مجالات علو الهمة :

* علو الهمة في طلب العلم

قال يحيى بن أبي كثير :
لا ينال العلم براحة الجسد ..
ومن يصطبر للعــلم يظـــــفر بنيله ومن يخطب الحسناء يصبر على البذل
ومن لم يذل النفس في طلب العلى يسيرا يعش دهــــــــــرا طويلا أخا ذل

********************
* علو الهمة في العبادة والاستقامة
قال الحسن : من نافسك في دينك فنافسه ، ومن نافسك في دنياه فألقها في نحره
قال وهيب بن الورد : إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل ..

واحسرتاه تقــضى العمر وانصرمت ساعاته بين ذل العجز والكسل
والقوم قد أخذوا درب النجاة وقد ساروا إلى المطلب الأعلى على مهل

*********************
* علو الهمة في البحث عن الحق
لقد حفل التاريخ الإسلامي قديمه وحديثه بنماذج رائعة من المهتدين الذين ارتفعت همتهم في البحث عن الدين الحق و بذلوا في سبيل ذلك النفس والنفيس ،
فصاروا مضرب الأمثال ، وحجة لله على خلقه أن من انطلق
باحثا عن الحق مخلصا لله تعالى ، فإن الله عز وجل يهديه إليه ،
ويمن عليه بأعظم نعمة في الوجود نعمة الإسلام
ومن النماذج المشرقة في البحث عن الحق
سلمان الفارسي رضي الله عنه ..
أبوذر رضي الله عنه ...

*********************
* علو الهمة في الدعوة إلى الله تعالى ..
كبير الهمة يحمل هم الدعوة
من أعظم ما يهتم به الداعية هداية قومه ، وبلوغ الجهد في النصح لهم ،
كما يتضح ذلك جليا لمن تدبر سير المرسلين ،
خاصة خاتمهم وسيدهم محمد صلى الله عليه وسلم ..
إن المتأمل لقوائم عظماء رجالات الإسلام من الرعيل الأول فمن بعدهم ليرى أن علو الهمة هو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الذين اعتزوا بالإسلام ، واعتز بهم الإسلام ، ووقفوا حياتهم لحراسة الملة وخدمة الأمة سواء كانوا علماء أو دعاة أو مجددين أو مجاهدين أو مربين أو عباد صالحين ولو لم يتحلوا بعلو الهمة لما كان لهم موضع في قوائم العظماء ولما تربعوا في قلوب أبناء ملتهم ، ولما تزينت بذكرهم صحائف التاريخ و لا جعل الله لهم لسان صدق في الآخرين ..

*********************
* علو الهمة في الجهاد في سبيل الله

قال عمران بن حصين: ( ما لقي صلى الله عليه وسلم كتيبة إلا كان أول من يضرب )
وكذلك الشجعان في أمته والأبطال لا يحصون عدة ، و لا يحاط بهم كثرة ، سيما أصحابه المؤيدين الممدوحين في التنزيل بقوله تعالى :
( محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم )
قال صلى الله عليه وسلم :

( إن أبواب الجنة تحت ظلال السيوف )
حال الأمة عند سقوط الهمة
إن سقوط الهمم وخساستها حليف الهوان ، وقرين الذل والصغار ،

وهو أصل الأمراض التي تفشت في أمتنا ،
فأورثتها قحطا في الر جال ، وجفافا في القرائح ،

وتقليدا أعمى ، وتواكلا وكسلا ، واستسلاما لما يسمى الأمر الواقع ..
كل ذل يصيب الإنسان من غيره ،

ويناله من ظاهره : قريب شفاؤه ، ويسير إزالته ،
فإذا نبع الذل من النفس ، وانبثق من القلب ، فهو الداء الدوي ، والموت الخفي ..

أسباب انحطاط الهمم
حتى نكون أبعد عن انحطاط الهمم لابد أن نتعرف على أسباب ذلك ..
* الوهن .. كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم :
( حب الدنيا، وكراهية الموت )
* الفتور ..
قال صلى الله عليه وسلم:
( إن لكل عمل شِرَّةً، ولكل شِرَّة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك )
* اهدار الوقت
..الثمين في فضول المباحات .. قال صلى الله عليه وسلم:
( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )
* العجز والكسل ..
قال تعالى :
( ولو أرادوا الخروج لأعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )
* الغفلة ..
وشجرة الغفلة تُسقى بماء الجهل الذي هو عدو الفضائل كلها
قال ابن القيم رحمه الله :

لابد من سِنة الغفلة ، ورقاد الغفلة ، ولكن كن خفيف النوم ..
* التسويف والتمني ..
وهما صفة بليد الحس، عديم المبالاة، الذي كلَّما همَّت نفسه بخير، إما يعيقها بسوف حتى يفجأه الموت، وإما يركب بها بحر التمني، وهو بحر لا ساحل له، يدمن ركوبه مفاليس العالم .
* ملاحظة سافل الهمة ..
من طلاب الدنيا.. قال صلى الله عليه وسلم :
( إنما مَثل الجليس الصالح والجليس السوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يُحْذِيك ، وإما أن تبتاع منه،وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحا خبيثة )
* العشق ..
لأن صاحبه يحسر همته في حصول معشوقه فيلهيه عن حب الله ورسوله.
* الانحراف في فهم العقيدة
.. لا سيما مسألة القضاء والقدر، عدم تحقيق التوكل على الله تعالى، بدعة الإرجاء.
* الفناء في ملاحظة حقوق ..
الأهل والأولاد واستغراق الجهد في التوسع في تحقيق مطالبهم .. قال تعالى:
( يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم )
* المناهج التربوية والتعليمية الهدامة
.. التي تثبط الهمم ، وتخنق المواهب ، وتكبت الطاقات ، وتخرب العقول ، وتنشىء الخنوع ، وتزرع في الأجيال ازدراء النفس ، وتعمق فيها احتقار الذات، والشعور بالدونية.
* توالي الضربات..وازدياد اضطهاد العاملين للإسلام ، مما ينتج الشعور بالإحباط في نفوس الذين لا يفقهون حقيقة البلاء، وسنن الله عز وجل في خلقه.




