عراك الثقافات..!!



إن المتأمل في بعض الأطروحات الكتابية يجد البعض يعاني من البعض الآخر حينما يسارع في تجريمه من أول سطرين لموضوعه المطروح!!


ويبدأ ينتبذ منه مكانا قصيا ويتخذ منه موقفا عدائيا ويجعله في محيط دائرة حمراء يتوجس منه خيفة كلما رأى له موضوعا في عامود صحفي أو موقع إلكتروني.


وكأنه قادم من كوكب آخر يحمل فكرا (لبراليا) أو يتتلمذ في مدرسة (علمانية)
فيبري له النبال ويرشقه بأسهم الاتهام ؟؟

ويدخل معه في عراك ثقافي له بداية وربما لا تكون له نهاية .



وينتابك كمراقب و متابع ـ العجب ـ حينما تتسع دائرة الخصومة لتشمل الذوات والنيات!!؟؟

وتدرك بعين اليقين ويقين الحق أن المسار بدأ يتخذ منحا مغايرا بإتجاه بعيد عن الوجهة الصحيحة ليخرج الكل في غضون لحظات عن لب الموضوع ومحور النقاش.



وتبدأ النار تضطرم لهبا حينما ترى (بوارج) البغض تقذف (صواريخ )الكراهية على مواقع الطرفين فتدرك ساعتها أن الحرب الضروس قامة قائمتها على شئ لو تبينته ابتداء لوجدته لا يوجب هذا الأمر كله.


فكم من فكرة وليدة سقطت قتيلة من أول وهلة!!
وكم من كاتب حزم حقائبه حينما رأى أن الأجواء ملبدة بغيوم اللوم المطيرة !!

وكم من قادم من الخارج خرج من الداخل نادما حينما صادف أفقا ضيقا!!

وكم من طموح رجع بخفي حنين حينما أعيته السبل في سبيل إيصال فكرة ما أو طرق موضوع بعينه!!.



أليس صاحب القول أولى من غيره في تفسير قوله ثم لنا من بعده الخيار

فإن كان ماجاء به ـ مفسرا ـ حقا سلكناه وإن كان باطلا انتبذناه.

كم هو جميل لو تم إحتواء فكرة حواء
وكم هو حسن لو تم التعامل الحسن مع طرح ابن آدم بشئ من الآدمية الواعية.