الصنف الثالث

القنبله اليدويه

لقد كان يوما مناسبا لإنجاز العمل، وهب نسيم عليل عبر النافذه عندما أعاد " رالف" تدقيق الأرقام التي أمامه. في تلك اللحظه دخل " بوب" إلى الغرفه بوجه يشبه قناعا جامدا، مكورا يديه إلى قبضات. فأدرك "رالف" أنَ الجو مكفهر، لكن نظرة منه على تعبير شفتي "بوب" المغلقتين دفعته للإهتمام بعمله. ومرَ "بوب" متجاوزا مكتب "رالف" فاحتك بكومة من الورق الموضوع عشوائيا على المكتب فسقطت الأوراق على الأرض كتساقط أوراق الشجر في فصل الخريف، وتبعثرت في الهواء ولم يزمع "رالف" على قول أي شيْ، لكن بالرغم منه خرج صوت من حنجرته يقول "انتبه هناك يابوب!"

فاستدار "بوب" في لحظه خاطفه متَسع العينين وبوجه متراقص العضلات والشعر يقف على أطرافه وذراعين يرتجفان، ثم انفجر صوته قائلا:

"لم لا ترى أين وضعت تلك... المواد على أي حال؟ وكيف تفترض أنه يتعين عليَ معرفة مكانها؟! لا أدري لماذا أهتم بالمجيْ إلى هنا! إنَ أحدا لا يهتم بما يعمل! هذه هي مشكلة العالم في يومنا هذا! إنَ أحدا لا يعطي...."

وعندما ازدادت حدة صوت "بوب" تحوَل النسيم إلى ريح عاتيه مع شظايا متطايره من الأفكار ونعوت تلسع كسياط حاده. كان ظاهرا أنَ هذا الأمر سيستمر أبدا، لكن غضب "بوب" أخذ يتلاشى بعد أن استمر طويلا، حيث توقَف عن الصراخ، ونظر حوله إلى الناس المحدقين فيه بنظرات استهجان، واندفع خارجا كالعاصفه دون أن ينبس ببنت شفه، وصفق الباب خلفه. وعندها سقطت ورقه واحده بتكاسل على أرض الغرفه.

الإستنتاج:

بعد لحظه وجيزه من الهدوء تنفجر قنبلة العنف والهيجان انفجارا أعمى بسبب أشياء لا تمت بصلة إلى الحاله الراهنه.