أنا الضمير المستتر.....أنا القابع هناك في حجرات القلب المتألم.... أختبئ منك ....أنا لا أحتاج أن تعرفني ....أنا لا أحتاج أن أراك ...فقط دعني أكون من عرائس أفكارك، دعني أقطن خيمة السحاب ....دعني أخرج من هذا الجسد....فقد سجنت فيه و لي روح حرة تأبى الرق....ولا تخافني..... فأنا لا أحتاج أن تعرفني، ولا أحتاج أن تراني ....فقط دعني أحلق في الفضاء ..لعل في داخلي طفلا لم يكبر بعد... يريد أن يستعيد طفولة مسروقة .....فقط دعني أستردها .... ولا أحتاج بعدها أن تعرفني ولا أحتاج أن تراني......لعل في داخلي كهلا يريد أن يصل نهاية الطريق ولسان حاله يقول نعم عشت هذه الرحلة بكل ما فيها ...دعني أبكي وأنت تسمعني... أنا لا أحتاج أن أراك ....فقط دعني أفيض ألما...دعني أتنفس ....هناك كبت كبير .....كبير يرزح على صدري، ولو لا نفحات ربانية رحمانية تكتنفي وتعتمر قلبي لما صمدت قدماي وما رأيتني أسير على الدرب.....وما استطعت أن أخفي المارد الذي يأبى أن يسجن في القمقم ... كأني أخاف خروجه.....أخاف أن يلبي كل مطالبي...وكيف سأعيش بعدها؟! وقد كرست حياتي أقمعه، حتى ما عدت أعرف غاية غير هذه الغاية، ولا هدفا غير هذا الهدف، وأتساءل دوما مما أنا مشغولة الفكر؟ ممن أنا خائفة؟....أنا لا أحتاج أن تجاوبني...أنا لا أحتاج أن تعرفني.. فقط دع روحك تنساب عبر الأثير...ودعني أرتشف رحيقها.... دعها تنساب في عروقي.. لعل الطفل الذي بداخلي يسعد بأنسامها وتطيب روحه فيهدأ، ولعل الكهل الواقف ببابي يلتحق بقطار رحلة أخرى إلى عالم أخر وهو راضي مرضي......أنا لا أحتاج أن تعرفني أنا لا أحتاج أن أراك....فأنا أعرفك و أنا أراك.... فقط دع نفسك تراني..لأنك أنت أنا وأنا أنت.....أيها الضمير المستتر.