الـبحث عــــــــــــن النـــــور (4)...!!

العم مطلق في ذهول (عسى ما شر يا أبويسري.. )؟!!

أبويسري : بحركة سريعة يجفف دموعه بمنديل قماش صغير لا يبرح جيبه فقد اشتراه من بائع بسطة بريلين !!

وجده قدعرض بضاعته بجوار المسجد الجامع قبل سبعة أشهر وتظاهر بعدم وجود مايدعو للقلق لكن عيناه محمرتان ؟!!

مطلق : يا أبويسري طمني عسى ما اخلاف ..!! فيك شئ؟؟

أبويسري: بصوت متقطع مبحوح (ابدا ياعم مطلق مفيش حاجة) جالس أقطع بصل عشان اعمل وجبة الغداء

(لقمة نكلها سويا)

وأنت تعرف ياعم مطلق إن البصل لازم يخلي الواحد (يعيط)

وكأن العم مطلق اقتنع فيما يبدو بكلام أبو يسري وقال : (شف يا أبويسري كان بخاطرك شئ أو قاصر عليك شئ تكلم ترنا حسبة أهلك)

أبو يسري في نشوة فرح وسرور(ربنا يخليك ياعم مطلق ويكرمك يارجل ياطيب)

وكاد أبويسري أن يبوح بخلجاته وعزمه على السفر للعم مطلق

لكن صوت استغاثة قوي صادر من العم مفضي بالديونية حال بينه وبين البوح للعم مطلق بمكنون السريرة

في حين هرع الأثنان بسرعة نحو دار العم مفضي وكان أبويسري أسرع في العدو من العم مطلق فاستبقه نحو الباب وفي ذهول وجد الرجل المسن يتقلب من الوجع والألم

أبويسري : ألف لابأس عليك ياعم مفضي (إياه الحاصل)؟؟!!

العم مفضي : بحالة مؤلمة (الله والعليم إنها لسعة عقرب يا أبويسري دور عليها )

وفي هذه الأثناء وصل مطلق وأنفاسه تتسارع من التعب وارتمى

نحو أخاه الأكبر مفضي قالا : (سلامات يا أبومرشد عسى ماشر)

العم مفضي : (الشر مايجيك)

أبو يسري يصرخ بفرح بعد أن قتل العقرب السوداء

وخرج بسرعة نحو شجرة الليمون وأخذ يعتصر للعم مفضي منها وجاء بسرعة يعدو نحوه وجعله يشرب من الليمون

ثم احضر (كاسة شاي وشفرة) وطلب من العم مطلق أن يحضر له سراج العم مفضي الأزرق (الفانوس) وبسرعة

نصب أبو يسري ساق العم مفضي وأخذ يعالج السم بالمشرط (الموس ) بعد أن عقمه بلهب النار ثم سكب في الكأس قليلا من (الكاز)

وجعله يشتعل ثم وضع فوهة الكأس على الجرح الذي أخذ يسحب السم من الجسم نحو الخارج!!

وسط دهشة العم مطلق وانبساطه بينما العم مفضي يقرأ سورة الفاتحة ويرقي نفسه من اللدغة وفي غضون لحظات كأنما نشط من عقال .

مطلق : (لا زم نوديك للمستوصف).

العم مفضي : (تريح يامطلق مابي غير العافية).

أبويسري : (كلام العم مطلق صحيح لازم تروح للطبيب ونأخذ معنا (العقربة) حتى يشوفوا المصل المضاد لسمها).

ثم ذهب ثلاثتهم بالسيارة (الغمارتين) للمستوصف الذي يبعد ثلاثين كيلو عن مزرعة العم مفضي
وبعد أن قفل الثلاثة راجعين من المستوصف حيث أخذ العم مفضي حقنة مضادة للسم وضمادا

على موضع الساق واستقر وضعه

لم يفته أن يشكر أبويسري

ويشيد بنخوته (وفزعته )ونجدته له

وقد ابتهج أبويسري كثيرا لثناء

العم مفضي عليه ودعائه له بالبركة والتوفيق.

بينما أخذ العم مطلق يثني على أبويسري كثيرا ويسأله من أين تعلم هذه المهارات

في الإسعاف السريع واستخراج السم بهذه الطريقة ؟

فحكى له أبويسري أنه اكتسب ذلك من التجنيد العسكري وأخذ يسرد له بعض المواقف

التي تعرض لها أيام تحرير صحراء سناء وقد كان لهذا الموقف الذي تعرض له العم مفضي الأثر الكبير في ثني

أبو يسري عن السفر لمصر لكونه استشعر أن تركه للعم مفضي ليس مناسبا الآن خصوصا وهو في هذه الحاله.

يتبع(5)