وفي مقالة قرأتها عن هذا الشاعر المتألق في صحيفة ( الجريدة )
وجدت هذا المقال للصحفي / فهيد العديم ..يقول فيهـ
(( ودائماً تطارده تلك الأحياء البسيطة الشائكة، تغذيه بالحنين والشجن والغناء،
ويراها بقلبه وفية له/ لأهلها، فهي رمز البساطة والأمنيات السهلة المستحيلة:
جيتك معي صورة لضحكة قديمه
لبيوت مااستسقت عبث لون رسام
وكأنها تنام بين أصغريه بأمانٍ تام، يلبسها من روحه كلها، ولا يهمك أن أسلم
جسده للعراء، فالدفء ينبعث منها له:
(وأنام عاري ماستر ضيقتي أُمّ**أنام خاوي.. والتعب يحتويني)
ونشأ شاعراً مورقاً بالحب المتعب منذ حبا بدروب التعب، ومنذ قرأ الريح ليس
كأنها تحته كما ابا الطيّب، لكنها كانت نداء وحادياً:
ونشأت مورق للمحبـة عـودي
أحبي على صدر التعب لأعيادي
والحـيّ غنّا.. وميـلـن ورودي
الريح كنه صار صوت الحادي
والبيت يحفظ كيف يبـدأ زودي
والحوش يرسم ضحكتي وعنادي
إذن حكاية الحي القديم/ البلدة ليس سوى البيت الذي كبر بداخله.. فالحبو كان رحلة
من ضحكة البيت حتى عويل الحارة، فالطرق ليس بأقصرها، ولكن بأكثرها
جهداً ودهشة:
وللمدرسة طعم الندى/ بخـدودي
أمشي وأغنّي: سارعي يابـلادي
قالوا لي الأقصي بيدين يهـودي
وقالو لي بكرا تنتظر وتعـادي!
وكل يوم أجدد للسلام وعـودي
وأكبر.. وتصغر رجعتي لامجادي
ويبقى أحمد عايد البلوي هذا الشمالي المنحاز إلى قضيته، وشعره يأخذ من الحواري
بساطتها، ولكنه يضيف لهذه البساطة عمقاً يستمده من تجاعيد كهولها، وصبر نسائها،
وأحلام مراهقيها الساذجة بحسبة العصر، وقد يتجاوزها ليدعو الواقع للعبة، ربما
لا رغبة بالفوز، بقدر ما هي استراحة لفارس أحب أن يبتسم:
عادي لو يدينك تراجف مـن البـرد
ما تشوف قلبي يرتجف من جراحـي
جب طاولة صدرك.. أبي ارمي النرد
واذا النتيجة ثنين.. أطلـق سراحـي
وبعد : تظل نكهة الاحياء القديمة وشوارعها، وحتى رائحة شال أم تسكنها، عابقة
بحروف هذا الأحمد الكريم، في وقت أصبح الشال لا يلهم الا علامة عري لا جلباب
لا ستر، وتبقى نصوص الجميلين من الشعراء متعبة في البحث عنها كشعرائها
البسطاء/ العظماء الذين لم تدوّن ذاكرة قوقل -للأسف- سوى القليل، وقدرهم
أن قصائدهم لا تحمل «البلل» فهي إذن لا تُشجع أولئك على «النشر». ))
////////////////////////////
هذا هو الشاعر / أحمد عايد البلوي . بـِـعيون المتذوقين لإبــــداعهـ .
المفضلات