"النت لا يعد مصدرًا موثوقـًا لاقتباس المعلومة.."
هذه آفة والله .. تفاجأت في أحد الكتب أن كاتبها وضع "ويكيبيديا" كمصدر من مصادره متناسيا أن هذه الموسوعة بها من الأخطاء مالا يعد ولايحصى. وحتى وإن كان بها الكثير من المعلومات الصحيحة فهي في معظمها متعتمدة على مصادر غيرها.

أنا في الكثير من الأمثلة لا أرى مثقفين وانما كما تفضلتي علينا بتسميتهم "مستثقفين" بل وللأسف فهم فاشلين حتى "بالاستثقاف" حيث أنهم يخورون وتقص ألسنتهم حين يواجهوا ولو تغيرا على ماتوقعوا قراءته بحرف.
والكثير من هؤلاء قد تبع الناس التي (تكذب الكذبة وتصدقها) فتريهم قد نفخوا ريش "الطاووس" وتوسعت المقل نتيجة جهدهم المستمر لكي يكسروا القاعدة "العين لاتعلو على الحاجب".
والمشكلة أختي - كما أرى - تقع بجزء عظيم منها على عاتق الجمهور .. فالمدعين كثير على مر التاريخ والخارج عن المألوف المتصنع في المعروف قد تخم منه تراثنا القريب والبعيد. ولكن الذائقة اختلفت فأصبح من كان "ناظمًا" للشعر "شاعرًا" واصبح - للمثال لا للحصر - من يذكر "شكسبير" في شعره له في الثقافة الباع الطويل. ولو سئل عن "شكسبير" لذهب مذهب المفسرين "الماء بعد الجهد بالماء" قائلاً "وهل يجهل أحد من هو شكسبير؟!".
ومن قال من الغريب قالوا فيلسوف عظيم، بينما كان من مثارب الشعر حين يكون به مثارب "الحشو من الغريب".
وشتان بين من له فلسفة ومن "يتفلسف". وأصبح من يقلب موضوع الحوار من فكر الشخص إلى الشخص فيرد على من طرح رأيًا مخالفًا لرأيه ب "ماذا كنت تفعل "بالديسكو" حين كنت معك؟" .. يدعى بالمحاور المفحم.

الجهل مقضع والمشكلة في الكثير هي تلك النرجسية التي تمنعه من أن يعترف بالجهل متناسيًا مقولة العلماء الفطاحلة "نصف العلم لا أعلم" ضاربين بها عرض الحائط. ويزيد على هذا أن هؤلاء القوم لم يكتفوا بجهلهم فيسكتوا، بل إنك ترينهم يقحمون أنفسهم في كل مكان وزمان. "رازين وجوههم" في كل محفل ومخفر. يفتون في كل أمر. صغر الأمر أو كبر. والكثير من الناس - للأسف - تقول لهم في كل مكان "صح لسانك".

أما عن الأدب فليس هو الضحية الوحيدة فللأسف حتى "قلة الأدب" قد قض مضجعها وهز عرشها وخافت على حكمها بإنقلاب ثوري مفاجئ.
أعان الله الذائقة والمتذوقين والشكر لك على ماتبدين وعن ماتعرضي عنه أو تخفين.