قال وجدان العلي: عن الكاتب الحزين
هو قلمٌ حزيناً حزيناً، يجد حرارته وحريَّته وانطلاقته الإبداعيَّة في التعبير الوجداني المترع بالألم والوحدة والإحساس بالفقد.

وهذا مايشكله خالد السحيمي في كل نصوصه أللتي اتسمت بالشجن الجميل فهو يجبرك على أن تقف للحزن احتراما لما يمثله لديه والحقيقة أن من يجيد التعبير عن حزنه لابد أن يكون إنسان حساس مرهف يعبر بشفافية عن مشاعره ويقبل بكل ثقة أنه إنسان لايتجرد من إنسانيته بل يعبر عن انه كتله من المشاعر كلما تألمت عبرت عن ألمها بطرق عديدة
وكان لخالد طريقته صاغ لنا بحر من الأحزان عبر حروفه كون معي ولنبداء رحلة الأحزان :
كيف يتألم الإنسان بصمت يشبه الصراخ صراع داخلي بالفقد والوحدة كيف يتخلى الجميع عنه وهم حوله تجد الاجابه في هذه الأبيات:
سألني حزني ليش مغرور
قالوا ساكت وخاطري مكسور
قلت مكسور وسكوتي كسرني
حسيت إني بداخلي مهجور
حتى ظلي تركني و هجرني
ذكرت يوم قالوا صبور
قلت من عرف صبري عذرني
إنكسرت وإنجبرت ومازلت مجبور
ومادري جبرت همي وإلا جبرني
عذرت عني من كان معذور
ومن أبعد أكيد إنه خسرني
وهل تبكي الحروف ؟
نعم إذا كان من كتبها يشبه خالد
*بكت للحروف دموع الأقلام
همي بغير صدري ما يحومـي
وهم غيري بصدري غنى و حام
ياليتني أقدر أصحـى بحلومـي
و أحلم بدون العيـن مـا تنـام
وعن حياتي همومي تصومـي
مثل حظي اللي نساني و صـأم
يقولون إذا أردت إن تعرف الحزن فنظر في عين اليتم
إنا حبيس يتمي
وهنا تختنق الحروف
عشت رهن الاعتقال
في دار أيتام و فصول
عقلي سكن بين العقول
عشتُ في الدنياوحيداً
عشت رهن الإعتقال
قلبه من تراب والتربه تخرج منها الحياة وتربة خالد خصبه يزرع بها بذرة حزن وناكل قراءها اجود ثمار
*قلبي قطعة من تراب
شوقي بردي في الشتاء
خريفي صبرٌ وإبتلاء
ربيعي محطة إنتظار
ينتظر يأتيالقطار
تركب به مشاعري
معها يسافرناظري
تذهب بعيداً ها هناك
تقول صيفي قد أتاك
*ورأس مالي ذكريات وحلم وأمال وطموح
لا صديق ولا رفيق ولا طريق اتبعه
تذكرت هذا البيت عندما أقراء هذه الخاطرة التجرد من كل شي مع وجود كل شيء
كلنا نمر في لحظه بحالة انكار :
إنا ماضي بلا ذكرى
أنا ماضـي بـلا ذكـرى
أنا روايه بـلا عنـوان
أنا دنيـاي مـا تسـوى
إذا حبني وهـو ندمـان
وإذا بهجره قدر يقـوى
أبي يدري قتـل إنسـان
وإذا فيني يبـي يسلـى
أكيد إنه هـو الخسـران
من يريد أن يتقرب من شخص فليذكر الأشياء أللتي يحبها حتى لو كانت ذكرى حزينة عنوان قاسي اختاره خالد لوقع أقدام حروفه
في يوم إعدامي
أقلاِمي أقدامي
و العينُ تبكِينا
في نبضِنا نامي
هجران ماضينا
في عشقِنا السامي
الشوقُ يُشقِينا
مَن يهوى إكرامي
يُكرِم مُحبينا
مِن بينِ أيامي
نذكُر ليالينا
من المؤلم جداً أن تعي حقيقة ماحولك في النهاية يقول مثل الخبرة هي المشط الذي تعطيك إياه الحياة عندما تكون قد فقدت شعرك ...
بعدم الهزيمة نعرف حقيقة الأمور
توني دريت
وتوني دريت شافوا الناس من فوق
وتوني دريت أيامنا فينا سَلن
وتوني دريت الصديق ماهو صدوق
فعل الرفيق بعد موته إندفن
من أروع ماكتب خالد هذا النص الشامخ أبدع في صوغ كل بيت منه
تذوق معي طعم الشعر الفخم
إلا إنا في ساحة الحب مهزوم
غيمه سقتني غيمها اليوم غايم
أقفت و أسقت حلمها ظن و هموم
في ساحة الحب المشاعر غنايم
إلا أنا في ساحة الحب مهزوم
عايش و نهري فيه تايه و عايم
تاهت مشاعر حب ماهو بمقسوم
أسلوب مختلف في صياغة حزنه جعلت حياته أشبه ببستان يانع زرع في كل جنابته زهور فقط لها فماأحسنت العناية بها كلمات بسيطة ومعاني كبيره بستان إحساس خالد
يجب أن تَعي
بأن مياهَهُ هي دموعٌ تراكمت به
إلىأن إفتقدت النقاء
بعد ان تعكرت بخيانة الزمن
و أزهاره هي صورةٌ لمشاعري الحقيقيه
التي دُفنت تحتجذورها
لا تريد أن تظهر في الحياةِ من جديد
بعدما قُتِلت ممن كانت تَتَمايل من أجله
وبعد هذا مااحسسته مع نصوص خالد الحزينة وقرأتها بتصوري وبرأيي أللذي يحتمل الصواب والخطأ
لكنها كانت رحله مع شاعر استمتعت بكل محطة له وقفت عليها وزادت قناعتي بشاعرية رجل الإحساس خالد السحيمي
noona..
المفضلات