قبل أكثر من عامين ومع انطلاق انتفاضة الأقصى فُجع العالم بأسره بما شاهده على شاشات التلفزة العالمية من حادثة اغتيال الطفل محمد الدرة (13 عاما) وهو يحاول أن يحتمي خلف والده من رصاص الاحتلال في مفرق الشهداء "نتساريم" جنوب مدينة غزة، والذي كان يشهد مواجهات بين الشبان الفلسطينيين قوات الاحتلال.
............................
وبعد الأحزان التي عمت مخيم البريج وسط قطاع غزة ومسقط رأس "الشهيد محمد الدرة" غمرت الليلة الماضية السعادة هذا المخيم الصغير والقطاع بعد أن رزقت والدة الطفل الدرة بمولدها الجديد والذي أسمته "محمد" تخليدا لطفلها الذي قضى برصاص الاحتلال على مرأى ومسمع العالم اجمع.
.......................
ويقول إياد الدرة (16 عاما) الشقيق الأكبر لمحمد "إن دموع الحزن والفرح اختلطت في عيون والدته وهي تضع مولدها "محمد الصغير" الذي يشبه في ملامحه شقيقه الشهيد".
......................
ويأتي وضع والدة الشهيد الدرة لمولوها الجديد ليذكر العالم بمشهد اغتيال شقيقه محمد في 30 أيلول (سبتمبر) 2نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أي بعد يومين من لاندلاع انتفاضة الأقصى، وليظهر مدى الإجرام الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني لا سيما ضد الأطفال الذين يمثلون ثلث شهداء الانتفاضة الذين يزيد عددهم عن 2نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي شهيدا.

وأضاف إياد أن إنجاب والدتي لمحمد الصغير هو رسالة لشارون تقول له انه مهما قتلت من الأطفال فإن الله يعوضنا ليظل اسم "محمد الدرة" حي يرزق ولعنة تطارد قادة الدولة العبرية"، مشيرا إلى انهم تلقوا تهاني من كافة أنحاء العالم وان بيتهم ومنذ الإعلان عن نبا إنجاب المولود محمد لم يفرغ من المهنئين.
.................
كما يظهر هذا المشهد تخليد الفلسطينيون لشهدائهم وذلك بمنح مواليدهم نفس الأسماء وإصرارهم على إنجاب الأطفال كي يعوضوا هذا الكم الكبير من الشهداء الذين سقطوا على مدار السنوات الماضية منذ اندلاع لانتفاضة الكبرى (1987 - 1994) رغم صعوبة الوضع الاقتصادي ليثبتوا للدولة العبرية أن الأرحام التي أنجبت هؤلاء الشهداء لن تعجز على أن تنجب غيرهم في الوقت الذي تخشى فيه الدولة العبرية من تقليص عدد اليهود في العالم وأن يحقق الفلسطينيون توازنا ديمغرافيا في السنوات القادمة.