أهداف الزواج في الإسلام ::


قال الله تعالى : { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} النساء/1


الزواج في الإسلام فطرة إنسانية , والزواج الإسلامي ليس غاية جنسية بين الزوجين , وإن كان الإسلام قد أباحها , وجعل عليها الثواب لمن قضاها في الحلال , كما جعل عليها العقاب لمن قضاها في الحرام , وإنما الزواج له أهداف أسمى من مجرد هذه العملية نذكر منها :

1-تكثير عدد المسلمين بما تطيب به نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة:

فعن أنس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهياً شديداً , ويقول : ((تزوجوا الودود الولود , فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة ))

2-المحافظة على الأنساب , وحماية المجتمع من الأمراض والانحلال الخلقي :

حث الإسلام على الزواج للحفاظ على الأنساب من الاختلاط من جراء الزنا , فبالزواج الذي شرعه الله يفتخر الأنبياء بانتسابهم إلى آبائهم , وبهذا الزواج يسلم المجتمع من الأمراض الخطيرة التي توهن الجسم , وتنشر الوباء وهي الأمراض التي تنتشر بين أبناء المجتمع , نتيجة الزنا والاتصال المحرم .

وبهذا الزواج يسلم المجتمع من الانحلال الخلقي , فإن غريزة ميل كل جنس للآخر , حين تنتظم في سلك الإسلام بالزواج الشرعي , يقوى المجتمع ويتحلى بأفضل الأخلاق .

3-السكن الروحي والنفسي :

فبالزواج تنمو روح المودة والمحبة بين الزوجين , فالزوج يكد في عمله نهاراً, فإذا فرغ من عمله وعاد لمنزله واجتمع بأهله وأولاده , ذهب عنه تعب اليوم , وفي هذا يقول الحق تبارك وتعالى : {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ًورحمةً}الروم /21

4-التعفف والتقرب إلى الله عز وجل :

ليست العملية بين الرجل والمرأة عملية للإمتاع أو لإنجاب الأولاد فقط , ولكنها قربة إلى الله عز وجل يثاب عليها المرء .

فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((وفي بضع أحدكم له صدقة )) قالوا : يا رسول الله ! أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : ((أرأيتم لو وضعها في حرام , أكان عليه وزر ؟ )) قالوا : بلى ,قال : ((فكذلك لو وضعها في الحلال كان له أجر )) .

5-التقديم للنفس عند الممات :

إن في إنجاب الذرية الصالحة استمرار لعمل العبد بعد مماته .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة : صدقة جارية ,أو علم ينتفع به , أو ولد صالح يدعو له )) . لذا فالذرية الصالحة هي الادخار الحقيقي للإنسان في الدنيا والآخرة .


هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..