حلقة يوم الأحد 24/3/1432هـ
المقدم : الشيخ محمد المقرن
الضيف : الشيخ عبدالله بن ناصر السُلْمي
المقدم :بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشاهدينا الكرام مرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الجواب الكافي والذي يأتيكم من قناة المجد الفضائية باسمكم جميعاً أرحب بضيف هذه الحلقة الشيخ الدكتور عبدالله بن ناصر السُلْمي الأستاذ المشارك بالمعهد العالي لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض حياك الله شيخ عبدالله .
الشيخ : حياك الله شيخ محمد وحيا الله الأخوة والأخوات .
المقدم : خلينا أصحح أنا دائماً أقول السُلْمي هل هي السُلْمي ؟
الشيخ : إيه نعم السُلْمي وليس السُلَمي .
المقدم : طيب أرحب بكم وبأسئلتكم ومداخلاتكم من خلال الأرقام التي ظهرت الآن أمامكم على الشاشة أسعد بتواصلكم من خلال منتدى الجواب الكافي في بداية الحلقة أعرض أسئلة وصلت لمنتدى الجواب الكافي التي أخرتها إلى هذا الأسبوع لم نستطع في حلقة الجمعة .
الأخت هنا تقول هل يجوز أخذ شعر الوجه من مناطق مثل فوق الفم بين الحاجبين وجوانب الوجه ؟
الشيخ : في حق المرأة ؟
المقدم : إيه نعم .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً من المعلوم أن هذه المسألة لم تكن من المسائل الحادثة بل جاءت عن الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين وغيرهم من أهل العلم ولذا اختلف الأئمة رحمهم الله تعالى على ثلاثة أقوال أو على قولين فذهب جمهور إلى أنه لا بأس للمرأة أن تأخذ من شعر وجهها إذا لم يكن من الحاجبين لأنه إذا كان ذلك لطلب الزينة للرجل وهذا هو مذهب الحنابلة إلا أنهم كرهوا ذلك ولم يُحرموه وليس هو من النمص لأن النمص إنما جاء في الشعر الذي هو فوق العينين وأما في الوجه فلا حرج في ذلك وهذا الذي يظهر والله تبارك وتعالى أعلم ومما يدل على ذلك ما رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة بسند جيد عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة سألتها قالت يا أم المؤمنين: هل لي أن أُميط شعر جبيني. قالت عائشة : أميطي عنك الأذى ما شئتِ. دل ذلك على أنه لا بأس للمرأة أن تزيل الشعر الذي في وجهها والأصل في هذا أنه إذا لم يرد دليل في حق التجمل للمرأة ولم يكن تغييراً لخلق الله فالأصل أنه جائز لقول الله تعالى : -(أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ)- [الزخرف/18 [ ولهذا جاز للمرأة أن تتزين بأشياء مُنع منها الرجل وجاز للمرأة فدل ذلك على أن الزينة للمرأة الأصل فيه الجواز إلا أن يرد بخصوصه دليل وما عدا ذلك فالأصل فيه أنه جائز لأن المرأة إنما جُعلت لأن تتجمل لأجل أن هذا هو الأصل فيها والله أعلم .
المقدم : الأخت أم عاصم هنا تقول هل يجوز للمعيون والمسحور التبخر واستخدام اللبان المُر هل هناك محذور شرعي من استخدامه ورش المنزل أو المكان بالملح والماء هل هذا جائز ؟
الشيخ : هذه المسائل ينبغي أن تُعرف أنها من باب التجارب وباب العلاج من باب التجارب ولا حرج في ذلك لكن ينبغي أن يُنظر لأنه ربما يتأثر المريض بأكثر من ذلك فإذا كان الإنسان يتدخن بالدخون مثل ذلك فلا حرج شريطة ألا يجعله سبباً لطرد الجن لأن مثل هذه الأشياء لا بد فيها من معرفة فإذا أراد أن يُبخرها من باب أنها ربما تكون معُونة على مثل هذه الأشياء فلا حرج لكن لا ينبغي له أن يعتقد فيها اعتقاد وإن كُنت أرى أن مثل هذه الأشياء لا ينبغي خوفاً من اعتقاد الناس في مثل ذلك خاصة أن المسحور والمعيون والمصاب بالمس ربما يضعُف توكله واعتصامه على الله سبحانه وتعالى فمثل هذه الأشياء لا ينبغي أن لا تُفعل والله أعلم .
