حلقة اليوم الجمعه 17/2/1432
الشيخ سعد الخثلان سلمه الله
المقدم الأستاذ محمد المقرن حفظه الله





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


بسم الله الرحمن الرحيم ..



باسمكم جميعا أرحب بضيف هذه الحلقة الشيخ الدكتور سعد بن تركي الخثلان




أستاذ مشارك بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض




المقدم .. حياكم الله شيخ سعد




الشيخ .. حياكم الله وحيا الله الإخوة المشاهدين




أسعد بتواصلكم من خلال الأرقام التي تظهر على الشاشة من داخل وخارج السعودية, اذكر بإمكان الأخوة التواصل معنا من خلال منتدى الجواب الكافي والذي يعرض الحلقات بعد نهايتها




صوتاً وصورة وكتابة , أشكر الشيخ سعد أنا اعرف أصعب حلقه أن تأتي بضيف عنده خطبة جمعة




فشكرا لكم شيخ سعد ..



أبدأ بالأسئلة من منتدى الجواب الكافي ..
الأخت لجين .. سألت عن حكم الصلاة بالفروة النسائية ربما تقصد فيها تشبه بالبشت الرجالي ؟
الشيخ سعد :
أما بعد .. أسال الله تعالي أن ينفع بهذا اللقاء ويبارك فيه ..الصلاة بالفروة النسائية لأبأس بها وما ذكر من التشبه بالرجال هذا غير صحيح , لأن ضابط التشبه بالرجال أن تلبس المرأة لباساً يختص بالرجال أما إذا كان هذا اللباس مخصص للنساء ولا يلبسه إلا النساء ويسمى فروة نسائيه هذا حين إذن لا يكون فيه تشبهاً بالرجال وهذا يقودنا إلى مسألة وهي معرفة ضابط التشبه عموماً التشبه بالكفار, التشبه بالنساء , تشبه النساء بالرجال, تشبه الرجال بالنساء فنقول الضابط في ذلك هو أن يُفعل ما يختص بالمتشبه به يعني يكون أمراً خاصا بالمتشبه بهو فمثلا التشبه بالكفار إذا كان الأمر مشتركا بين المسلمين والكفار , لا يعد تشبها إنما التشبه بالكفار يعد تشبها إذا فعل الإنسان ما هو مختص بالكفار هكذا أيضا تشبه النساء بالرجال إذا فعلت المرأة أو لبست ما هو مختص بالرجال ولا يلبسه إلا الرجال تشبه الرجال بالنساء إذا لبس الرجال ما يختص بالنساء ولا يلبسه إلا النساء , أما إذا كان هذا اللباس معروفا أنه للنساء أو أن هذا اللباس معروفٌ أنه للرجال فحين إذن لا يعد هذا من قبيل التشبه والفروة النسائية فروه لايلبسها إلا النساء ومصمم بطريقة معينه بحيث لا يلبسها إلا النساء ولذلك فإن لبسها لا بأس به وكذلك الصلاة فيها لا بأس بها ولا يعد ذلك من قبيل التشبه .
هنا سؤال لأحدى الأخوات .. تقول لدي ذهب اشتريته للبسه ولكن أنني منذ فتره بيعه لشراء ارض ولأعلم متى بالضبط أقوم ببيعه علماً بأنني ألبسه الآن ولازلت ألبسه حتى البيع فهل علي زكاة علما ً بأن قيمته عند شراءه تقريباً 30 ألف والآن تعادل ال65 ألف ؟
الشيخ سعد :
اذاكانت النية في الأساس أنها تلبسه وانه معد للبس عندما تحتاج إلى لبسه فإن هذا لا زكاة فيه في قول أكثر أهل العلم كما هو المذهب عند المالكية والشافعية والحنابلة وهو المأثور عن عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الإمام أحمد ( خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا يرون وجوب الزكاة في الحلي يعني المعد للاستعمال وإنما يرون أن زكاته عاريته وذلك أن قاعدة الشريعة أن ما كان معداً للاستعمال والقينه فلا زكاة فيه . لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الحديث المتفق فيه : ( ليس على المسلم في عبده ولا فرسه صدقه ) لكن هي ذكرت أنها طرأت نية البيع إذا كانت نية البيع الآن هي النية الأساس ومضى على هذه النية سنه فحين إذن تحول هذا الحلي من كونه معد للاستعمال إلى كونه مقصودا به البيع مقصودا به التجارة وحين إذن تجب فيه الزكاة إذا مضى على تلك النية سنة كاملة , أما إذا كانت مترددة وهي قد ذكرت أيضا أنها لما نوته نوته للبيع تلبسه أيضا , إذا كانت النية ليست جازمة وإنما مترددة فلا زكاة فيه , إذا جزمت بنية البيع ومضى على تلك النية سنة كاملة فحين إذن نقول تجب فيه الزكاة .
المقدم : امتداد الحول يعني أحيانا بعض الناس يكون معه مبلغ لنفرض أن معه مبلغ مر عليه لنفرض مئة ألف ريال وقرب الحول بقي عليه شهر مثلا اشترى به أرض يستمر الحول الآن ولا ينقطع لأنه اشتراه .
الشيخ سعد : هذا فيه تفصيل إذا كان قد اشترى هذه الأرض للتجارة فيستمر الحول لأن عروض التجارة لا ينقطع بها الحول . المقدم : إذن يزكي بعد الحول . الشيخ سعد : يزكي بعد شهر في المثال الذي ذكرت , أما لو اشترى الأرض لبناء مسكن وليس للتجارة فهنا ينقطع الحول بشرط أن لا يكون قد فعل ذلك فراراً من الزكاة .



