أعرب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- حفظه الله- عن أمله أن تكون جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية منارة للإشعاع العلمي من أرض الرسالة المباركة، وأن تكون قناة حضارية يستمد منها جميع أبناء البشرية قيم العلم والتسامح وتبادل المنافع الحضارية التي تعود بنفعها على خير البشرية جمعاء.

جاء ذلك في مقابلة صحفية أجرتها مع خادم الحرمين الشريفين وكالة الأنباء السعودية بمناسبة تفضله- رعاه الله- غدا الأحد بوضع حجر الأساس لمشروع الجامعة. وفيما يلي نص المقابلة:


سؤال (ستضعون يا خادم الحرمين الشريفين يوم غد الأحد حجر الأساس لمشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي حظيت باهتمامكم وعنايتكم وحرصكم الذي تمثل من قبل في عدد من خطوات تطوير التعليم ومناهجه وبنيته الأساسية، فماذا يمثل لكم مشروع هذه الجامعة وكيف تتطلعون إلى مراحل تنفيذه وآفاقه المستقبلية؟.

جواب (لقد كان إنشاء جامعة للعلوم والتقنية والبحث العلمي بمعايير عالمية فكرة تراودني لأكثر من خمس وعشرين سنة، وأحمد الله أن أعاننا اليوم على تحقيقها، حيث ستحظى المملكة وشعبها الكريم بمركز بحوث عالمي مستقل مادياً وإدارياً، يعتمد على أسس أكاديمية عالية ليكون قاعدة علمية ومحركاً للاقتصاد الوطني في الوقت ذاته، وربط كل ذلك بمجالي الطاقة والاقتصاد، ونأمل أن تكون الجامعة من المشاريع الرائدة لمستقبل بلادنا الغالية لتكون من أفضل المراكز العالمية المتميزة في البحوث العلمية والابتكار والإبداع واحتضان الموهوبين من أبناء المملكة ودول المنطقة والعالم كما أن أساس القبول في الجامعة يعتمد على الكفاءة والمقدرة والموهبة للمتقدمين ولا مكان للمحاباة في القبول.

سؤال: كيف تنظرون يا خادم الحرمين الشريفين إلى دور هذه الجامعة على المستويين العربي والإسلامي وما ستعكسه من أثر على مسيرة التعليم في الدول العربية في عصرنا الراهن؟

جواب: ما من شك بأن من أهدافنا الكبرى في إنشاء هذه الجامعة العلمية المتقدمة أن تكون بمشيئة الله وعونه نموذجاً يُقتدى به في المملكة وفي جميع الدول العربية والإسلامية التي نرى أنها بأمس الحاجة إلى الدخول في عصر العلوم والتقنية من خلال إنشاء جامعات علمية توفر لها كافة أسباب النجاح من معامل وعلماء وباحثين وطلبة موهوبين يساهمون في النقلة الحضارية التي ننشدها لأمتنا، وأنا على ثقة تامة بأن هذه الخطوة المباركة إن شاء الله في إنشاء هذه الجامعة ستتبعها خطوات أخرى مماثلة سواء هنا في المملكة أو في الدول العربية والإسلامية. سؤال: كيف ترون- حفظكم الله- الأثر الذي ستحدثه جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية على مسيرة تبادل منافع العلم والاتصال بين مختلف الشعوب والحضارات في عالمنا اليوم؟.

جواب: لا شك أن العلم منذ فجر البشرية كان من أهم أسباب التقريب بين شعوب العالم وحضاراته على مختلف تنوعها ومشاربها، ونحن نعلم أن الاتصال بين الحضارة العربية والإسلامية وحضارات أخرى في الأزمنة السالفة كان مضرب مثل لدى شعوب تلك الأزمنة، ولذلك فإنني آمل أن تكون هذه الجامعة منارة للإشعاع العلمي من أرض الرسالة المباركة، وأن تكون بعون الله وتوفيقه قناة حضارية يستمد منها جميع أبناء البشرية قيم العلم والتسامح وتبادل المنافع الحضارية التي تعود بنفعها على خير البشرية جمعاء.