المقدم : هنا سؤال أيضاً رجل يقول رجل دوامه عبارة عن استلامات في أحد استلاماته طلب من صاحبه في العمل أن يتوكل عنه في استلامه فقام المتوكل وطلب منه نقود فأعطاه فما الحكم ؟
الشيخ : إذا كان هذا العمل من باب ما يُتسامح فيه كما إذا كان مدير النظام أو مدير العمل يسمح بأن يُوكل بعضهم على بعض فإذا كان النظام يسمح هذا أمر معروف في الدوائر الحكومية إذا كان النظام يسمح كما فيما يُسمى بالبندقية و المجاهدين إذا كان ذلك مما يُتسامح فيه فلا حرج حين إذن إذا كان النظام يسمح أن يبذل بعضهم لبعض مالاً وهذه قاعدة معروفة لأنه ما ترتب على المأذون فلا حرج عليه ولا بأس فإذا كان النظام يسمح بذلك فلا حرج أن يأخذ الإنسان من أخيه مثل هذا وإن كان مثل هذه الأشياء لا ينبغي أن تكون هي السائر التي يسير عليها المجتمع لأنه يذهب عن الناس المعروف ويذهب عنهم الخير ولهذا قال ( لا يذهبُ الله بين العرف والناس ) ولهذا ينبغي للناس أن يتسامحوا في مثل ذلك ولا تكون هذه المادية هي الطاغية على تعاملاتهم نسأل الله أن يصلح الحال والمال .
المقدم : الأخت هنا مشاعل تقول بأن عليّ كفارة يمين صمتُ يوم ثم في الثاني أتاني العذر الشرعي بقي علي ّ يومان هل أُعيد صيام اليوم الأول أو أُكمل فقط اليومان وهل كفارة اليمين الصيام فيها يجب أن يكون فيها الصيام متتابعاً ؟
الشيخ : نعم ، أولاً لا ينبغي ولا يجوز لمن كان عليه حنثٌ في يمينه أن يشرع في الصوم إلا إذا عجز عن هذه الأشياء الثلاثة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى وهي قوله تعالى: -( إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ )- [المائدة/89] والعامة ربما يقولون إذا أراد أن( يحنث) أو( حنث ) قالوا كفر صُم ثلاثة أيام وهذا خطأ فإنه لو صام ثلاثة أيام ثم ثلاثة أيام لا ينفعه إلا إذا كان عاجزاً عن إطعام عشرة مساكين وهي بمقدار في الريال السعودي تقديري تقريباً بمقدار ستين إلى مئة ريال فإذا كان عنده مقدار ستين أو مئة ريال وهو واجد لها فإنه يجب عليه أن يُطعم عشرة لا بد من تخصيص العشرة ولو أطعم واحداً مقدار العشرة لما أجزأ ذلك حتى يُطعم العشرة فإن عجز عن ذلك فلا حرج أن يشرع في الصوم ولا يلزم التتابع و أما ما جاء في قراءة ( فصيام ثلاثة أيام متتابعات ) فهذه قراءةُ أُبي بن كعب ولكنها ليست من القراءات العشرة لكن يُستحب للإنسان ولكنه لا يجب والله أعلم .
المقدم : أنت قُلت دكتور عبدالله أنه إذا كان شخصاً واحداً .
الشيخ : نعم .
المقدم : إذا الشخص الواحد أطعمه عشرة أيام ؟
الشيخ : إذا الشخص الواحد أطعمه عشرة أيام ،لا بد أن يُطعم عشرة أشخاص. المقدم : حتى لو قلنا أن الواحد أطعمه عشرة أيام ؟
الشيخ : حتى لو أطعم لا، لا بد أن يكون عشرة ، ليه لأن العلماء يقولون لأن الإطعام مقصود ولأن العشرة مقصودين وليس المقصود هو كفارة لو كان المقصود الكفارة لقال يلزمه أن يُطعم كذا يُخرج كذا فلو أخرج مقدار نصف صاع أو صاعين أو ثلاثة إذا كان المقدار هو فلا حرج أن يُعطيها واحد أما حينما خُصص العدد فكان العدد مقصوداً في لسان الشارع وهذا هو رواية عند الإمام أحمد اختارها جمع من المحققين كشيخنا عبد العزيز بن باز وغيره والله أعلم .