أسبــاب الارتقـــاء بالهمـــــــة


* العلم والبصيرة ..العلم يصعد بالهمة
ويرفع طالبه عن حضيض التقليد ويُصفِّي النية.
* إرادة الآخرة ..
وجعل الهموم همَّا واحداً.. قال تعالى:
( ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا )
وقال صلى الله عليه وسلم:

( من كانت همّه الآخرة ، جمع الله له شملَه ، وجعل غناه في قلبه ، وأتته الدنيا راغمة ، ومن كانت همّه الدنيا ، فرَّق الله عليه أمره ، وجعل فقره بين عينيه ،
ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له )
* كثرة ذكر الموت
.. عن عطاء قال :
كان عمر بن عبد العزيز يجمع كل ليلة الفقهاء ، فيتذاكرون الموت والقيامة والآخرة ويبكون .
* الدعاء..
لأنه سنة الأنبياء ، وجالب كل خير، وقد قال صلى الله عليه وسلم :
( أعجز الناس من عجز عن الدعاء )
* الاجتهاد في حصر الذهن ..
وتركيز الفكر في معالي الأمور..
قال الحسن :
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
* التحول عن البيئة المثبطة.
. إذا سقطت الجوهرة في مكان نجس فيحتاج ذلك إلى كثير من الماء حتى تُنَظَّف إذا صببناه عليها وهي في مكانها، ولكن إذا أخرجناها من مكانها سهل تنضيفها بالقليل من الماء .
* صحبة أولي الهمم العالية ..
ومطالعة أخبارهم..قال صلى الله عليه وسلم:
( إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر )
* نصيحة المخلصين .
. قال صلى الله عليه وسلم:
( إن الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )
* المبادرة والمداومة والمثابرة في كل الظروف..قال تعالى:

( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )
أطفالنـــــــــا وعــــلو الهمــــــــة
قال أبو حامد الغزالي رحمه الله :
والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفيسة، فإن عُوِّد الخير وعُلِّمه نشأ عليه، وسَعِدَ في الدنيا والآخرة، وإن عُوِّد الشر، وأُهْمِل إهمالَ البهائم شقي وهلك.. وصيانته بأن يؤدِّبَه، ويهذبه، ويعلمه محاسن الأخلاق ..
وقال ابن خلدون :

التعليم في الصغر أشد رسوخاً ، وهو أصل لما بعده .
كِبَارُ الهمَّةِ النَّابغُون .. مُخْتَصَرُ الطريق إلى المَجْد ..
إن المرء لا يولد عالماً ، وإنما تربيه جماعة ، وتصنعه بيئة ،
و تتعهده بالرعاية والتعليم، حتى يمتلك ناصية العلم الذي يطلبه .
.........
إن الأمة التي تهتم بالنابغين ، تصنع بهم مستقبلها المشرق ، لأنهم يُصْلِحون أمرها ، ويسهمون في ازدهارها ، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك،أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب ،

أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهِممٍ خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس .
أثر عُلُـــــــــوّ الهمَّة في إصلاح الفــرد والأمَّـــــة
أصحاب الهمة العالية هم الذين يقوون على البذل في سبيل المقصد الأعلى، و يبدلون أفكار العالم، ويغيرون مجرى الحياة بجهادهم وتضحياتهم، ومن ثَمَّ فهم القلة التي تنقذ الموقف، وهم الصفوة التي تباشر مهمة " الانتشال السريع " من وحل الوهن، و وهدة الإحباط.
...............
زاحم بكتفيك وساعديك قوافل العظماء المجددين من السلف والخلف، ولا تؤجل فإن مرور الزمن ليس من صالحك، وإن الطغيان كلما طال أمده، كلما تأصَّلت في نفوس المتميعين معاني الاستخذاء، ولابد من مبادرة تنتشل، ما دام في الذين جرفهم التيار بقية عرق ينبض، وبذرة فطرة كامنة .

..........
هذا زمان لا توسُّط عنده يبغي المغامر عالياً وجليلا
كن سابقاً فيه أو ابق بمعزلٍ ليس التوسط للنبوغ سبيلا
..........

إن أمتك المسلمة تترقب منك جذبة
" عُمَرِيَّة "
توقد في قلبها مصباح الهمة في ديجور هذه الغفلة المدلهمة ،
وتنتظر منك صيحة
" أيوبية "
تغرس بذرة الأمل ، في بيداء اليأس ،
وعلى قدر المئونة ؛ تأتي من الله المعونة ،
فاستعن بالله ولا تعجز .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نقله لكم أبو عاصم
من موقع صيد الفوائد
لاتنسوني من الدعاء
وأرجو التثبيت للفائده
على هذا الرابط
http://www.saaid.net/aldawah/238.htm