صلاة المغرب مباشرة نجتمع أمام ( اللاين ) واللاين هذا مبنى وضعته التابلاين كمقر للشرطة والامارة واللاسلكي والبريد وكان هناك مدفع كبير على سطح هذا المبنى
وكنا نجتمع يوميا في نفس الوقت لنجمع ماتناثر من ملح البارود الذي لم يشتعل والذي قذف به المدفع في اليوم السابق والحظيظ من يجمع أكبر قدر منه
ما أن نسمع دوي المدفع حتى نطلق العنان لارجلنا لتسابق الريح لكي نحظي بما لذ وطاب على مائدة الافطار في تلك الفترة التي يتخللها صلاة المغرب والعودة مرة اخرى إلى اكمال الافطار يخيم الصمت على المدينة وكأنها خلت من الناس
بعد الافطار تدب الحياة للمدينة مرة أخرى وغالبا ماتبدأ بصوت ضرب اعمدة الكهرباء والصفير وبعض العبارات المشفرة كنداء ليخرج الجميع للمارسة بعض الالعاب الشعبية
اكاد أجزم بأن فترة بعد الافطار لايبقى في المنزل صغير أو كبير تجد الجميع خارج بيوتهم أما جالسين على ( الدكات) أو (فارشين بسطهم) أمام منازلهم والاطفال يمارسون العابهم الشعبية مثل ( عظيم سرى ) ولعبة ( الهربة أو الهريبة ) الشوارع تمتلئ بالناس وليس كحالنا اليوم تجد الجميع (متسمرين) حول التلفاز من مسلسل لمسلسل ومن برنامج لآخر
حتى أن شوارعنا أصبحت أكثر هدوء من منازلنا فمن أراد الهدوء فليخرج للشارع بعد الافطار
عودة لايام زمان من ناحية السهر لا ارى فرقا كنا نسهر للصباح ونلعب كرة القدم من بعد الفجر حتى الساعة السابعة واحيانا للساعة الثامنة صباحا
كـــــــــم هو رائع يا أخي الفاضل جو الذكريات الذي أخذتنا إليه
عبق الماضي يفـــــــــــوح .. و جمال الحياة و بساطتها أنذاكـــ ..
تجلـــــــــــى الفرق هنا بين الأمس .. و اليوم
لله درّ ذلكـ الأمس ...!!!
متابعين لكم و لهذا الطرح الماتع ..
و شكــــــــــراً لـِـ تواصلكم و سعة صدركم .
المفضلات