من المعهود والمعروف أن يحــــــب الإنسان الجماد إذا كان المنظر جميــــلا

أما أن يحــــــب الجماد الإنســـأن فهذا غير مألوف ظاهرا لأنــه جماد لا ينطق



جبــــــــــــــــل أحد :

فعن أنس بن مالك ( رضي الله عنه ) قال :

خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر أخدمه , فلما قدم النبي صلى الله عليه

وسلم راجعا وبدا له أحد قال :

" هذا جبل يحبنا ونحبه " - متفق عليه .

إذا كانت الجمادات وهي التي لا تعقل ولا تدرك وغير مكلفة ومع هذا تحبه صلى الله عليه وسلم

فكيـــــف الإنسان العاقل المدرك المكلف المأمور ؟



حنيـــــــــن الجذع :

ألم تسمع أخي المسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما معتمدا على جذع نخل

إذا طال وقوفه وضع يده الشريــــــــــــفة عليه , لذا اقترحوا على النبي صلى الله عليه وسلم

أن يجعلوا له منبرا فوافق عليه الصلاة والسلام .

حتـــــى إذا جاء يوم الجمعة وأراد المنبر ليخطب عليه .

وجاوز الجذع الذي كان يخطب عنده وإذ بالجذع يصـــــــرخ صراخا شديـــدا , ويحن حنيـــنامؤلما حتى ارتج المسجد وتشقق الجذع ولم يهدأ .

فتأثر الصحابة رضي الله عنهم وبكوا بكاء شديدا لحنين هذا الجذع , فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عن المنبر أتي الجذع فوضع يده الشريـــفة عليه ومسحه ثم ضمه صلى الله عليه

وسلم إلى صدره الشريف حتى هدأ وسكن , ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" والذي نفسي بيده لو لم ألتزمه لبقي يحن إلى قيام الساعة

شوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم "

أخي المسلم إذا كان ابتعاد النبي صلى الله عليه وسلم عن الجذع أمتارا ...

فلم يتحمل هذا البعد ولم يطقه فصرخ وحن شوقا وحزن على فراقه
فكــيف ؟ وكيـــف ؟ بمن ابتعد ومازال يبتعد مئات الأمتار عن سنة المصطفىصلى الله عليه وسلم .

وقال عليه الصلاة والسلام:

" إني أعرف الحجر بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث إني لأعرفه الآن " رواه مسلم

مما راق لي