المقدم : الأخت أم إلياس تقول تُوفي أخي المريض ( رحمه الله ) وهو متخلف عقلياً عمره سبع عشر سنة بسبب سقوطه من نافذة المنزل في الدور الأول والنافذة ليس عليها شُباك للحماية فهل على والدي ذنب أو كفارة مع العلم بأنه سبق له أن سقط منها وطلبنا من أبي وضع شُباك للنافذة ووالدتي تلوم نفسها وتحمل نفسها الذنب مع أنها لم تقصر معه طوال حياته فهل من نصيحة تُوجهها لهم ؟
الشيخ : أولاً إذا كان الإنسان قد وضع شيئاً معتاداً على أنه هذا هو العادة في الناس فلا يأثم ولا يتحمل أي ضرر ومن العادة أن بعض النوافذ لا يكون عليها شباك والذين يضعون الشباك في الغالب إنما يخشون من السُراق والذين يسطون على بيوتهم ، وأما إذا لم يضع ومات شخص من ذلك فلا يتحمل الإنسان وزر غيره ، خاصة أن الذي سقط عمره سبعة عشر سنة وهذا يدل على أنه مكلف عاقل رشيد .
المقدم : متخلف .
الشيخ : متخلف نعم حتى لو كان متخلفاً لكن ينبغي أن يُحتاط في ذلك لكن لا يأثم الأب في ذلك لأنه لم يكن متسبباً تسبباً مباشراً والقاعدة في ذلك أن التسبب إذا لم يكن مباشر فلا يتحمل الإنسان أي شيء والله أعلم .
المقدم : هنا إحدى الأخوات هناك لعبة متداولة بين الناس هي لعبة المارد ، مرت عليك شيخ عبد الله .
الشيخ : لا والله .
المقدم : طيب عبارة عن مارد يطلب من اللاعب وضع شخصية في باله ثم يطرح عليه المارد مجموعة كبيرة من الأسئلة ويقوم بالإجابة عليها ومن خلالها يتعرف على الشخصية فقد يخطأ ولكن قد يُصيب ؟ هذه أنا رأيتها يعني تسأله أسئلة عبارة عن برنامج معين يسألك الشخص إلي في بالك من هو ؟ فتقول مثلاً لنفرض يسألك شخصية شرعية دينية لاعب تقول لا عب ، شيخ مثلاً يسألك بعدين في أي جامعة ؟ تقول جامعة الإمام تقوله يشارك في برنامج الجواب الكافي وصلنا يعرفك لأني أنا جربتها فعلاً هي غريبة تسأله مثلاً تقوله شخصية تقول مقدم برامج ياصل ياصل معك أحياناً يحصر الأسئلة فيقولك مثلاً محمد .
الشيخ : على كل حال مثل هذه الأشياء ليست من الكهانة وليست من العرافين لأن هذا نظام برنامج إلكتروني أو برنامج معرفي وهذا يتحصل عليه الإنسان بما يسمى بمسألة الإحصاء ، مسألة الإحصاء مسألة رياضية دقيقة جداً جداً ، يُتعرف الإنسان عليها ولهذا صارت مسألة الرياضيات المعادلات والمتراجحات يعرف الإنسان الشيء المجهول بأنظمة وقواعد ونظريات لا حرج في ذلك لأن ذلك ليس من باب الكهانة ولا من باب العرافة والله أعلم ولا بد أن يكون في المسألة لغز مثل اللعبة التي يعرفها الصبيان وغيرهم الذي يقول اختر رقم ثم ضع نصفه في البحر .
المقدم : إيه نعم .
الشيخ : فهذه لعبة مسألة حسابيه رياضية لا حرج في ذلك والله أعلم .