المقدم :سؤال من إحدى الأخوات من منتدى الجواب بالكافي .



أعمل معلمه نصل إلى المدرسة بعد الوقت المحدد لتوقيع الحضور الساعة 7,25 تصل المديرة بعدنا بوقت متأخر تقول لنا اكتبوا الوصول الساعة 7وهذا دائما ألاحظ أسئلة كثيرة تصل لأنها ربما لاتصل إلا 7,30 وتقفل التوقيع بوقت الساعة 7,15ما حكم عملها وهل علينا شيء نحن المعلمات ؟




المقدم : هذا شئ لاحظته في بعض الدوائر أحيانا يوقعون قبل يعني يوصل 7,30 يوقع 7,00 لأنه معروف بعد 7,00 سيحسم عليه ؟ هل هذا الفعل يجوز من فعل ذلك مرغم أحيانا يقول ماذا أفعل الناس اللي بعدك يطلبونك توقع 7,00؟وش عليه الان ؟



الشيخ سعد : نعم .. ينبغي للمسلم أن يتحلى بالصدق والوضوح والبعد عن الكذب والتزوير والتلبيس فهذه ليست من أخلاق المسلم فكون المعلم أو المعلمة يأتي في وقتٍ ويكتب الحضور في وقتٍ أخر هذا أمر لا يجوز حتى لو أذن له مديره في العمل , المدير هنا قد أخطاء فلا ينبغي كذلك للمعلم أن يخطئ وما ذكرت الأخت من أن المديرة هي التي تأمرهم بهذا فهذا لايجوز وتأثم به هذه المديرة , وإنما ينبغي أن يعّود جميع من في المدرسة على الانضباط , الحقيقة يعني مسألة الانضباط مما نفتقدها كثيراً لدى كثيرا من المسلمين للأسف مع أن ديننا الإسلامي يحثنا على الالتزام بالموعد وعلى الانضباط وعلى الصدق وعلى البيان والوضوح لكن مع الأسف نجد ممارسات خاطئة من هذا القبيل ولذلك نحن نقول أن هذا العمل لايجوز وأنه محرم لأنه كذب ولأنه يتقاضى عليه مبلغا ماليا وهو لايستحقه ونقول أنه ينبغي مناصحة المديرة لأن هذا العمل لا يجوز والمعلمة لا يجوز لها أن تكتب وقتاً غير الوقت الذي أتت فيه بالفعل , وكون المديرة تأمرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنما الطاعة في المعروف ) فإنها لاتطيع المديرة في هذا بل بالعكس هذه المعلمة التي تكتب الوقت الذي حضرته بالفعل هذه ستجد أنها محل احترام ومحل ثقة ويعرف الجميع جميع من في المدرسة مصداقيتها وأنها إنما فعلت ذلك خوفاً من الله عزوجل وينبغي أن تكون هذه أيضاً قدوة لغيرها فإنها إذا فعلت ذلك وأصرت عليه فلاشك أن هذا سيكون له أثر على بقية المعلمات بل حتى على مديرة المدرسة .




