من صور التكافل الاجتماعي في هذا الشهر الكريم فيما مضى من زمن كانت الحياة صعبة جداً
فبعض الأسر لايوجد لديها دخل أو عمل أما لكبر سن رب الاسرة
أو عدم توفر فرص العمل كانت القلوب متآلفه مستأنسه لا يحس أحدهم بوعكة صحية
إلا والكل من حوله رجالاً ونساءً واذا اقدم شهر رمضان يبدأ الغني في مد يد العون والمساعدة
لجاره ولقريبه ولمن له صلة به أوادنى معرفه ليس بينهم المتكبر والمتعجرف كما هو في زمنا
هذا من اجمل الذكريات التي لاتبرح الذاكرة ما حصل في احدى الليالي الرمضانية المباركة وكنا
في وقت صيف شديد جداً والارض جافه والمطر له فترة طويلة منقطع والمواشي هزيله والله
هو الرحيم الرؤف بعباده وكان والدي رحمه الله 00 هو امام مسجدنا الصغير المبني من الطين
ومسقوف من السعف والسدر ولايوجد معنا سوى فانوس صغير نضعه في المقدمه ثم نبدأ في
صلاة العشاء والتروايح واثناء الصلاة قدموا مصلين لانعرفهم والتحقوا معنا بالصف وكان اكثر
الدعاء هو استغاثة واستسقاء نطلب الله ان يرحم عباده واكملوا صلاتهم معنا ولما انتهينا من
الصلاة انتظرناهم حتى اكمال الركعات التي فاتتهم ثم استضفناهم وكانت البيوت غالباً لابوجد
لها فناء وكلها غرفة معيشة وغرفة نوم ثم بدأت السماء تتلبد بالغيوم ولم يمضي اكثر من ساعة
إلا والرعد له دوي والبرق يلمع في السماء والكل يردديارب ياكريم ارحمنا برحمتك اجتمع اهل
القرية وهي بيوت لا يتجاوز عددها اصابع اليد الواحده ثم بدأنا في تجهيز طعام السحور للضيوف
والمطر يصب بشدة والبرد متناثر هنا وهناك من الفرحه بالمطر كنا نركض نحن الاطفال لنلتقط
حبات البرد ولم يأتي الصبح إلا والاوديه تسيل والشعاب واستمر المطر لمدة ثلاثة ايام يبدأ من
بعد صلاة الظهر وحتى المغرب 00
دمتم سالمين
محمد الثوعي
المفضلات