المقدم : طيب أبو طارق هنا يسأل يقول المبالغ التي تؤخذ في بعض الجهات إلزامية مثال هذا صندوق الطالب يخصم من مكافأتك عشرة ريال بعض الجهات تخصم بدون الرجوع لك مثل صناديق الاجتماعية يسالون عن حل ذلك جوازه بالنسبة للأخذ بدون موافقة ؟
الشيخ : سؤال هذا جيد وهذا لعله يكون أنا أتمنى من الأخوة الذين يهتمون بمثل هذا أن يسألوا عن النظام إذا كان النظام إنما سُمي صندوق الطالب مقصود به الإعانة على الطلاب فحين إذن فلا حرج في ذلك لكن الذي أخشى منه أن يكون هذا النظام إنما وضع خصماً للطالب لأن يعود إليه إما حالاًّ وإما مآلاً ، أما أن يُنتفع به في جهات أخرى لا نَفع لها للطلاب ولا للطالبات فهذا أرى أن هذا من أخذ مال بيت المال بغير حق وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من وليناه على أمر فليجيء بقليله وكثيرة فما أعطي منه أخذ وما نُهي عنه ترك ) وهذه مسألة ينبغي أن يُحتاط فيها فإن بعض الناس ربما يتصرف في هذا المال في أموره وإدارته ومكتبه فيجعل للمراجعين ويجعل للذين يأتون إلى مكتبه نصيباً من هذا المال وهذا لا يسوغ ولا يجوز لأن هذا صندوق للطالب إنما وضعه النظام من ولي أمر المسلمين لحماية ومعاونة وإعانة الطلاب فإذا صُرف في غير وجه لغير الطلاب أرى أن هذا ينبغي إذا لم يكن نظام يحميه وإلا فإنه ينبغي أن يُعاد النظر فيها لأن هذا ربما يكون أكل من بيت المال ولا يسوغ .
المقدم : طيب سأرجع إلى هذا الموضوع ولكن بعد أخذ الاتصالات .
اتصال من أحمد من ليبيا : نحن في ليبيا نمر بأزمة فتنة بالله شو المطلوب منا نلزم البيت لأن بعض المشائخ الذين يخرجون في الفضائيات يقول أخرجوا وهل هذا في دين الله الخروج على الحاكم مهما كان قصدي إذا كان ظالم أو غير ذلك فهل يجوز الخروج عليه وهل من مات شهداء وهل يُصلى عليهم أم لا ونطلب دعاء الشيخ لينا .
المقدم : أحمد أنت الآن متصل مهم جداً بالنسبة لنا أنا قلتها في الحلقات يا ليت أحد يتصل من ليبيا أنت الآن مُتصل من ليبيا من أي مدينة ولا لا نحرجك لا تقول المدينة الآن وش الوضع في ليبيا .
المتصل : والله الوضع في المدينة مستقر فيه صوت رصاص بس يعني إللي صار بعض المشائخ سامحهم الله يقال اخرج وهل في دين الله الخروج على الحاكم مهما كان ، قصدي إن كان ظالم أو هذا.
المقدم : وأنت الآن في ليبيا ترى أن الوضع كان مستقراً ويُحكم بالشريعة والناس آمنة في دينها ؟
المتصل : والله يا شيخ كنا مستقرين والحمد لله .
المقدم : طيب .
المتصل : كنا نذهب للصلاة ونعود لبيوتنا ونحن مطمئنين و نشتغل ونحن مطمئنين الأمور كانت مستقرة والحمد لله كنا في أمن .
السؤال الثاني : شو يلزمنا إحنا في الأمر ذا ؟ وإلي ماتوا من الجيش أو غيرهم كلهم مسلمين كلهم يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فما الحكم هل يصلى عليهم أو لا ؟
عندي سؤال يا شيخ .
المقدم : تفضل .
المتصل : الدعاء لينا يا شيخ
المقدم : أنا أتوقع أنه لم يمر حدث على المنطقة العربية الإسلامية مثل أحداث ليبيا الجميع معكم يدعون لكم ليس هنا في البرنامج لاحظنا الدول العربية العواصم العربية كلها خرجت تدعوا للإخوان في ليبيا أن يُفرج عنهم أمام هذا القصف المستمر بالطائرات ولعله لم يحدث في العالم أظنه هكذا أنه لم يحدث في العالم أن يستعدي رئيس بجيش مرتزق على أبناء شعبه ممكن يكون خلاف كل الدول فيها خلاف بين الرئيس وشعبه ، مثل ما حصل في بعض الدول ، لكن يتحول الرئيس ويأتي بمرتزقة ليقتلوا أبناء شعبه هذه لم تحصل أبداً إلا في ليبيا ونسأل الله أن يُفرج عنهم .
