قصتي مع أكبرمروج مخدرات



في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، اتصل علي أحد الزملاء وقال لي : عندي أحد التائبين .
فأتيت ووجدت الرجل ، فإذا هو في الثلاثين من العمر ، ورأيت عليه علامات الصدق في التوبة .


وتحدثت معه عن التوبة وفضلها وذكرت له بعض القصص , وبعد ذلك فتحت جهاز الكمبيوتر وعرضت عليه بعض الفلاشلت والصور المؤثرة، وإذا بدموعه تسيل على خده.....
وقال لي : أريد التوبة بصدق.


قلت له : لابد من إزالة الماضي والمخدرات الموجودة عندك.
قال: أبشر , ثم تفاجئت باتصاله على أحد المروجين وجرى بينهم هذا الاتصال :
فلان :نعم.
أخبار البضاعة ؟
كل شي ممتاز
التائب :جهز الأغراض ، وجدت من يشتريها .
المروج :بكم؟
التائب :بسعر لا تتخيله.
المروج: البضاعة جاهزة.
التائب: ضعها في ( شنطه ) وسأمرك الآن.

وذهب عني ذلك التائب ، ويتصل علي بعد ساعة وإذا به قد أحضر الشنطة وفيها (120) مائة وعشرون ألف حبة (مخدرات).
قلت له: لابد أن نتلفها الآن.
قال: نعم.
ويذهب هو وصاحبي ويتلفونها كلها ثم حضر عندي ، وصلى معي الفجر ، ثم ذهب معي لكي اذهب به إلى بيته.
ودعته عند باب بيته ، والتفت لي وقال : والله إني أسعد إنسان في هذه اللحظة وأشعر بشيء في قلبي .. من الراحة والطمأنينة .


في هذه القصة فوائد:


• أن الناس فيهم خير مهما كانوا معرضين ، ولكنهم بحاجة إلى من يحرك هذا الخير الذي في نفوسهم ، فقد قال لي هذا المروج التائب : حضرت محاضرة لأحد التائبين الدعاة وكتبت ورقة وفيها هذا الكلام : ( إذا اتصلت علي سننقذ ألف شاب ووضعت رقمي ووضعتها في ثوب الداعية ).

قال صاحبي التائب: ولكن لم يتصل علي أحد ، ولو اتصل علي لأنقذني من هذا الجحيم.


• أن السعادة والطمانينة في العودة إلى الله ، والإنابة إلية ، فقد سألت صاحبي : هل فكرت في الانتحار ؟
قال : نعم , ففي يوم من الأيام دخلت غرفتي وقررت الانتحار ، ووضعت الحبل وعلقته بالمروحة التي في السقف وصعدت على الكرسي ووضعت الحبل على رقبتي ، ولكن تفاجئت بدخول صديقي الذي كان معي في الغرفة ، وحينها نزلت من على الكرسي وتركت الانتحار , قلت : صدق الله ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ).


إنها حياة الهموم والأحزان ، إنه يتعامل بالمخدرات يبيع ويروج ، ويكسب الأموال ، وفي النهاية يفكر بالانتحار....
وهنا أقول لكل من بدأ في تعاطي المخدرات : (توقف) قبل أن تنتحر ، أو يأتيك الموت وأنت تستعمل تلك المخدرات ...

( والموت لايستأذن )

• الصدق في التوبة فلقد رأيت الصدق في قرار ذلك التائب حينما قرر بعزيمة وبدون تردد أن يتخلص من (120)ألف حبة ، لأجل الله .. إن الحبة الواحدة تباع بـ(10) ريال ، أي أن ذلك المروج كان سيبيع تلك الكمية ليكسب (مائة وعشرون مليون ريال) ولكنه اختار ما عند الله من الثواب والنعيم.
• وصدق الله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه....)

وختاماً أقول لكل من يريد نصر هذا الدين:


إن في شبابنا (أبطال وقادة ورجال) ووالله إنهم يحملون الحب لهذا الدين ولكن ركام الذنوب غطى على معالم الإيمان.

فيا من حمل هم هذا الدين ( انزل للميدان وسارع لإنقاذ الشباب ،ولا تقل هذا فاسق وهذا مطرب ، وهذا مروج , بل ابذل كل ما بوسعك لإنقاذهم ، وهدايتهم ، ومايدريك لعل أحدهم يتوب ويخدم الإسلام أكثر منك ).


الشيخ /أبو جهاد سلطان العمري