المقدم :سؤال أبا الحسن من الجزائر قال إذا تضارب في حديث نهي وإثبات كيف يكون الأمر؟
الشيخ سعد : أولاً المرجع في ذلك إلى الرواية فينظر إلى صحة الرواية فإذا كانت الرواية الأصح والأرجح هي الإثبات نعمل بها إذا كانت الرواية الأصح هي النفي نعمل بها , ولا يمكن أن يتعارض حديثان صحيحان لا يمكن في واقع الأمر إنما يكون ذلك في نظر المجتهد لكن إذا تعارض في نظر المجتهد حديثان يرى أنهما صحيحان فحين إذن يعمل بالأقرب من جهة الصحة والأرجح من جهة الصحة ,وعند بعض أهل العلم قاعدة أن المثبت مقدم على النافي لكن هذه قاعدة في غير مجال الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم أما في مجال الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنه لابد أن يكون أحد الحديثين إما أرجح من جهة الرواية أو السند أو أقرب لكلام النبي صلى الله عليه وسلم أو أقرب للأصول والقواعد الشرعية وحين إذن يعمل بإحدى وسائل الترجيح التي ذكرها أهل العلم في هذا الباب .
المقدم : سؤال أخر للسائل هل ذكر الألباني الموعظة عند القبر ؟
الموعظة عند القبر وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لكن بصفة عارضة كما في حديث علي رضي الله عنه فإذا كانت تلك بصفة عارضه فلا بأس كأن يجد الإنسان أناس يضحكون عند القبر أو يتحدثون في أمور الدنيا عند القبر أو نحو ذلك , فيعضهم ويذكرهم لأبأس بذلك , لكن أن تتخذ سنة دائمة فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يرد عن الصحابة رضي الله عنهم , معلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم شهد الدفن عدة مرات ولم ينقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه كان بعض الناس ويذكرهم عند دفن القبر إنما نقل عنه مره واحدة فقط وفعل النبي صلى الله عليه وسلم سنه وتركه سنه وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم ,
المقدم : لعل هذا يقود إلى سؤال ياشيخ سعد ما يفعله البعض اجتهاداً وحبا ولا نشك في ذلك أحياناً تجد في بعض المقابر يقف أحدهم يقول فرصه الناس موجودين ومجتمعين عند القبر موقف مؤثر فيجلس بعض هاذي حاله بعض الناس ويدعوهم للاستذكار الموقف مؤلم , والموقف الأخر أحيانا ً أنه قد يكون المتوفى عليه بعض الملاحظات فيبدأ الإنسان كأنه يذكر اتقوا الله لاتكونوا مثل هذا الرجل في هذه الحالة .
الشيخ سعد : أما بالنسبة للشق الأول فهذا إذا كان بصفة عارضه فلا بأس , أما أن يكون منهجاً يسير عليه المسلم فهذا يحتاج إلى دليل وخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكون الإنسان يستحسن مثل هذا وأن الناس متأثرين وأريد أن استغل الموقف نقول هذا ليس الحقيقة مبرراً لأن البدع في أساسها قائمة على الاستحسان وإنما العبرة بالدليل من الكتاب والسنة فإذن نقول إنه ذا حصلت الموعظة بصفة عارضة فلا بأس, أما أن يكون منهجاً فهذا غير مشروع وأما ما ذكرتم من أن بعض الناس يقول لاتكونوا مثل حال هذا الرجل و ربما يكون هذا الإنسان المتوفى خير منك فلماذا تزكي نفسك وتقلل من شأن الآخرين وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم : ( قال رجل والله لا يغفر الله لفلان قال الله من ذا الذي يتألى علي ألا أغفر لفلان لقد غفرت له وأحبطت عملك ) فالإنسان يعني لا ينظر للآخرين بروح الاستعلاء أنه هو أفضل وان غيره مقصر هذا نظر غير صحيح وكان أحد السلف يقول إذا رأيت الناس أقول كل الناس خيرُ مني , وقال البخاري في صحيحة قال ابن أبي مليكه أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه فالمسلم يكون بين الخوف والرجاء ولا يزكي نفسه ويتعامل مع الآخرين بروح الاستعلاء وأنه هو خيرٌ منهم وإنما هو بين الخوف والرجاء ربما يكون هذا الإنسان الذي تظهر عليه بعض مظاهر التقصير ربما يكون هو خير منك فلماذا تزكي نفسك وتحتقر هذا الإنسان , نعم إذا وعظ الناس وقال إننا ينبغي نعتبر وأن هذا الموت سيأتي كل واحدٍ منا وأنه لا يفرق بين صغير وكبير وبين ذكر وأنثى وبين صحيح ومريض هذا طيب لكن أن يتكلم بهذه الروح روح تزكية النفس والتقليل بشأن الآخرين لاشك بأن هذا منهج غير سديد .

يتبع