أنا بستأذنك شيخ عبدالله بأبدأ بسؤال ليبيا سؤال ليبيا مهم لأن أعتقد المشاهد الذي سمع الكلام يريد إجابة سريعة كلام الأخ أحمد الآن ، هو كان فيه حلقات قدمت في المجد ، كلام الأخ أحمد نحترمه ونقدره ويقول كنا آمنين أمام ما يجري والناس الآن خرجت والمدن في الأحداث تقول لم يبق مع النظام إلا جزء من طرابلس العالم كله أصبح ضده أصلاً التوجيه في ذلك ؟
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم هذه المسألة أيها الأخوة حقيقة سوف أتحدث بما أدين الله سبحانه وتعالى فيه في مثل هذه المسائل خاصة أن الأوضاع العالمية والاتفاقات الدولية تختلف عما كانت عليه في كتب الفقه وبالتالي فلا ينبغي لطلاب العلم أن يتعجلوا في الفتوى أو في التصدر في مثل هذه الأقوال بحيث ربما يقرؤون كتب عند المتقدمين فيطبقونها على واقع المتأخرين في حين أن الفرق شاسع والبون واسع ولا ينبغي التعجل في ذلك فإذا كان أنا أتعجب شيخ محمد فإذا كان العالم يتنادى بمؤتمرات لأجل قضايا طبية أو لأجل قضايا اقتصادية أو لأجل علاقات بين الإنسان وبين ربه وهي ما يُسمى بالعبادات الخاصة فإذا كان الإنسان يتنادون فلماذا لا يتنادى طلاب العلم والعلماء وكبار أهل العلم لبحث مثل هذه القضايا بعيداً عن تعاطف الجماهير وبعيداً عن تعاطف المسئولين لأن مثل هذه القضايا قضايا حساسة لا يمكن أن تُحل بفتوى واحدة ولا ينبغي التعجل فيها فقضايا الأمة ينبغي أن يهتم بها أهل العلم وأن يهتم بها أهل الشأن فكان أبو العباس ابن تيمية رحمة الله في زمانه ذكر اجتهادات جميلة مبنية على الكتاب والسنة ربما لم يتحدث عنها أهل العلم ولم يعطي حكماً مستقلا كما يرى أهل العلم في مثل زماننا فالذي يحكم بالشريعة أو يحكم الناس بدين الله أو يتبنى منهج الكتاب والسنة ليس هو مثل من لا يعتمد الكتاب والسنة البتة والأمر الآخر أن مثل هذه القضايا لا ينبغي التعجل في الفتوى ربما يكون لي رأي آخذه لنفسي لا آمر العامة بمثل ذلك ولقد أجاد أبو العباس ابن تيمية رحمة الله حينما قال والواجب ما نصه والواجب أمر العامة بالأمور المجملة لأن التفصيل ربما يضر العامة ويضر الخاصة ولهذا يقول الإمام الشاطبي ليس كل ما يعلم يقال لأن معلومية كل ما يقال يُحدث بلبلة وفتنة وهذا مثله فلا يسوغ لنا أن أقرأ كتاباً عند المتقدمين في مسألة من مسائلهم التي حدثت في الإمامة وأطبقها على واقع ربما يختلف تماماً وتماماً فمثل المظاهرات إلي تُسمى مظاهرات إذا كان ولي أمر المسلمين قد منعها فهذا يسوغ أن تُمنع لأن هذه لم يكن فيها دليل نصي إنما هي من باب المصالح والمفاسد ولكن إذا كان بلد يسمح النظام بمثل ذلك خاصة أن جميع الاتفاقات الدولية التي قررتها هيئة الأمم المتحدة يسمح بمثل ذلك لكن إذا كان ولي أمر المسلمين منع من ذلك فإنه يُمنع أما أن تُجاز ثم يمنع منها لأجل خوفاً من شيء معين هذا لا يسوغ لأنه ينبغي أن نفرق أمر آخر بين الولاية العامة التي أُنيطت بطريقة شرعية مثل أن يتفق أهل الحل والعقد في ولايته وأن يعتمد على الكتاب والسنة وأن يكون دستوره من أول مادة أنني أعتمد على الكتاب والسنة هذا شي وبين أن يكون لم يعتمد على الكتاب والسنة أو ربما يكون الكتاب والسنة مصدر من مصادر التشريع وليس هو مصدر أساسي من ذلك خاصة أنه ربما منع من ذلك ولهذا نعرف ونبين أن مثل هذا القضايا لا تُحل بأننا نقول بأننا نحن باقين على وضع أو لسنا باقين على وضع . لكن نحن نقول للناس في ليبيا إخواننا في ليبيا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يُفرج عنكم