** الابتكارات اللعبونية **

************

*

*

*



**مدخل:-

لو أردنا الحديث عن الشاعر العلم محمد بن حمد بن لعبون-رحمه الله ،

حياته وشعره وفنه ،فنؤكد أن هناك الكثيرين قد كتبوا عنه ،
ودونوا شعره،

الا أن كل مادون عنه كان نبذة صغيرة
عن حياته وشعره فقط ، وان ذلك

التدوين واكبته أخطاء زرعت تساؤلات على الأفواه تقول:
أهذا هو شعر ابن لعبون؟

هل ابن لعبون لايجيد وزن الشعر ؟
أي الدواوين هي الصادقة في ترتيب شعره ؟

من المسؤول عن تلك الأخطاء .
أهم الناشرون الذين لم يراعوا الوزن الشعري والطباعة؟

أهم الرواة الذين حرفوا ماشاءوا تحريفه في هذا الشعر ؟

تساؤلات كثيرة أحاول
جاهدا أن أجد الاجابة ولو على بعضها .

***




*الابتكارات اللعبونية *
-----------------------

*


*


*

*الابتكار الأول:

هو اضافة بحور شعرية موجودة ، الا أن شعراء العامية في عصره

أو في العصر الذي سبقه لايعرفونها ، ربما قال عليها شعراء المدرسة القديمة ،

الا أن شعرهم المدون لايحمل مثل هذه البحور ، وكذلك الهزاني ، وهو صاحب

المدرسة الحديثة لم يوجد له شعر على تلك البحور ، وقد أضاف محمد بن لعبون بحرين

للشعر العامي هما نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي(البحر الوافر)) والمعروف اليوم باسم((الصخري))، و((بحر الرمل))

الذي يعرف بالفن ((اللعبوني))،فمثل البحر الأول قوله:

((سقى صوب الحيا مزن(ن) تهاما *** على قبر بتلعات الحجازي))

ومثال البحر الثاني قوله:

((يامنازل مي في ذيك الحزوم *** قبلة الفيحا وشرقي عن سنام))


***

*الابتكار الثاني:

مجزؤء البسيط الذي يعرف بالشعر العربي هو :

مستفعلن فاعلن مستفعلن

مستفعلن فاعلن مستفعلن

ومثل هذا الوزن اذا ماطرأ عليه تغيير فان هذا التغيير لايصل الى ماأوجده ابن لعبون ،

حيث ان وزن هذا المجزؤء في تغييره بعلم العروض هو :

1- تصبح التفعيلة الأخيرة من العجز ((مستفعلن ))بعد أن تذيل بحرف ساكن .

2- تصبح التفعيلة الأخيرة من العجز ((مفعولن))بعد أن يحذف الحرف الخامس المتحرك .

ولكن ابن لعبون قطع وتدا كاملاً ، والوتد: حرفان متحركان آخرهما ساكن مثل

((الى -على - متى -لظى))ومثل هذا القطع لم تعرفه كتب العروض ولا الأوزان التي

قال عليها العرب من قبل ، ومثال ما قاله ابن لعبون :

((حي المنازل وهن اطلال *** حي المنازل ومن هي له))

مستفعلن فاعلن فعلان

مستفعلن فاعلن فاعل

***


*الابتكار الثالث:

ان هذا الابتكار هو أهم ابتكار لابن لعبون ، حيث أوجد ما لم يوجده أحد من قبله ،

وهو وزن جديد في بحر جديد مبتكر ، حيث ان هذا الوزن تتكون حروفه من أربعة

وثلاثين حرفا ، وهذا مالم يعرفه الشعر العربي حتى في مجزوءاته.

ومثاله:

((ياعلي صحت بالصوت الرفيع *** يامرا لاتذبين القناع ))

فاعلن فاعلاتن فاعلن

فاعلن فاعلاتن فاعلن

فعولن مفاعيلن فعولن

فعولن مفاعيلن فعولن

((جزا البارحة جفني عن النوم *** جزا من غرابيل الزماني ))

فاعلاتن فعولن فعولن

فاعلاتن فعولن فعولن

((يالله حنا لحكمك صبرنا *** يوم جاتنا علوم الحرايب ))


***

*الابتكار الرابع:

ابتكار فني حيث أوجد قصيدة خالية من النقط ، ومثل هذه القصيدة احتوت على

ثلاثة عشر حرفا هم:

حرف الألف -الحاء-الراء -السين الصاد -الطاء-العين -الكاف-اللام-الميم -الهاء-الواو-الدال.

ولم يعرف الشعر العامي قصيدة بهذا الشكل قبل قصيدة محمد بن لعبون ، ولا سيما

وأنها ذات قافيتين ، وأن انتفاء المفردات ووضعها في قالب شعري موزون لمن الأمور

الصعبة ، فاذا وجدت المفردة لم يوجد الترابط الشعري الا أن ابن لعبون أوجد الاثنين مع

سياق الروح الشعرية الذي لم يفقده غياب خمسة عشر حرفا.

***

*الابتكار الخامس:

عمل قصيدتين في قالب قصيدة واحدة كقصيدة ،وتقرأ كقصيدتين .


****


*((رحم الله، ابن لعبون ،وأسكنه فسيح جناته ))*

28/7/1429

---------------------------------------