5606 - ( إذا أصبح أحدكم فليقل : أصبحنا وأصبح الملك لله رب العالمين ، اللهم إنى أسألك خير هذا اليوم : فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه ، وأعوذ بك من شر ما قبله وشر ما بعده . ثم إذا أمسى ، فليقل مثل ذلك ) .
قال الالباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة:

ضعيف
. أخرجه أبوداود ( 5084 ) ، والطبرانى فى " الكبير " ( 3 / 296 /3453 ) و " مسند الشاميين " ( ص333 ) عن محمد ابن إسماعيل : حدثنى أبى - قال ابن عوف : ورأيته فى أصل إسماعيل - قال : حدثنى ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبى مالك مرفوها .

قلت : وهذا إسناد ضعيف ، وله علتان :
الأولى : ضعف محمد ابن إسماعيل .
والأخرى : الانقطاع بين شريح وأبى مالك .
أما الأولى : فقال المنذرى فى " مختصر السنن " ( 6 / 341 ) :
" فيه محمد بن إسماعيل بن عياش وأبوه ، وكلاهما فيه مقال " !
قلت : لايستويان فأبوه ثقة فى روايته عن الشاميين وهذه منها ، فالعلة من ابنه ، وقد ضعفه أبوداود نفسه فى رواية الآجرى عنه ، قال :
" سئل أبوداود عنه ؟ فقال : لم يكن بذاك ، قد رأيته ودخلت حمص غير مرة وهو حى ، وسألت عمرو بن عثمان عنه ؟ فذمه " .
وذهل النووى عن هذا ، فقال فى " الأذكار " : " لم يضعفه أبوداود " !
ورد الحافظ فى " نتائج الأفكار " بقوله " ق171 / 2 ) :
" هذا حديث غريب ، ورواته موثقون ، إلا محمد بن إسماعيل فضعفه أبوداود وقال أبو حاتم الرازى : " لم يسمع من أبيه شيئا " لكن أبوداود لما أخرجه استظهر بقول شيخه محمد بن عوف : قرأته فى كتاب إسماعيل بن عياش .قلت ومع ضعف محمد فقد خالفه الحفاظ عن أبيه فى سنده " .
قلت ثم ساقه من طرق عن إسماعيل بن عياش : ثنا محمد بن زياد الألهانى عن أبى راشد الحبرانى قال : أتيت عبد الله بن عمرونقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي فذكر الحديث بلفظ آخر يختلف عن هذا كل الإختلاف ، ليس فيه مما فى هذا إلا أنه من أذكار الصباح والمساء ، فلفظه :
" يا أبا بكر ! قل : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، رب كل شىء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسى ، ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسى سوءا ، أو أجره إلى مسلم " .
وهومخرج مع غيره مما فى معناه فى " الصحيحه " ( 2763 ) وقد حسنه الحافظ ، ثم قال :
" وعجبت من عدول الشيخ عن هذه الطريق القوية إلى تلك الطريق الضعيفة " .
وأما الإنقطاع فقد قال بن أبى حاتم فى " المراسيل " ( ص60 ) عن أبيه :
" شريح بن عبيد لم يدرك أبا أمامة ، ولا الحارث بن الحارث ، ولا المقداد " .
قال : وسمعته يقول :
" شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى ، مرسل " .
ونحوه ماذكره المزى فى " التهذيب " : أن محمد بن عوف سئل : هل سمع شريح من أبى الدرداء ؟ فقال : لا . قيل له : فسمه من أحد من أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم قال : ما أظن ذلك ، وذلك أنه لا يقول فى شىء من ذلك : سمعت . وهو ثقة " . قلت : وقد أخرج الطبرانى ( 3 / 291 - 298 ) لشريح عن أبى مالك أربعة وعشرين حديثا عامتها بهذا الإسناد عنه ، لم يقل أيضا فى شىء منها : سمعت أبا مالك !
ولذلك تعقب المزى الحافظ ابن حجر فى " تهذيبه " فقال عقب ما سبق عن أبى حاتم :
" وإذا لم يدرك أبا أمامة الذى تأخرت وفاته ( يعنى : إلى سنة 86 ) فبالأولى أن لا يكون أدرك أبا الدرداء ( مات فى حدود سنة 35 ) ، وإنى لكثير التعجب من المؤلف كيف جزم بأنه لم يدرك من سمى ههنا ، ولم يذكر ذلك فى المقداد وقد توفى قبل سعد بن أبى وقاص ( مات سنة 33 ) وكذا أبوالدرداء ، وأبو مالك الأشعرى وغير واحد ممن أطلق روايته عنهم " .
قلت : وأنا بدورى أتعجب منه كيف نسى هذا الذى تعقبه على المزى ، فلم يعل الحديث بهذه العلة الثانية ، ألا وهى الإنقطاع ، بينما تنبه له فى حديث آخر خرجته فيما سبق من هذه السلسله ( 1510 ) . فأعله فى " التلخيص الحبير " ( 3 / 141 ) بالإنقطاع ، وصرح فى " تخريج أحاديث المختصر " ( ق24 / 1 ) - تبعا للزركشى فى " المعتبر " ( ص58 ) - بأن العلة القادحة هى قول أبى حاتم الرازى : لم يسمع شريح بن عبيد عن أبى مالك الأشعرى ! !
ولكن لا عجب فهذه طبيعة الإنسان ، ألا وهى النسيان ، فقد وقعت أنا فى مثل ما وقع هو فيه من السهو ، فقد أوردت حديثا فى " الصحيحة " برقم ( 1817 ) وصححته تبعا للحاكم الذهبى ، وهو من هذا الوجه المنقطع ! ومثله الحديث ( 225 - الصحيحة ) بينما تنبهت لإنقطاعه فى حديث آخر ذكرته شاهدا تحت الحديث ( 1502 ) : ولذلك قررت نقل الحديث ( 225 ) من " الصحيحه " إذا لم أجد له شاهدا معتبرا ، وهو مما أستبعده ، فإن الحافظ استغربه أيضا فى " نتائج الأفكار " ( 34 / 1 ) ، وأعله بضعف محمد ابن إسماعيل ، ولم يتنبه أيضا لانقطاعه ولا لإستظهار أبى داود بقول شيخه ابن عوف : قرأته فى كتاب إسماعيل ابن عياش . فجل من لا يسهو ولاينسى ، وغفر لى خطئى وعمدى ، وكل ذلك عندى .
وروى أبوداود بهذا الإسناد حديثا آخر عن أبى مالك فى ( أذكار الصباح والمساء ) بلفظ :
" اللهم ! فاطر السماوات . . . . . . " .
ثم رأيت الحافظ العراقى فى " تخريج الإحياء " ( 1 / 297 - طبع الحلبى ) ذهل أيضا عن العلة ، فقال : " إسناده جيد " !