الأخ بندر

مقالكم يستحق الإشادة بالفعل لاسيما أنه تطرق لقضية هامه وحساسة وهي مسألة القدرة على التفريق بين العصبية والتراث الموروث

فترى البعض عندما يتحدث عن ماضي الأجداد سرعان ما يجد نفسه وقد نزح شعر أو لم يشعر إلى قضية التعصب وقبول ماكان عليه الأسلاف
(بشحمه ولحمه) وخيره وشره

ولا يجد غضاضة أن يستشهد بقول القائل :
أولئك أبائي فجئني بمثلهم ...إذا جمعتنا ياجرير المجامع

ذكرتم كاتبنا الفاضل مسألة الثقافة وسردتم لها أمثلة كنمر بن عدوان وغيره من أقران زمانه
وأجد أن الثقافة في ذلك الزمن على صنوين
1)مكانية بحكم الموقع كالعراق ففيه حاضرة بغداد ودار الحكمة وموطن التنوير ومصر بلد الأزهر ومهد الثقافة وفيها صوالين الأدب ومجالس النقد .
2) وصنو آخر لثقافة مكتسب وهو أن ينتدب الرجل نفسه ويفارق قبيلته ويضرب أكباد الإبل ناشدا البصرة أو بغداد أو القاهرة لينهل من معين العلم ويرتشف من أنهار الأدب .

وهذا مافعله نمر بن عدوان حينما درس في الأزهر فأضاف إلى أصالة البدوي علم أهل الحاضرة فانتفى عنه الجهل وسلم من عبارة (( من بدا جفا)).

حقيقة إن المتأمل يرى أن لله في خلقه شؤون فلولا البادية لما عرف الكرم والحاتمية ولولا المدنية لما عرف الفكر والثقافة .

الأخ بندر
شكرا على هذا المقال.