مداخــلة

للشاعر والصحفي

ســامي الجار الله







أستاذي و أخي الكبير / أحمد الناصر .. ( أبو عادل ) ..


صباح مساحات البياض ..

بدءا ً بـ الياسمين و مرورا ً بـ الغيوم و ختاما ً بـ قلبك ..

.
.

لن أتطرق لـ طرحك الذي ما زلت مشدوها ً بـ سببه ..

و تحدّث ملامحي بعضها في صمت .. و الحديث ( إعجاب ) ..

و لكن .. !

سـ آتي إلى لب ّ ما تمحور عليه موضوعك الذي يتشكّل قميصا ً يلبسه ( الفكر ) ..

لـ تقدّم أسئلتك كـ أزرار ٍ للقميص .. تجاوبتك مع أفكارك في إزاحته ..

لـ يتعرّى ذلك الجسد .. فـ نبحث عن وسيلة للدفء و السّتر .. و ربما إجابه .. !!

.
.

الشعراء .. !

و كأنني استجمعت اسئلتك هذه يا أستاذي ذات حين ..

و الذاكره تشهد على ذلك .. لأن رحلة البحث عن الدفء ما زالت مستمره ..

رغم كل هذا .. لا أخفيك سيّدي بـ أنني وجدته ذلك المارد ( الشاعر ) .. في كل ما ذكرت ..

و كنت أستغرب من متناقضات حضوره في كل أوان ٍ و مكان ..

فـ تارة ً أجد إشراقته في بعض الأهالي و القبائل مصدر فخر .. و يتم الإحتفاء به ..

لـ يكون نبراسا ً و يتصدّر مجالسهم .. !

فـ أسعد .. لأنني أصنّف ضمن هذا الكائن ( البشاره ) ..

و سرعان ما تذبل ابتسامتي عندما ألتفت لأجد في جهة ٍ مقابله ..

هو ذاته ( الشاعر ) .. يرافق بعض السجون و تألفه القضبان لـ زياراته المتكررة لها ..

فـ أرقب عن يميني و يساري .. فـ ربما ً تغتال القلم ( كلبشات ) حين جراءه .. !

و أتساءل .. : لماذا .. ؟

فـ هي مجرّد حروف و بضع كلمات .. و لماذا الشاعر هو الأكثر خطرا ً .. ؟

لـ تبتسم الذاكره لـ تقول .. اسألني أنا .. !!

.
.

عجيب ٌ أمره بـ الفعل ..

أذكر في أحد الأحيان .. أسامر أحد الأصدقاء ..

فـ فاجأني بـ قوله .. ( يا حظّك ) ..

جاوبته ..: ( ليه ؟؟ ) .. فـ قال .. : ( عشانك شاعر ) ..

لم استطِع إخفاء نشوتي حينها ..

و لكن .. لماذا يتمنّى .. ؟

ألا يعلم بـ أن ّ الشاعر ترتفع نسبة ( الإحساس ) في جسده ..

و هذا من الممكن أن يسبب ( طفْح ) شعري على حياته ..

و هذا الطفح بـ إمكانه أن يكون ( وشما ً ) على ظاهر ( حياته ) ..

توثّق جميع آلامه و جروحه و مصائبه .. قصائد .. و ربّما بيت واحد .. ؟؟؟

ألا يعلم أن هذا الشاعر .. بـ إمكانه أن يعيش همّه .. و همّ صديقه .. و ذويه ..

و كل من يصادفه ي هذه الدنيا .. ؟؟

.
.

ألأنّه يلملم الإحساس فـ ينظمه عقدا ً في كلمات .. يتشكّل ( شعرا ً ) .. ؟

.
.

أبحِر مع تساؤلاتي .. فـ تستوقفني عدّة نماذج بـ إختلاف الأزمان و الأماكن و نوعية الشعر

فقط .. هم ( شعراء ) .. :

1 / المتنبي .. عاش امبرطورا ً بـ ( شعره ) .. و مات بـ سببه .. !!

2 / طرفه بن العبد .. كتب أحد المعلقات .. و اعتلا شأنه بـ ( شعره ) .. و مات بـ سببه .. !!

3 / محسن الهزّاني و استغاثته .. بـ كامل تفاصيلها .. و الوسيلة ( شعر ) .. !!

4 / العوني .. عندما سأله أخوه عن سبب تسميته بـ ( أخو العوني ) ..

رغم أنّه كريم و شجاع و رجل تشهد له الميادين بذلك ..

فـ رد العوني قائلا ً .. : أعلم كل ذلك و لكن .. أنا " أصل القوم على القوم و أنا قاعد " .. و الشعر يشهد له !!

5 / الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم ( الفاجومي ) قضى أغلب عمره في السجون ..

بـ تهمة ( قصائد خارجه عن القانون ) .. !!!

6 / غازي القصيبي .. ثارت عليه بريطانيا بـ أملها .. عندما كتب قصيدة ً يرثي بها فتاة استشهاديّه .. يرون بذلك دعما ً للإرهاب .. سلطانك يا شعر !!


7 / و في وقتنا الحاضر .. نرى بعض الشعراء يتنصّبون أعلى المراتب ..

بل و مع كل قصيدة ٍ عصماء .. يزداد رتبة ً .. !!!!


و الكثير الكثير .. !!

و يبقى السؤال المعضله .. لماذا ..؟

جـ / لأنّهم شعراء .. و كفى .. !!

فـ الشاعر .. :

كائن حي يسير على كلمات توصله إلى حيث يشاء .. و في أغلب الاوقات .. تصل إلى أبعد من ذلك ..

يتنفّس أنغاما ً .. يرتّب ما يتبعثر و يبعثر كل ما ترتّب ..

ذكي في جميع الأحوال .. و تتفاوت هذه النسبه بين شاعر ٍ و آخر ..

له مولّدان اثنان .. ( عقل و قلب ) ..

إنسان مختلف عذب متى ما استمد ّ قوته من النبضات ..

إنسان أيضا ً مختلف خطير متى ما استمد ّ قوته من الفكر ..

يعمل كـ أرشيف ٍ لـ هذه الحياة .. يحمل أصغر التفاصيل .. بـ أعمق الكلمات و أصعبها .. ( رغم أنّها من ذات الكوكب " الأرض " ) ..

متى ما كان شاعرا ً بـ صدق .. فـ سيضمن أن نهايته ( بدايه ) ..

و موته .. حياة .. !!

.
.
.

أستاذي أبو عادل ..

أعلم بـ أن ثرثرتي فاضت على الأقسام المجاوره .. و لك مني العذر ..

و لكن ما يشفع لي .. هو أنني كنت أبحث عن ( ذاتي ) بين أكوام الأسئله ..

و خشية أن أضيف على جنوني جنون ٌ لا أعقله .. فـ أجهلني حينها ..

.
.

دمت بـ هكذا إشراقه أستاذي الغالي ..

و اكرر اعتذاري على الإطالة و الثرثره و كل ما لا يفيد ..

متمنيا ً أن يكون فيما قلته شيئا ً .. يفيد ..

فـ أنا كنت أهذي ..