عنـدما نتـحـدث عن الأنسـانيـة فأننا نتـحـدث عن معـاملـة ( الأنسان ) لكل ماهـو

حـولـه من بـشـر وشـجـر وحـجـر وحيـوان وغيـرها من التعامل اللطيف لكل ماهـو

على وجـه الأرض .

فـعلاقـة الأنـسان بـ/الأنسـان ربمـا هـي الأهم والأولى بالتعـامل من غيره مما ذكر أنفـا

والأدلـة ربمـأ كثيرة تـطرق لها ديننا الحنيف فمن لا يتعامل مع بن البشر بأنسانية فمن

الصعب بأن يتعامل مع البقيـة الباقية بأنسانيه .

المملكـة العربية السعودية تشرفت بأن يطلق عليها بمملكة الأنسانية وهذا اللقب أو هذا المسمى

لم يأتي من فراغ حتـمـا بل من وقـفـات أنسانية خيريـة شهـدها الـعالم أجمع سواء من البلدان

العـربية المجاوره أو من الدول الاسلامية المترامية الأطراف أو حتى من دول الغرب الذين لا

تربطنا بهم سواء بأنهم من الـبـشـر .

في يـوم الأربعـاء وفي وضح النهـار غابت شمس الأنسانيـة عن ذلك الطريق المخيف الذي أصبج

مخيفـا ومرعـبا ومهـددا لحياة الأنسان والحيوان طـريق أخـذ من البيئة شكلا حلزونيا مضحكا

فمنعطفاته كأنها صممت لكي تذكرك بـ( أم جنيب ) تلك الأفعـى التي هي أقل خـطورة على

الأنسـان من هـذا الطـريق ...!

نعـم غابت شمس الأنسانيـة عن ذلك الطـريق الذي رأيت بأم عيني بـه ( أنسان ) ينـزف دما

ويتألم ويصارع المـوت جراء حـادث سيـر رأيتـه ملقى على أرض أشتعلت بها حرارة الشمس

ولا يـوجـد شيء يستظل بـه وأصبح بين ناريـن حادث مرير وشمس شديدة الحرارة منتـظرا

بأن تأتي سيارة الأسعاف التي ظن هـو بأنها لن يستغرق وقت قـدومها أكثر من خمس دقائق

لأنه في ( مملكة الأنسانيـة ) ولم يكن يعـلم بأن المسؤلين في دولة الأنسانية لم يكونو على

قـدر ( أنسآنيـة الدولة ) فتجاهل الأول تلو الأخـر هذا الطريق الذي يمتـد من ( تبوك ويمـر على

هجـرة الجـو ومرورا بهـجرة المعـظم وأيضا هجـرة البريكـه) تجاهل الواحد تلو الأخـر حاجتهم

لوجود مركز اسعاف أولي أو حتى سيارة اسعاف تخدم هذه الهـجر التي أجزم بأنهم بشـر وأجزم

بأنهم معنيون ( بآلأنسانية أيضا وتنطبق عليهم شروط الأنسانيه ) فبات ذلك المصاب أو الطريح

أو الأنسان ينتـظر وينتـظر حتى فـقـد الأمل بأن يأتي اليه أحـد ولم يأتي فعلا أحـد لأن المسافه

بين أقرب نقطة اسعاف ومنطقة الحادث مايقارب الـ 160 كيلو وهذه المسافة كفيلة بأن يلفظ

فيها أنفاسـه الأخيره ولكن صخر الله له أحـد ابناء ( مملكة الأنسانيه ) ونقله مسرعا متجها

بـه لمنـطقة تبوك لعل وعسى بأن يحضى بشرف خدمة هذا ( الأنسان ) وينقذ حياته .


قضينا الساعة والنصف ونحن نحاول بأن نصنع لهذا المصاب مظلة صغيرة تقيه من حرارة

الشمس وقضيت انا مايقارب الاسبوع وأنا أفكـر هل نحن فعلا في ( مملكة الأنسانيه ) ..؟




أيها المسؤول ( الأنسان ) ..

حكومتنا الرشيده اعزها الله تبذل الغالي والنفيس لخـدمة ( كل مسلم ) سواء في المملكة

أو خارجهـأ فهي لم تقصـر ولن تقصـر لو علمـت بأن هناك من هـو بحاجة الخدمات الضروريه

فأنت ايها المسؤول حلقة الوصل بين الرعية والراعي فيجب عليك ان تخاف الله في المواطن

الأنسان الضعيف فمن يشاهـد طريق ( تبوك المعـظم البريكه ) يجـزم بأن الطريق بحاجة

ماسة ومستعجله لسيارات الاسعاف الأوليـة ولكن من يستجيب ...؟

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صورة لشخص أردني وقع عليه حادث على طريق المعظم







ع/ الحمراني