الحديث عن اللغة
وكيف بدأ البشر باستخدامها
وتطوّرها إلى ان وصلت إلى أقوى مراحلها

هناك نظريات أربع تبحث في نشاة اللغة
نذكرها للتذكرة

الاولى : تقول انَّ اللغة هي إلهام و وحي من الله تعالى للإنسان لقوله : ( وعلَّم آدم الأسماء كلَّها )
والثانية : تقول أنّها تواضع واصطلاح أي انَّ البشر إتفقوا على أسماء الأشياء لقوله تعالى : ( إنْ هي إلاَّ أسماء سمّيتموها )
والثالثة : نظريَّة التقليد والمحاكاة وتقول هذه النظريَّة أنَّ الإنسان يحاكي أصوات الحوادث الطبيعيَّة كأصوات الرياح والرعد
والرابعة : نظريَّة غريزة الكلام وتقوم على انَّ الإنسان مزوّد بغريزة تحمله على التعبير عن كل مدرك حسّي بأصوات خاصة ؛

إختلف العلماء بين هذه النظريَّات وفي النهاية إتفقوا على صحَّتها جميعاً في تصوّر نشاة اللغة .



وأرى أنَّه لو أردنا أن نتصوَّر ونفكر في نشأة اللغة عند الإنسان فمن البديهي أن نتجه إلى نشأة هذا الإنسان
فمنذ ولادته ومثلما تتدرّج مراحل المشي عنده بدايةً بالزحف ثم الحبي ثم المشي
أيضاً اللغة يكتشفها في نفسه منذ ولادته
حينما تضعه أمّه فيصرخ مُخرجاً أوَّل حروف الهجاء (الهمزة) أوَّل الحروف الحلقيَّة القادم من _ الجوف _ مصدر التعبير عن الشعور
وحجَّته في ذلك ( هي شعوره بالألم أو الجوع او الخوف ) فيخرج هذا الحرف فطريَّاً
وبعد إخراجه لحرف الهمزة يطبق شفتيه ليُخرج حرف الميم أو الباء
والميم أقرب لأنَّه أسهل عليه من الباء الذي يحتاج إلى قوَّة أكبر لأنَّه حرف إنفجاري يحتاج إلى حبس الهواء قليلاً ثم دفعه إلى الخارج مصدراً صوت الباء

حرف الميم يخرجه الطفل ليعبِّر عن حاجته للغذاء ( فهو يستخدم شفتيه للرضع من ثدي أمّه لذلك ينطق بحرف الميم )
فالطفل هو الذي أعطى امّه هذا النداء ( أم )
وأيضاً أعطى اباه هذا النداء ( أب)
لأن حرفي الميم والباء شفويَّان
فالهمزة : حجَّة ,
والميم أو الباء : حاجة
وبعض الاطفال يناديها بـ أمَه أو أما أو أمّي او ماما
وكذلك أباه
ولو تلاحظون ان لغة جميع اطفال العالم موحَّده بدايةً باستخدامهم لهذا النداء المتمثل في حرف الهمزة و حرف الميم أو الباء ,

والحديث طويل عن هذا الموضوع ولكن باختصار اللغة هي حجَّة وحاجة وعلى أساس هذه القاعدة نشأت اللغة وتطوَّرت مع نشاة الإنسان تدريجيَّاً

هذا ما أراه
والله أعلم