سؤال: يلاحظ الجميع أن هناك اهتماماً شخصياً ومتابعة من قبل مقامكم الكريم يا خادم الحرمين الشريفين بكل ما يتصل بقضايا تطوير التعليم والارتقاء به كالمخصصات الضخمة التي تم رصدها لمشاريع التعليم ومن ضمنها عودة برامج الابتعاث للخارج، فما تقولون حفظكم الله في هذا الخصوص؟

جواب: نشهد اليوم سباقاً عالمياً على التسلح بالعلم وإنشاء مراكز بحثية عالمية من أجل تنويع مصادر الدخل الوطني وإيجاد بدائل وحلول للتحديات والمشاكل الوطنية والدولية، وذلك لما للعلم من دور حيوي وهام، حيث يعتبر أساساً للتقدم والتطور في جميع المجالات التكنولوجيةوالاقتصادية والصناعية والتنموية، فكلما كانت الدولة متقدمة صناعياً أثر ذلك على جميع مجالاتها الحياتية، لذا نجد أكثر دول العالم تقدماً وتطوراً ورقياً هي أكثر الدول إنفاقاً على التعليم وأعظمها حرصاً على تطوير البحث العلمي، وتطوير مناهجها التعليمية والعناية الفائقة بالبنية الأساسية للعملية التعليمية، وإيماناً منا بواجبنا تجاه شعبنا كان تركيزنا على العلم وتأهيله بما يلزم لحل مشاكله الاقتصادية وإيجاد فرص جديدة لضمان مستقبل مشرق للأجيال القادمة، فالجامعة ستضم مراكز بحثية في جميع العلوم، ومنها مراكز للبحوث تختص بالدراسات الإسلامية.

سؤال: ما الدور الذي تأملون أن تسهم به جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية؟

جواب: نحن نعلم أنناكشعوب عربية ومسلمة مقصرون في مجال البحوث العلمية مقارنة بالدول الأخرى، ونأمل أن تقوم الجامعة بدورها في الارتقاء بالبحث العلمي وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المملكة والمنطقة، كما نتطلع إلى أن تسهم هذه الجامعة في توفير بيئة علمية متميزة للمبدعين والموهوبين في المجالات التقنية ذات الأبعاد الإستراتيجية الوطنية، وأن تهيئ الموهوبين من أبناء المملكة والعالم للقيام بالأبحاث العلمية التي تقود للابتكارات والاختراعات، وأن تساهم في دفع المملكة للتحول لاقتصاد المعرفة وإنشاء صناعات قائمة عليها، كما أن من أهم استراتيجيات هذه الجامعة العمل على توفير البيئة المحفزة والجاذبة لاستقطاب العلماء المتميزين من مختلف أنحاء المملكة والعالم، وتبني ورعاية الطلبة المبدعين والموهوبين في مجالات الصناعات القائمة على المعرفة، وهذا هو ما تعمل عليه الفرق المكلفة بإنشاء الجامعة التي تطلعني باستمرار على تقدم مقترحاتها وتقدم أعمالها.

سؤال: هل سيكون للجامعة دور في دفع عجلة التنمية المستدامة في المملكة إلى الأمام؟.

جواب: ما من شك بأن هذا من أهم أهداف هذه الجامعة، ونأمل أن تعمل بحوثها العلمية على تعزيز وتفعيل خطط التنمية في كافة المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، حيث تتميز الجامعة بارتباطها بالقطاع الصناعي للعمل سوياً على البرامج التي من شأنها أن تدعم الصناعات الوطنية والقطاع الأهلي، إضافة لدعم وإنشاء صناعات جديدة تقوم على المعرفة وتحويل الأفكار المبتكرة والاختراعات إلى مشاريع اقتصادية يستفيد منها الوطن والمواطن إن شاء الله.


حفظه الله لنا خادم الحرمين الشريفين

الداعم الأول للتعليم

وأطال الله في عمره


فائق التحية