إخواني: الذنوب تغطي على القلوب، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، و من علم ضرر الذنب استشعر الندم ,,

يا صاحب الخطايا : أين الدموع الجارية ؟ يا أسيرالمعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وا حسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟!

أسفاً لعبد كلما كثرت أوزاره قلّ استغفاره ، و كلما قرب من القبور قوي عنده الفتور!!!

اذكر اسم من إذا أطعته أفادك ، و إذا أتيته شاكراً زادك ، وإذا خدمته أصلح قلبك و فؤادك !!

يا من قد وهى شبابه ، و امتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك ان الجلود إذا استشهدت نطقت !!! أما علمت أن النار للعصاة خلقت !!! إنها لتحرقكل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة تحجب عنها ، و الدمعة تطفيها

سلوا القبور عن سكانها ، و استخبروا اللحود عن قطانها ،تخبركم بخشونة المضاجع ، و تُعلمكم أن الحسرة قد ملأت المواضع ، و المسافر يود لوانه راجع ، فليتعظ الغافل و ليراجع

يامُطالباً بأعماله ، يا مسئولاً عن أفعاله ، يا مكتوباً عليه جميع أقواله ، يامناقشاً على كل أحواله ، نسيانك لهذا أمر عجيب !

إن مواعظ القرآن تُذيب الحديد ، و للفهوم كل لحظة زجرجديد ، و للقلوب النيرة كل يوم به وعيد ، غير أن الغافل يتلوه و لا يستفيد .

كان بشر الحافي طويل السهر يقول : أخاف أن يأتي أمر الله و أنا نائم..

قدم على محمد بن واسع ابن عم له فقال له من أين أقبلت ؟قال : من طلب الدنيا ، فقال : هل أدركتها ؟ قال لا ، فقال : واعجباً ! أنت تطلب شيئاً لم تدركه ، فكيف تدرك شيئاً لم تطلبه
أين ندمك على ذنوبك ؟ أين حسرتك على عيوبك ؟إلى متى تؤذي بالذنب نفسك ، و تضيع يومك تضييعك أمسك ، لا مع الصادقين لك قدم ، ولا مع التائبين لك ندم ، هلاّ بسطت في الدجى يداً سائلة ؟؟!