وإذا كان عُلماءهم من أهل العلم كوزير العدل وغيره قد نهجوا للناس منهجاً معيناً وارتضوا للناس منهجاً وطريقة شرعية أو هيئة علماء المسلمين في بلدهم قرروا لهم هيئة شرعية فإذا كان شخصاً يرى خلاف ذلك ينبغي أن يجعله لنفسه وحقه كما قال عُقبة بن عامر رضي الله عنه كما أمره النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إبكِ على خطيئتك وأمسك عليك لسانك وليسعك بيتك ) أما أن يجعل هذا سبباً في زعزعت واختلاف المسلمين فإن هذا مزلة قدم ولهذا أرى أن الاعتصام بالعلماء الربانيين في كل بلد ينبغي أن يكون هو بإذن الله صمام أمان أما أن يتطلب فتاوى خاصة من فلان أو علان وربما يكون الإنسان مهما بلغ من العلم ليس عنده من الإدراك الذي رآه غيره مما يراه فينبغي أن يتأنى في ذلك ولا ينبغي أن يُستجر الناس أقولها لا ينبغي أن يُستجر الناس بناء على فتوى ربما لم تُمحص وإذا سُئل الإنسان وهذا عجب إذا سُئل إنسان ما حكم قضية من القضايا الطهارة خذ مثلاً مس الذكر قال والله المسألة شائكة اختلف العلماء في حديث الطلق ابن علي وحديث بسرة بن صفوان ولم يتبين لي الترجيح وإذا سُئل عن قضايا الأمة قضايا شائكة قضايا كبيرة تراه يترجل بلسانه وربما لم يتأد في ذلك فهذه القضايا ينبغي أن تكون محل نظر أهل العلم ومحل نظر العلماء ومحل بحث في مثل هذه القضايا ليس لإرضاء الجماهير أو إرضاء لمسئول لأن هذه المسائل نحن نوقع عن رب العالمين والتوقيع عن رب العالمين من أعظم مزلة القدم ولهذا أمر الله رسوله حينما يُفتي بعد ذلك يستغفر قال -(إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا - واستغفر الله )- [النساء/105] فينبغي للإنسان أن يرجع ويتوب وينوب ولعلها فرصة أن نعيد النظر في حساباتنا الداخلية وأن نعيد النظر لرجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى وأن نعلم أن التغيير أمر لا بد فيه سنة جارية سنة قد قدرها الله سبحانه وتعالى ولهذا تجد أن الحضارات مهما علت وعلا كعبها ومهما ارتفع شأوها فإنه لا بد فيها أن تنزل إلى الحضيض -(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ- إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ- الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ- وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ- وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ- فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ)- فالمسألة مسألة تغيير وهذا أمر آخر الآن كل العالم كل العالم لا أقول بعض ، عامة العالم الغربي والعربي والإسلامي تجد أن مثل هذا التغيير أقروها من حيث الجملة فهذا يدلنا على أن نعيد حساباتنا أقولها ولا أُجامل أن نعيد حساباتنا على أن الإنقلابات العسكرية أو المواجهة العسكرية ربما (ما تنفع) ربما تضر أكثر مما تنفع لأجل هذا إذا كان الناس كلهم على بكرة أبيهم رضوا بأن لا يرتضون فلاناً أو علاناً فيكون هذا نوع من قبول الناس لمثل هذا بدلاً من أن يتفرد فلان أو علان أو جهة بالتغيير العسكري الذي ربما يضر أكثر مما ينفع أما إذا كان العالم كله أو الشعب كله والأمة كلها لا ترتضي فاضطروا إلى مثل ذلك من باب صد الصائل كما يوجد في ليبيا فهذه مسألة أخرى تختلف تماماً عن واقعنا المأساوي الذي عشناه في زمن قبل ذلك نسأل الله أن ينضر دينه وأن يُعلي كلمته وأن يجعلنا أداة خير وأن لا يجعلنا أداة للشر وأن يجعلنا إخوة متحابين فيما بيننا متناصحين فيما بيننا وأن لا يظفر بنا عدو ولا حاسداً والله أعلم .
