السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد الله تعالى حمدا يوافي نعمه وأصلي وأسلم على عبده ورسوله وعلى آله وصحبه .. وبعد



أيها الطيبون .. حديثي في هذا المساء الماطر العاطر عن مشاهد ساءتني في أحد المستشفيات .. والمشاهد تلك تكررت أمام ناظري في غير ما مرة وفي أكثر من مستشفى ..



فقد كنت في يوم مضى في صالة الانتظار الكبرى في أحد المستشفيات في مدينة الرياض



والذي يقبع في زاويته محل لبيع القهوة



كعادة من ينتظر مريضا



يرقب الباب الذي تلج منه الأخبار



في هذه الأثناء أقبل من ذلك الباب طبيب وطبيبة يمشيان جنبا إلى جنب



من رآهما لأول وهلة ظنهما زوجين لما يرى من كسر حاجز الرسمية بينهما



أما الطبيبة فكأنها متجهة لحضور مناسبة أو حفل زواج



ـ فلا والله ما هذا بمظهر عاملة بين الرجال



فلا شيء يستر وجهها الملطخ بالأصباغ



ولا شعرهاالذي كَلَّ من رتبه ومشطه



مشيا حتى محل القهوة ..



طلبا ما طلبا ـ وكأني بهما اختلفا ـ كل يبادر لإكرام صاحبه ـ ولا أدري أيهما فاز بهذا الشرف لبعد مقعدي عنهما



بعدها اتجها معا ثم دخلا إلى غرفة ليس فيها سواهما ليأكلا ما طلبا



وقد نسيا أن يحضرا معهما للشيطان شيئا إذ كان ثالثهما ..



غير بعيد عن هذا المكان وفي أحد الأقسام كان المشرف على الاستقبال امرأة أسمعهم ينادونها باسمها مدللا



وفي قسم آخر تنظر إلى الاستقبال المختلط بين الشباب والشابات وهم في حديث ضاحك مازح



أتساءل أيتكلمون في شؤون المرضى أم ........... ماذا ؟؟؟؟؟؟



وهل في شؤون المرضى ما يدعو للضحك والقهقهة والتميع !!!





أحبتي الكرام أيها المسؤولون في وزارة الصحة



سأمتطي الإنصاف جواد وأقول :



ولا تزال الإيجابيات تتكاثر في القطاع التوعوي الصحي



فلا تكاد تدخل مستشفى إلا وتطالعك تلك اللافتات الهادفة



فمن أحكام تخص المرضى



إلى مرققات للقلوب إلى فوائد ونصائح طبية ....



ومن اتجه إلى مسجد المستشفى فسيشاهد شيئا من العناية في أكثر المستشفيات



وفي صالات الانتظار كثيرا ما يكون جليسك وأنيسك رفوف خذ نسختك الهادفة

أقول بورك سعيكم ونطالب بالمزيد ..



يعجبني كذلك بذل المخلصين في تعلم الطب في استقصاء المعلومات للوصول إلى الطريق الصحيح في تشخيص حالة أو وصف دواء .. يعجبني شذا الإيجابية الذي يضوع في جنبات مكاتب الأطباء ..



ولكن :



أيها المسؤولون الأكارم



دونكم عتاب من محب فأرعوه سمعا



لقد من الله عز وجل على بلادنا فكانت حاضرة الإسلام وقبلة المسلمين



التي تميزت على كل بلد في رفع راية التوحيد والتحاكم إلى الوحيين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



وحفظ جناب الأخلاق في المجتمع فلا اختلاط في التعليم ولا اختلاط في الجامعات ولا اختلاط في جل الدوائر



الحكومية



غير أن قطاع الصحة قد تجاوز حدود الشرع ثم أنظمة وسياسات البلد العليا



إذ سمح بالاختلاط في التعليم والتدريب وفي العمل داخل المستشفيات



أعلم عن كثير من المسؤولين في الصحة غيرتهم وخيريتهم



وسن الضوابط تلو الضوابط لمنع التجاوزات في العلاقة بين الجنسين



ولكن هذا لا يكفي فالاختلاط رأس كل فتنة وبلاء كما ذكر ابن القيم ـ رحمه الله ـ بقوله :



" ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة و الخاصة ... "



إلى أن قال رحمه الله :



" ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيئ منعا لذلك .. " كتاب الطرق الحكمية 324 - 326.



