السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يقول تعالى في سورة إبراهيم :9:{ألم يأتكم نبأالذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمودوالذين من بعدهم لايعلمهم إلا الله جاءتهم رسلهم بالبينات فردواأيديهم في أفواههم....}مخوفآعباده ماأحله بالأمم المكذبة حين جاءتهم رسلهم فكذبوهم فعاقبهم الله بالعقاب العاجل ؛لأنهم مع إرسال الرسل بالأدلة والبينات التي تؤكد صدق ماجاءوابه،فلم ينقادوا لها بل استكبروا عنها،ولم يتفوهوا بشئ ممايدل على الإيمان وهذا معنى قوله:"فردواأيديهم في أفواههم...الآية"ينظر:تفسير السعدي:683.
ليتأمل القارئ التعبير بأداة العطف "الفاء"في قوله:"فردوا"دون أي أداة أعطف أخرى ففيها إيماء إلى التسرع في المعارضة .وهذا مابينه الألوسي بقوله:"أتى بالفاء تنبيهآعلى أنهم لم يمهلوا بل عقبوا دعوتهم بالتكذيب"روح المعاني:13/194مباشرة ممايدل على أن التكذيب متمكن من نفوسهم أشدتمكن ،فلم يعطوا لأنفسهم مجرد التفكير بل عاجلوا الأنبياء برفض دعوتهم رفضآلامجال بعده لمراجعة النفس وهو ماألمحت إليه التأكيدات المتوالية :{إناكفرنا}،{وإنا لفي شك}،والتي تجمع دعوتهم على تأكيد كفرهم بماجاءت به الرسل .فهؤلاء القوم جابهوا رسلهم بالرفض العنيف في بدءمحتدم عقب دعوتهم.
(فسبحان الله ماأعظم بلاغة كتابه اللهم زدنا تفهقآوتدبرآلكتابك)
المفضلات