المقدم : الموضوع ما انتهى أنا أشوف انك جزاك الله خير أتيت على الموضوع لكن كأننا نقترب ثم نبتعد قليلاً تحديداً الآن المتصل من ليبيا الآن هو يقول الناس كانت آمنه وكأنه يريد أن يقول للجواب الكافي وأنت ضيف الجواب الكافي هل نخطيء شيخ عبدالله بكل وضوح هل نخطأ هؤلاء الذين خرجوا في بن غازي وفي الزاوية وفي كل مكان ولم يبقى مع هذا النظام إلا الآن طرابلس في حين وأنا نسيت أقولها لأحمد جزاه الله خير نسيت أقولها وأنت قلتها أن أصلاً العلماء في ليبيا قد أفتوا بذلك
فهل ترى أن هؤلاء بكل وضوح مصيبون فيما فعلوا هذا واحد ، الأمر الثاني الاستناد إلى العلماء الآن الأخبار تتداول الآن الاستناد إلى العلماء يحب أن لا يكون العلماء مع تقديري واحترامي شماعة لنظام مثل هذا متى يأخذ بهم ومتى لا ، يأتي اليوم بفتاوى علماء السعودية التي كان النظام يضرب بهم عرض الحائط ويسخر بهم نفسه في كتبه ويصفهم بالوهابية وغيره يأتي اليوم ليوزع فتاواهم في ليبيا بطاعة ولي الأمر وكأنها الفتاوى هذه نزلت في هذا النظام التوجيه .
الشيخ : أنا قلت يا شيخ محمد قلت إذا كان هذا الواقع الآن العلماء في ليبيا يرون نصرة الشعب على معمر القذافي وهذا أمر صار هو عامة أقوالهم وهذا وزير العدل أوجد هيئة وحكومة إتلافية إذا كان هذا هو رأي علماءهم فلا يسوغ مخالفته فإذا رأى فلان أو علان أنه يخالفه فقل له اجلس في بيتك وابك على خطيئتك وليسعك بيتك لأن هذا القصد أما أن يكون هذا سبب لزعزعت الأمن مرة ثانية وإختلاف الصف فيما بين المسلمين فأقول كما قال أبو العباس فالواجب أمر العامة بالأمور المجملة وإذا كان علماءهم قد قرروا مثل هذه التصعيدات فلا يسوغ لم جاء من غيرهم أن يُفتي بخلاف ذلك لأنه لم يذُق ما ذاق هؤلاء ولم يعرف ما عرف هؤلاء وإذا كانت بعض وسائل الإعلام قد سرقت بعض الأخبار بناء على بعض الرسائل والوسائط فهذا لا يكون معرفة حقيقية فالذي يعرف المعرفة الحقيقة هم علماءهم الذين عايشوهم وإذا كنا قلنا ومازلت أقول كنا نقول في العراق أن الحكم على الشيء فرع عن تصوره وإذا كان علماء أهل الإسلام يفتون بمثل ذلك فلا يسوغ لنا أن نخالفهم في مثل ذلك لأنهم أعلم وحينما جاءت الفتن في زمننا في بلادنا نسأل الله أن يعصمنا من مضلات الفتن قلنا لا يسوغ لأحد أن يُفتي إلا من كان عالماً ونحن علما ما لم يعلم غيرنا وأفتينا بحُرمة مثل هذه التصرفات فالقضية قضية توقيع عن رب العالمين وليست مجاملة لفلان أو علان أو تُستغل فتوى في بلد لتُجعل في بلد آخر لأن القضية قضية ينبغي أن ينظر فيها بطريقة شرعية وتأني فيها لأن هذا ليس حظاً لفلان أو علان أو إرضاء لجماهير نسأل الله أن يعصمنا من مضلات الفتن .
