استقبال حافل وتاريخي لخادم الحرمين الشريفين لدى وصوله مصر


في مثل هذا اليوم من عام 1989م وصل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود الى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية الشقيقة تلبية للدعوة التي تلقاها - حفظه الله - من أخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك الذي كان في مقدمة مستقبليه في المطار.
كما كان في استقبال خادم الحرمين الشريفين رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور عاطف صدقي، ونائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الدكتور عصمت عبد المجيد، ووزير الإعلام صفوت الشريف.. ويرأس بعثة الشرف وزير البترول والثروة المعدنية الكيميائي عبد الهادي قنديل وسفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة الأستاذ سعد أبو النصر.
وقد أدلى خادم الحرمين الشريفين لدى وصوله بالتصريح التالي لوكالة أنباء الشرق الأوسط ونقلته (واس) وفيما يلي نصه:
يسعدني وقد حللت اليوم في أرض الكنانة أن أعرب لأخي فخامة الرئيس محمد حسني مبارك باسم حكومة وشعب المملكة عن خالص المودة والتقدير.. كما أحيي مصر العزيزة حكومة وشعباً، مع امتناني وتقديري لكل ما لقيته والوفد المرافق من مشاعر المحبة الصادقة المتبادلة ولكل ما احطنا به منذ وصولنا من كريم الوفادة وحرارة الاستقبال.
لا غرابة في ذلك فإن ما يصل بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية من روابط الدين والدم واللغة والإخاء والمصير المشترك يفوق في أبعاده ومعانيه كل وصف أو تعبير.. ولمصر العزيزة تاريخ حافل بالأمجاد وحضارة وفكر وتراث، وهي غنية على الدوام برجالها الذين نشروا العلم والمعرفة كما نشروا قيم الإسلام وتعاليمه عقيدة راسخة ودعوة متواصلة وعملا صالحاً لا يزال يذكره التاريخ ويشكره الناس.. ومصر عبر التاريخ هي إحدى المنارات المضيئة بأزهرها الذي نشر العلم وأشاع النور في جميع أرجاء العالم الإسلامي منذ انطلاقته الخيِّرة حتى يومنا هذا، وسيمضي قُدماً إن شاء الله في أداء رسالته وإبلاغ أمانته ولا سيما وأمتنا الإسلامية تواجه اليوم صنوفاً من التحديات تحتاج معها إلى الكثير من الجهد المتواصل والعمل الدؤوب من أجل التصدي لكل ما يُحاك ضد معتقداتنا ومقدساتنا الإسلامية من الدسائس والمؤامرات.
من أجل ذلك كان لزاماً علينا أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد متضامنين متعاونين معتصمين بحبل الله لنصرة دين الله ورفع راية التوحيد عالية خفاقة ما حيينا {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}.
إننا نأمل أن يكون لقاؤنا اليوم مع فخامة الرئيس حسني مبارك تجديداً وترسيخاً لما اتصل من لقاءات سبقت آملين أن تكون مباحثاتنا استمراراً لجهود بذلت ولا تزال تبذل في سبيل نصرة قضايا الأمتين الإسلامية والعربية.
ولعل من أبرز تلك القضايا القضية الفلسطينية وما تحقق على أيدي أبنائها من انتصارات حوَّلت مجرى تاريخها إلى طريق النصر المرتقب إن شاء الله. تواكبها القضية الأفغانية التي توجت جهاد الأبطال بحصول دولة أفغانستان الإسلامية على مقعدها في منظمة المؤتمر الإسلامي، كما سيكون للقضية اللبنانية اهتمام في المباحثات التي سنجريها إن شاء الله.. هذا بالاضافة إلى بعض قضايا الساعة التي تدخل في نطاق الاهتمامات المشتركة بين البلدين الشقيقين.
ختاماً أكرر شكري وامتناني لأخي فخامة الرئيس محمد حسني مبارك، ومن خلاله إلى حكومة مصر وشعبها، مع أصدق تمنياتي لهم جميعاً بدوام الرفعة والنصر والتوفيق.
وقد جرى لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز استقبال رسمي وشعبي، فلدى مغادرته المطار متوجهاً إلى قصر القبة المعد لإقامته حيّته ثلة من الفرسان الذين اصطفوا للترحيب به.
كما اصطف أبناء الشعب المصري على جنبات الطرق التي سلكها الموكب المقل لخادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس مبارك من المطار وحتى قصر القبة، وهم يهتفون بحياة خادم الحرمين الشريفين والرئيس مبارك.. معبرين عن سعادتهم بهذه الزيارة الكريمة التي يتطلعون اليها بكل شوق وترحاب.