في حقل الطيران يعمل معنا موظفون ذوو جنسيات متعددة بديانات مختلفة، وطبيعة عملنا تتطلب منا أن نكون متعاونين معهم غاية التعاون داخل الطائرة حتى تسير الرحلة بسلام بحفظ الله لها، فحددوا لنا الضوابط الشرعية في التعاون والتعامل معهم؟


نص الفتوى :

بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الضوابط في هذا أن نقول: إن عمل الجميع لمصلحة العمل فأنت لا تستخدمه إلا لطبيعة العمل وهو إذا قدرنا أنه فوقك لا يستخدمك إلا لطبيعة العمل وهذا لا بأس به ولا حرج فيه، أما لو أنك خدمته في أمر لا يتعلق بالعمل مثل أن تقرب له ملابسه أو تغسلها له أو ما أشبه ذلك فهذا لا ينبغي أن يذل المسلم نفسه إلى هذا الحد فالخلاصة أن ما كان خدمة للعمل فليس خدمة للعامل وهذا جائز، وأنا لا أنصح بالغلظة في رجل يشاركك في العمل لكن أنصح بعدم الإكرام لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا رأيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه)) رواه مسلم في السلام. فهناك فرق بين الإكرام والإهانة، أنا لا أهينه ولا أكرمه ولكن من باب المكافأة أن تقول له مثل ما يقول لك، أما ابتداء فلا أرى ذلك لقوله تعالى: {لاَّ يَنْهَـٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُقَـٰتِلُوكُمْ فِى ٱلدّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مّن دِيَـٰرِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُواْ إِلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 8].
وأما في سبيل دعوته عندما تحسن إليه من باب المعاملة الحسنة كي يقبل منك شريطًا أو كتابًا قد يقرؤه ويطلع عليه وقد لا يقرؤه فلا بأس، أما من باب الإكرام فلا تفعل والتأليف له باب آخر ولهذا قالوا في المؤلفة قلوبهم: هم من يرجى إسلامه.


محمد بن صالح بن عثيمين