التعدد غاية شرعية عظيمة , وعبادة وقربه إلى الله , وللتعدد فوائد سأذكرها باختصار شديد , وهي عبارة عن استنباط من الواقع , وخواطر ذهني , وعصاري فكري , راجيا أن تنال رضى القارئ الكريم , فإليك ما يلي :
الفائدة الأولى : أن التعدد في عدل كامل للمرأة , فالله حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما , فلا يمكن أن تكون آية التعدد فيه ظلم محض للمرأة , بل هي غاية العدل والانصاف للمرأة فحتى لا يفوتها قطار الزواج , وعدم الأستمتاع في الحياة الزوجية , وانجاب الذرية , شرع الله للرجل أن ينكح لها ما طاب منهن على حسب الرغبات والميل الحبي ,
الفائدة الثانية : التعدد فيه تجديد للحب بين الزوجين , فقد تكون الزوجة الأولى مقصرة في حبها للزوج والتراخي في جلب السعادة النفسية والجسدية له , فمجرد أن تشعر في ألم الغيرة تحاول أن تغير من طبعها وأسلوبها مع الزوج , هذا من جانب المرأة , ومن جانب الرجل , قد يكون الزوج شديد اللهجة , سريع الغضب , كثير الملل , فمجرد أن يدخل بزوجته الثانية يشعر بالتعب الشديد حتى تفهم شخصيته وطبعه الجبلي يتذكر حق الزوجة الأولى وصبرها عليه , فحينها يعود الحب إلى مصبه الأول , والرضى عن الزوجتين معا ,
الفائدة الثالثة : أن التعدد غاية شرعية في قطع العنوسة وانتشارها في العالم الإسلامي , ولو ما نذكر إلا هذه الفائدة لكفى عبرة وعضة في حال أخواتنا العوانس الذي مضى له زمنا تنتظر الزوج وتترقب له من بعيد .
الفائدة الرابعة : رفع الظلم الذي تمر به المرأة مع أبوها أو أخوها الذين يسيطرون على مالها وعلى مرتبها الشهري , فهناك شريحة من هذا النوع قد ضعفت نفوسهم , وقل إيمانهم , وتردت أخلاقهم حتى سيطروا على مال أو حق هذه الضعيفة المسكينة .
الفائدة الخامسة : لو قدرنا أنها تزوجت رجل لا يرحم , وظالم , فماذا عن أبوها أو أخوها , نقول نار الزوج ولا جحيم الأب , وقليل من الأباء والإخوان من يصدق مع المرأة الضعيفة ,
هذه خمس فوائد أو خواطر , جمعتها من ساحة الواقع , وعين الحقيقة , والقصص في هذا الباب كثيرة , ومواقف لا تعد ولا حصى , تحيتي للجميع , وأسعد الله أوقاتكم