المقدم : أنا ودي أقفل هل الموضوع لأن فيه رؤية قدمتها المجد لكن بما أنك فتحت الآن والأخ اتصل من ليبيا الحمد لله الجمهور الليبي متابع لقناة المجد والجواب الكافي هذا أخر سؤال حتى آخذ الاسئلة أيضاً المسألة هؤلاء الذين نحترمهم طبعاً مثل الأخ أحمد وغيره و ربما الأخ أحمد كان شجاعاً واتصل لكن نقرأ الآن مقولات في ظل الأحداث تصور أنه في تونس في ظل ذاك النظام الديكتاتوري وإنتهى بحمد الله خرج الآن ذليلاً كان هناك من يخرج يقول انتم تهيجون الناس على النظام يقصد العلماء حتى بعضهم خرج من السعودية لكن كان يقول لبعض العلماء يصفهم ربما كانوا يتوجهون توجهاً من التصنيفات الدعوية الموجودة الآن ، الآن في ليبيا نفس الأحداث يعني هل الموجة التي تضرب الآن ويقولك حنا بخير ويا أخي ليش طلعتوا .
الشيخ : شيخ محمد أنا قلت في أول حديثي ينبغي حينما نقرأ كتب أهل العلم المتقدمين لا نطبقه على واقعنا الحكم يختلف البلد الذي يقول أنا ابني حكمي على الكتاب والسنة وأبني حكمي على منهج الكتاب والسنة وعلى أهل الحل والعقد هذا شيء فهذا لا يجوز الخروج عليه سواء باسم مظاهرات أو غيره أما بلد يقول أنا حكمي ديمقراطي وإنما الذي اختارني الشعب والشعب هو الذي يفصلني وهو الذي يختارني فهذا مبني على قاعدتهم فلا يسوغ لنا أن نقرأ كتب أهل العلم في مسالة الخروج على السلطان ونطبقها في نظام ديمقراطي ليس من الإسلام في شيء فهذه القضية يجب أن يُبين فيها فقضايا هذه ، هذه قضايا حل عقد يقول أنا سوف أتولى لكن أربع سنوات أو ثمان سنوات ويتجدد هب يا شيخ محمد أن النظام يقول له أن يتجدد له إلى ثمان سنوات أخرى ثم أبى هل نقول هذا خروج أم ماهو خروج إذن حَكم هو الدستور ، الدستور يقول لك أن تخرج بحل سلمي فالمسألة يجب أن يتأد فيها ولا يطبق في بلد ما يطبق في بلد آخر وهذا نقطة أخرى شيخ محمد اسمحلي أنا أقطعها لا ينبغي للمسلم حينما ينظر نجاح قضية في بلد يسأل ربه في بلد معين هذا لا ينبغي هذا تعرض للفتن وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تعوذوا بالله من الفتن قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ) كما ثبت ذلك في الصحيح من حديث زيد بن ثابت وقال عليه الصلاة والسلام كما عند الطبراني : ( إن السعيد لمن جنب الفتن ، إن السعيد لمن جُنب الفتن ، إن السعيد لمن جُنب الفتن ، ولمن ابتلي فصبر فواها ً ) فلا ينبغي للمسلم أن يعرض نفسه للبلاء ما لا يطيق كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا ينبغي للمسلم أن يُذل نفسه قالوا يا رسول الله كيف يُذل نفسه قال يتعرض من البلاء مالا يُطيق ) وهذه مزلة قدم فلربما تمنى في بلده وهو لم يحسب حسابها فصارت تحت راية عِمية يُقتل لأجل راية عِمية وهو لا يدري ولأجل هذا ينبغي للإنسان أن يسأل ربه أن يعصمه من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
المقدم : إذن هذا الموضوع نقفله .
سألت الأخت : أنهار من العراق سألت في حديث لم يكن واضحاً في قضية من لم يرزق بولد أو غير لك ؟
الشيخ : نعم المعروف كما في الصحيح ( ما تعدون الرقوب فيكم - قالوا من مات وليس له ولد - قال الرقوب الذي توفي له ولد فأبقاه عنده ) فهذا الذي صح في هذا الباب والله أعلم .
يتبع
المفضلات