(6)
سليمان بن إبراهيم بن حمزة البلوي: من أهل مالقة، يكنى: أبا أيوب.
كان مجوداً للقرآن، عالماً بكثير من معانيه، متصرفاً في فنون من العربية، حسن الفهم، خيراً فاضلاً، وكان زوجاً لابنة أبي عمر الطلمنكي، وروى عنه كثيراً من رواياته وتواليفه. وروى عن حسون القاضي وغيره من شيوخ مالقة .
وكان محسناً في العبارة، مطبوعاً فيها، ذكره ابن خزرج وقال: توفي بقرطبة في نحو سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة .
--------------------
الصلة ابن بشكوال الصفحة : 63
----------------------
(7)
محمد بن أصبغ البلوي: من أهل قرطبة من ساكني الرصافة منها؛ يكنى: أبا عبد الله.
صحب أبا محمد الأصيلي وأخذ عنه ورحل إلى المشرق مع أبي عبد الله، بن عابد وسمع معه من أبي بكر بن إسماعيل وغيره.
قال ابن عابد: ولما قدمنا معاً بمسند شعبة، تصنيف أبي بشر الدولابي الذي سمعناه بمصر من ابن إسماعيل أخذه أبو محمد الأصيل فاستغربه، وعظم قدر علو سنده فقرأه عليه محمد بن أصبغ هذا وكان تلميذه. وسمعه منه الأصيلي رحمه الله.
-------------------
الصلة ابن بشكوال الصفحة : 161
----------------------
(8)
القاضي أبو البقاء خالد البلوي الأندلسي ، رحمه الله تعالى، وهو خالد بن عيسى بن أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد، البلوي
ووصفه الشاطبي بأنّه الشيخ الفقيه القاضي الأعدل، انتهى .
وهو صاحب الرحلة المسماة: تاج المفرق في تحلية أهل المشرق، وممّا أنشده رحمه الله تعالى فيها لنفسه:

ولقد جرى يوم النّوى دمعي دماً = حتى أشاع النّاس أنّك فـانـي
والله إن عاد الزّمان بقربـنـا = لكففت عن ذكر النّوى وكفاني

وهذه الرحلة المسماة بتاج المفرق مشحونة بالفوائد والفرائد، وفيه من العلوم والآداب ما لا يتجاوزه الرائد، وقد قال رحمه الله تعالى فيها في ترجمة الولي نجم الدين الحجازي، رضي الله تعالى عنه، ما نصّه: وذكر لي رضي الله تعالى عنه قال: ممّا وصّى به الجد الأكبر أبو الحجاج يوسف المذكور - يعني سيدي أبا الحجّاج يوسف بن عبد الرحيم الأقصري القطب الغوث رضي الله تعالى عنه، وأعاد علينا من بركاته - خواصّه وأصدقاءه، قال: إذا أدركتكم الضرورة والفاقة فقولوا: حسبي الله، ربي الله يعلم أنّني في ضيق، قال: وذكر لي أيضاً رضي الله تعالى عنه قال: رأى هذا الجد يوسف المذكور النبيّ صلى الله عليه وسلّم في النوم، بعد أن سأل الله تعالى ذلك، وقد كان أصابته فاقة، فشكا إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "قل يا برّ يا رحيم، يا برّ يا رحيم، الطف بي في قضائك، ولا تولّ أمري أحداً سواك، حتى ألقاك"، فلمّا قالها أذهب الله تعالى عنه فاقته. قال: وكان رحمه الله تعالى يوصي بها أصحابه وأحبابه، انتهى.
ونسب بعضهم القاضي خالداً المذكور إلى انتحال كمال العماد في البرق الشامي، لأن خالداً أكثر في رحلته من الأسجاع التي للعماد، فلذا قال لسان الدين ابن الخطيب فيه:

خليليّ إن يقض اجتماعٌ بـخـالـد= قولا له قولاً ولن تعدوا الحـقّـا
سرقت العماد الأصبهانيّ بـرقـه = وكيف ترى في شاعر سرق الرقا

وأظن أن لسان الدين كان منحرفاً عنه، ولذلك قال في كتابه خطرة الطيف ورحلة الشتاء والصيف عندما جرى ذكر قنتورية وقاضيها خالد المذكور ما صورته: لم يتخلف ولد عن والد، وركب قاضيها ابن أبي خالد، وقد شهرته النزعة الحجازية، ولبس من خشن الحجا زيّه، وأرخى من البياض طيلساناً، وتشبّه بالمشارقة شكلاً ولساناً، والبداوة تسمه على الخرطوم، وطبع الماء والهواء يقوده قود الجمل المخطوم، انتهى.
ومن نظم أبي البقاء خالد البلوي المذكور قوله:

أتى العيد واعتاد الأحبّة بعضهـم= ببعض وأحباب المتيّم قد بانـوا
وأضحى وقد ضحّوا بقربانهم وم= لديه سوى حمر المدامع قربان

وقال في رحلته: إنّه قال هذين البيتين بديهةً بمصلّى تونس في عيد النحر من سنة سبع وثلاثين وسبعمائة .
ومن نظمه أيضاً قوله رحمه الله تعالى:
ومستنكر شيبي وما ذهب الـصّـبـا = ولا جفّ إيناع الشّبيبة من غصـنـي
فقلـت فـراقـي لـلأحـبّة مـؤذن = بشيبي وإن كنت ابن عشرين من سني

ومحاسنه - رحمه الله تعالى - كثيرة ، وفي الرحلة منها جملة .
------------------
نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب المقري الصفحة : 437
------------------------
الجزء 2 انقر هنا