***الصدق في التجربة والمشاعر***
----------------------------

*

*

*

*عندما كتبت الشاعرة
(( جليلة رضا ))،

قصة حياتها بدأتها بقولها الصريح

((أنها لم تحب أحداً من الرجال

الذين صادفتهم في حياتها ،

وجاءت مذكراتها من أفضل المذكرات

والاعترافات النسائية في أدبنا المعاصر ،

بسبب الصدق في

التجربة والمشاعر،
ولأن صاحبة هذه المذكرات أديبة فنانة ،

فقد جاءت المذكرات ناعمة ودافئة

وجميلة وقاسية أحياناً في كل

ماكشفته عن حياة امرأة موهوبة حساسة ،

حاولت أن تجعل لحياتها معنى ،

فكانت كأنها تجري وراء سراب .

ولكن مافي هذه المذكرات

والاعترافات من تجارب صادقة
يجعلها جديرة بأن

يتعلم الإنسان منها

الكثير وهو يستمتع بقراءتها .

* وأحب أن أنهي هذا المقال

عن هذه المذكرات الجميلة ..ب

تلك الكلمات الصادقة الصريحة

التي كتبتها الشاعرة

عن نفسها حيث تقول :

*((....... لابد أن أعرض هنا عيباً كبيراً

هو أكبر مابي من عيوب ...

انه الانطواء .
فأنا انطوائية أميل إلى

العزلة ولكن رغماً عني .

كم كنت أحب أن أكون

أنيسة جليسة مختلطة بالناس .

كم كنت أحب
أن أحضر السهرات الأدبية المنزلية ،

وأن أناقش وأجادل وأبدى الآراء ،

وأختلف وأتفق مثل بقية الأديبات والشاعرات .

ولكن عبثاً ... لا أستطيع .

بي شيء اسمه الخجل ،

ولكنه في الحقيقة

عدم ثقة بالنفس ... لماذا ؟

لماذا أخجل من نفسي وليس بي شيء منفر .

ولماذا لا أثق بنفسي وكل

من حولي يقدرني ويحترمني .

ربما كانت رواسب طفولتي .

ربما كان تأثير زواجي المبكر

من زوج عنيف رغم معاملته الطيبة .

لست أدرى .

غير أني في بعض السهرات التي حضرتها ،

رأيت أديبات تافهات يتحدثن بلباقة وطلاقة

حتى طغى تأثيرهن على رجال علماً،
فأحيين السهرة في جدارة واقتدار ،
هذا في حين أكون أنا خجلى ، مرتبكة ،
مضطربة ... أفكر أين أضع يدي ،
أفوق حجري؟ أم على خدي ؟
بينما تدور في عقلي أراء مبتكرة جميلة ،

أحاول أن أفرج عنها ،

وأحررها أمامهم جميعاً فلا أتمكن...،

ما أتفهني !

دائماً أحس أنني لاشي أمام الناس ،

ولكن(( سيدة نفسي))

وأنا وحدي ،
دائماً أحس بالفراغ أمام الناس ،

وأشعر وحدي بامتلاء ...

مع الناس أرى الغابة
والصقور والقهر والعدم ،
ووحدي أحتضن الجمال
والخير والعدل والحق ...
وفوق ذلك كله

الحقيقة العادية لمعاني الحياة .

هذا هو قدري ... وهذه طبيعتي )).

*

*

*

- تلك بعض كلمات

الشاعرة/جليلة رضا ..
في مذكراتها

أو اعترافاتها الجميلة الصادقة ،


وعلى هذا المستوى جاءت كل

صفحات المذكرات أو الاعترافات ،

ولذلك فهي تستحق أن تكون في

مقدمة أجمل وأصرح مذكرات نسائية

في الأدب العربي المعاصر –

بعد- مذكرات ..الشاعرة/فدوى طوقان .
********
*(والله المعين والمستعان)*
10/7/1430
---------------------