ولقد كان الفاروق عمر رضي الله عنه يمنع النساء من المشي في طريق الرجال والاختلاط بهم في الطريق ..



ومتى ما وجد الاختلاط .... ولدت الفتنة



واسألوا التاريخ إذ فيه العبر .................. ضل قوم ليس يدرون الخبر



وإن كان لنا من مطالب فهي مطالب عاجلة جدا ومطالب آجلة



فالمطالب العاجلة أن تُفعَّل قرارات الوزارة التي ربما أمست حبرا على ورق



فمنها على سبيل المثال الحد من تجول العاملين والعاملات داخل أروقة المستشفى إلا لحاجة



لا التسكع الذي يشاهد أحيانا وتبادل رسائل البلوتوث



كذلك إلزام العاملات بالحجاب من طبيبات وموظفات .. إذ بات التساهل فيه أمرا لا يخفى على ذي عينين



فكشف الوجه ومقدمة الشعر لم يعد أمرا غريبا .. وربما أزالت ما فوق رأسها إذا لم يكن هناك غير الأطباء وكأن



الزميل أصبح من المحارم .. فبأي مذهب أخذن !!!!!



من المسؤول عن التساهل في تنفيذ القرارات ؟؟؟



أما المطالب الآجلة والتي أدعو المجتمع كله أن يهب لتنفيذها فهي منع الاختلاط بشتى صوره



وليكن في كل مسشفى قسم مستقل للرجال وآخر مستقل للنساء



والأيدي العاملة متوفرة من الجنسين فما الداعي للاختلاط في العمل .. وقبله الاختلاط في التعليم في السنوات الأخيرة من كلية الطب ؟؟؟



إني أقول .. مع بالغ الأسى .. لقد تبلد حس الكثير من الأخيار فضلا عن غيرهم نتيجة اعتياد الاختلاط



فأصبح يدخل المستشفى الذي يعج بالفتن والتبرج والمنكرات فلا يحرك ساكنا وكأن الأمر لا يعنيه في شيء



ومتى ما كان المنكر معروفا عند الناس وعدم المصلحون فقد زالت الحصانة من العذاب



وفي التزيل الحكيم ( وماكان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون )



قصة طريفة محزنة أختم بها موضوعي



أحد الطيبين أذن لابنته أن تعمل في مكان مختلط لكنها كانت محافظة



فلا تبرج ولا تبسط مع الرجال



الشاهد أعجب مديرها في العمل بأدائها وخلقها



فأحب أن يشكرها ويكرمها ـ وكان ذكيا ـ



فقرر زيارة والدها ليشكرهم معا



أكرمه الأب .. أبدى المدير إعجابه بأداء ابنته وشكره على تربيتها على محاسن الخلق



ثم استأذن الأب أن يدعوها ليشكرها أمام أبيها



غضب الأب وتغير وجهه



..( كيف أسمح لبنتي تجي وفي المجلس رجال غريب)



هنا ابتسم المدير .. وقال كيف تسمح لها أن تجالس الرجال الساعات الطوال في الصباح دون محرم ولم تغضب لذلك

ولما طلبتها لدقائق وبحضورك غضبت وثارت ثائرتك



لم يحر الأب جوابا



اكتفى بالصمت وقد فهم الرسالة جيدا



أعيد وأكرر يا منسوبي الصحة



عتاب كعتاب إحدى اليدين لأختها يرجو منكم أذنا صاغية وقلبا مستشعرا المسؤولية ويدا عاملة .. وأحسبكم أهلا لذلك ..



والله من وراء القصد



هو حسبنا ونعم الوكيل



كتبه محبكم بــــــلال الفارس


مــ هنا ـــــــــــن