و بينما كنت أتابع أخبار الشعر و الشعراء لفت نظري كثرة المسابقات الشعرية
و التي تبناها الإعلام بكافة مجالاته ...تظاهرات شعرية و جوائز مالية
و مطبوعـــات و قنــوات و لا زالت في تزايد مستمر ..
بدءاً من القنوات الفضائية التي روجت لِنفسها بـ ( اسم الشعر ) الدانة ...
الساحة ... الصحراء .. الريان ...فواصل .. المختلف ...إلخ
و إنتقالاً إلى ( موال ) المسابقات الشعرية برئاسة ( شاعر المليون ) أو
كما سماه البعض ( .... المليون ) ثم توالت المسابقات و دب التنافس بين كل
الجهات المعنية بالأمر كل منها يريد أن يثبت للجمهور أنه هو الأفضل
.. هو الأنزه .....
و كثر الهرج و المرج .. و الخلاف و الإختلاف داخل هذه البؤر الشعرية
و مايحضرني على سبيل المثال ..( قصيدة التحدي ) .. ( أشعر الشعراء )
و هل يوجد حقاً من هو أشعر الشعراء في الدنيا كلها .. عجبي....!!!!
و من ثم أنتشرت المسابقات الأدبية على مستوى الدول العربية
التي أجتاحتها أيضاً هذه الموجة .....
نقطة أخرى و هي المحرك الأساسي لهذهـ المسابقات ألا و هي التصويت ......
هل هو فعلاً في محله...!!!!
أتوقع أن هناك من لا ينظر للقصيدة و لا يفقه عنها شيئاً إنمـا هي نظرية
( لأنه ابن بلدي أو ابن قبيلتي ) لابد و حتما ًأن أصوّت له و هذهـ نزعة
بشرية لا نستطيع التحكم بها ...
لو عدنا قليلاً للوراء نجد أن كبار شعراء الأدب القديم و الحديث
لم تخضع أشعارهم تحت معايير هذه المسابقات و لم يقع أدبهم
تحت رحمة التصويت ... و غسان ... و المسعودي و غيرهـم
إلا أنها أستحوذت على ألباب الجمهور ( النزيه ) جمهور ( يوم أن كانت
الذائقة الشعرية بِـ خير ) ليس جمهور ( شاعر المليون ) و إمعاته
و لأنها حازت على إعجاب الناس سَهُل تداولها و انتشرت من خلال
الحفظ و التدوين لا إعلام و لا غيره..
يبدو لي أن هذهـ المسابقات لم تخدم الشعر بل لم تقدم لنا جديد بل ( خدمت
الشاعر و القناة و هذه هي الحقيقة ) ..
أغلب الشعراء لم نعرفهم إلا بعد هذهـ المسابقات ذاع صيتهم
و تهافت عليهم الإعلام ..
أما كون أنها ساهم في تقويم الشعر بالشكل الصحيح ... لا أعتقد
و قد اقترب عرض أحد هذا البرامج فأدعوكم و نفسي للبكاء على أطلال
الشعر من خلال هذهـ الـتقليعة الشعرية و لا أظنها إلا جرس إنذار يوحي
بِـ قرب إحتضار الشعر تحت وطأة إنتصار ذات الشاعر معنوياً و مادياً ...
أخيراً :::
أتضح لي أمر مؤسف و هو أننا عندما ننادي شعراء قبيلتنا الإشتراك
بهذا البرامج ليس لـِـ ( عيون الشعر و الشاعر ) بل هو من أجل
( الفخر بـ اسم القبيلة ) كسائر القبائل الأخرى بحثاً عن الشهرة و الأضواء
( تعصب قبلي ) يجري في دمائِنا .....!!!
أعترف لكم أنني كنت ممن المؤيدين لهذه المسابقات إلا أن عمق
الإطلاع و التحري عنها جعلني اتراجع ( مليون ) درجــة عن هذا التأييد ..
و إن خدمت هذه البرامج الشعرية كونوا على ثقة أنها لم تخدم الشعر بل خدمت
أطراف أخرى جعلوا من الشعر وسيلة لـِ تحقيق غاياتهم ..
و جهة نظر //
لو تم تطويع هذه المسابقات الشعرية لخدمة الشعر بالشكل السليم
و بعيدا ًعن المادة التي يسيل لها لعاب القريحة الشعرية
لــ ربما أستطاعوا أن ينهضوا بالشعر الشعبي على الوجه الصحيح ..
بعد هذا كلهـ أسمحوا لي أن أقول //
لا عــــــزاء للشعر يا شعراء هذا القرن ....!!!!
::
::
( أعتذر لكم عن الإطالة ... كالعادة أسترسلت )
أختكم / العاصفة
المفضلات