بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد،،،
فإن مواسم الطاعات عند المسلمين تتوالى على مدار العام رحمة من الله بعباده وتحبباً إليهم، ومواسم أهل المعصية وأهل الفسق والظلام تتوالى عليهم وهي من الله عز وجل إمهال وإيغال بهم في وحل المعصية والذنب.

وكل حريص على استغلال موسمه خير استغلال.

فترى الصالح إذا أقبل موسم الطاعة شمر له الساعدين وطهر له البدن وتوجه بقلبه إلى ربه سائلاً إياه القبول.

والعاصي حاله على النقيض من ذلك في جوانب وعلى ذات المنوال في جوانب أخرى، فهو أيضاً يشمر ساعديه ولكنه يلهث كالسبع منقضاً على فريسته، لا يرقب فيها إلا ولا ذمة، يدنس بدنه وروحه بدمها، بالمال الحرام، بالمسمع الحرام، والمأكل الحرام، والقلب عندئذ صادٌ معرض بعيد عن المولى، مقبل بكليته على معبوده من درهم ودينار وكأس وغانية.

فإلى الصالح نقول: أقبل ولا تدبر، واصل ولا تنقطع، واسأل الله القبول وحسن الختام.

وإلى الطالح نقول: أقصر ولا تواصل، ارجع ولا تتمادى، واسأل الله لك توبة قبل الموت عسى رحمة من الله تنجيك مما أنت هالك فيه.

موسم العيد قد أقبل، وفيه من الطاعة وصلة الرحم ما أجره معلوم، فلا يخرجن المرء منا من هذا الموسم إلا بأجر وثواب وبياض قلب كبياض الثوب.